الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 12:37 م - آخر تحديث: 02:30 ص (30: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - السيد يسين
السيد يسين -
من التطرف إلى الواقعية!


لعله ظهر من تحليلنا الثقافي للتطرف الإيديولوجي ونزوع بعض أنماطه للإرهاب الصريح ضد الدولة والمجتمع، أنه تتعدد صوره وأنماطه، مما يجعل التعميم على نشأته وتطوره وزواله مسألة بالغة الصعوبة.
ومع ذلك يمكن القول إننا نستطيع من خلال دراسة المذاهب والحركات والجماعات التي تتبنى صوراً متعددة من التطرف الإيديولوجي، أن نتبين خطاً رئيسياً يحكم تطور بعضها، وهو الانتقال من التطرف إلى الواقعية.
والسؤال هنا ما هو تفسير هذا التطور، وما هي الصور الواقعية التي يتجلى فيها؟
يمكن القول إنه ثبت يقيناً أن الدولة المعاصرة باعتبارها الهيئة الوحيدة في المجتمع المخول لها دستورياً استخدام العنف في مواجهة من يخالفون القانون، أقوى من أي جماعة تتبنى التطرف الإيديولوجي، أو تنزع إلى الإرهاب.
فقد استطاعت الدولة المعاصرة بأنماطها المختلفة في إيطاليا وألمانيا واليابان، أن تواجه بالوسائل الأمنية المباشرة التي تقوم على ملاحقة أعضاء الجماعات الإرهابية والقبض عليهم ومحاكمتهم جنائياً واستصدار أحكام قضائية ضدهم، الحد من حركتهم، بل واستئصال شأفتهم تماماً.
وقد مارست مصر هذا الدور بنجاح ملحوظ ضد "الجماعة الإسلامية" وجماعة "الجهاد" وغيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة، واستطاعت الدولة بعد صراع شاق ووقوع العديد من الضحايا المدنيين نتيجة الاعتداءات الإرهابية عليهم، أن تقضى على الإرهاب الإجرامي الذي كان يتمسَّح بمسوح الدين.
ولم يكن اصطدام التطرف الإيديولوجي بالدولة هو العامل الوحيد الذي أدى إلى نهاية موجات الإرهاب في الدول المختلفة، ولكن اصطدامهم بالمجتمع هو الذي عجل بالنهاية.
ذلك أنه في مرحلة أولى يمكن لبعض الشرائح الاجتماعية الغاضبة من سلوك السلطة أن تتعاطف مع الإرهاب الموجه للدولة أو لرموزها باعتبارها سلطة طاغية. غير أن توجيه الإرهاب ضرباته للمدنيين في حوادث قتل مباشرة غير مبررة وتتسم بالعشوائية، هو الذي غيَّر من هذه الاتجاهات وجعل المجتمع كله بدون استثناء يقف ضد هذه الجماعات المتطرفة، ما عدا أقلية ضئيلة من أنصار اليمين أو اليساريين الذين زعموا أن عنف هذه الجماعات إنما هو رد فعل لعنف الدولة ضدهم، وهذا حكم باطل ينطق عن الهوى، لأن الجماعات المتطرفة هي التي بدأت الإرهاب ضد الدولة والمجتمع.
واصطدام الجماعات المتطرفة والإرهابية بالدولة والمجتمع تبعه اصطدامها بالنظام العالمي ومؤسساته، بعد أن تحول الإرهاب بفضل هجوم "القاعدة" على الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر إلى إرهاب عابر للقارات. وهكذا جيَّش النظام العالمي قوته لمحاصرته سياسياً ومالياً وعسكرياً.
وإذا كنا قررنا في البداية أن خطاً أساسياً من خطوط تطور التطرف الإيديولوجي والإرهاب هو جنوح الجماعات المتطرفة إلى الواقعية، فعلينا أن نحدد صور هذه الواقعية واتجاهاتها ومآلها في المستقبل. ولعل أبرز حالة يمكن في تصورنا القياس عليها هي "الجماعة الإسلامية" في مصر، والتي تعد هي وجماعة "الجهاد" من أشرس الجماعات المتطرفة إيديولوجياً، والتي مارست الإرهاب ضد الدولة والمجتمع على السواء.
استطاعت الدولة المصرية أن تحيط بـ"الجماعة الإسلامية" وأن تلاحق أعضاءها أمنياً، وأن تستصدر الأحكام القضائية ضدهم، والتي صدرت سواء بالإعدام أو بالأشغال الشاقة المؤبدة جزاء وفاقاً لما ارتكبوا، من جرائم دموية ضد الشعب المصري بكل طوائفه. وبلا تمييز بين السلطة والأهالي.
فقد أثبتت التجربة لأعضاء هذه الجماعة وهم قابعون داخل السجون أن مسعاهم للتغيير السياسي بالقوة المسلحة، لتأسيس الدولة الإسلامية الدينية التي تقوم على الفتوى وليس على التشريع، قد فشل فشلاً ذريعاً، وأدى إلى تصفيات متعددة لقادة الجماعة وأعضائها على السواء.
لذلك بادر قادة هذه الجماعة بإجراء مراجعات نقدية على مذاهبهم المتطرفة وطرق تأويلهم المنحرفة للنصوص الدينية. وأصدروا في هذا الاتجاه أربعة كتب من المراجعات بإشراف قادتهم، وأعلنوا فيها التوبة عما فعلوه. وبناء على ذلك أطلقت السلطات الأمنية -في حدود القانون- المئات من أعضاء هذه الجماعات، الذين قبلوا بالمراجعات، وعادوا مرة أخرى إلى المجتمع مواطنين عاديين، وإن كانت مازالت لديهم الرغبة في التجمع وهم خارج الأسوار، باعتبارهم جماعة واحدة لهم آراء سياسية يريدون التعبير عنها.
النقد الذاتي إذن هو إحدى أهم السبل للانتقال من التطرف الإيديولوجي إلى الواقعية. وهذا النقد عادة ما يؤدى إلى مراجعة المواقف المبدئية، والتصحيح النسبي للانحراف الإيديولوجي. غير أن هناك جماعات إرهابية متطرفة إيديولوجياً تنكبت طريق الواقعية وترفض إلقاء السلاح، وتواصل إرهابها الإجرامي ضد الدولة والمجتمع.
وأمثلة ذلك ما نراه في الجزائر والمغرب على وجه الخصوص، حيث تقوم هذه الجماعات بمذابح واسعة النطاق، ضد ممثلي السلطة وضد الشعب على السواء.
وهذه الجماعات تسيطر عليها في الواقع عوامل متعددة، أبرزها الأمية والتعصب الديني المتطرف، والانحراف في مجال تأويل الآيات الدينية، وعوامل الإحباط السياسي والاقتصادي والثقافي. والغالبية العظمى من هذه الجماعات تأتمر بقيادة زعامات لها شعبية في أوساط الفقراء والمهمشين. وهي قيادات تتبنى خطاباً دينياً شعبوياً يعد أنصاره بالعدل والرخاء لو تحقق مشروعهم في إقامة الدولة الإسلامية.
غير أنه مهما اشتدت هجمات هذه الجماعات الإرهابية، فإنها لن تستطيع أن تسقط الدول التي تعمل ضدها. بل إنه يمكن القول إن هذه الجماعات لم تستفد من خبرة مثيلاتها المصرية التي وقع من أنصارها المئات صرعى التعصب والجهل والصراع غير المتكافئ مع الدولة.
إلا أنه إذا انتقلنا من مجال الصراعات الجزئية بين بعض الجماعات الإرهابية المتطرفة إيديولوجياً والدولة العربية المعاصرة، فهناك حالات من التطرف الإيديولوجي أخطر من ذلك بكثير، وهي التطرف الإيديولوجي للدول!
ولعل المثال البارز لذلك في محيطنا العربي هو التطرف الإيديولوجي لدولة إسرائيل التي رفعت شعار الصهيونية وهي -كما اعترفت الأمم المتحدة في قرار شهير لها صدر ذات مرة-إيديولوجية عنصرية.
هذا التطرف الإيديولوجي الصهيوني كان وراء الصراع الدامي الذي دار مع الشعب الفلسطيني والشعب العربي منذ إنشاء هذه الدولة عام 1948، بل وحتى قبل إنشائها حين تدفقت موجات الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين.
وفي مقابل هذا التطرف الإيديولوجي الصهيوني قام التزام إيديولوجي عربي ساد في كل البلاد العربية، يقوم على ضرورة عدم الاعتراف بإسرائيل وعدم التطبيع معها، ودعم الشعب الفلسطيني حتى يحقق حلم إنشاء دولته المستقلة.
غير أن هذا الالتزام الإيديولوجي العربي بعدم الاعتراف بإسرائيل تم التنازل عنه جزئياً بعد أن أبرمت مصر عقب حرب أكتوبر 1973 اتفاقية كامب دافيد ومعاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، وأعقب ذلك توقيع المعاهدة الأردنية- الإسرائيلية.
واليوم بعد صدور المبادرة العربية التي تتضمن بين ما تتضمن الاعتراف بإسرائيل، يمكن القول إن اتجاهات الواقعية الاستراتيجية بدأت تهب على منطقة سادها التطرف الإيديولوجي عقوداً طويلة من السنين.
كما أنه في إسرائيل حدثت تحولات ملحوظة من الرفض القاطع للفلسطينيين إلى القبول بفكرة دولة فلسطينية. ومعنى ذلك تحولات جوهرية في الثقافة الاستراتيجية العربية والإسرائيلية على السواء! وجهات نظر










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024