موسى يرفض لقاء أولمرت القادة العرب انطلقت في الأردن أمس أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط، والمعروف باسم “دافوس”، بدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى تحقيق السلام في المنطقة لأن في ذلك مصلحة للعالم. وعلى هامش المنتدى الذي يشارك فيه نحو ألف مشارك من أكثر من 50 دولة، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى رفض العرب دعوة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إيهود أولمرت للقاء القادة العرب، واعتبرها حيلة. وتم أمس إطلاق مجلس “إسرائيلي” فلسطيني لرجال الأعمال، بزعم دعم الجهود الرامية إلى تحقيق السلام. وافتتح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط في بلدة الشونة على شاطئ البحر الميت (60 كلم غرب عمان) ودعا إلى إنهاء العنف في الشرق الأوسط وبناء اقتصاد اليوم من أجل تحقيق السلام، وقال في كلمته أمام نحو ألف مشارك من أكثر من 50 دولة إن “هذا هو عام الفرص: لإنهاء العنف ولتحقيق السلام ولبناء المستقبل الاقتصادي الإقليمي”، وأضاف أن “الدول العربية منهمكة في جهد رئيسي لتحقيق تسوية عادلة للنزاع العربي “الإسرائيلي”، وأشار إلى تبني القادة العرب لمبادرة السلام العربية في مارس/آذار الماضي في قمة الرياض. ورأى أن “هناك فرصة تاريخية لتحقيق تسوية عادلة شاملة دائمة في هذا العام، قبل أن تثقل المعاناة كاهل أجيال أخرى، وقبل أن يحل المزيد من الدمار”، وأضاف “نعلم أن السلام ليس سهلا، لكننا نعلم أيضا أن السلام في متناول اليد ويمكن تحقيقه”، وأشار إلى أن “الإسرائيليين” والفلسطينيين من جميع القطاعات في المجتمع يقولون إنهم بحاجة إلى إنهاء العنف”. ورأى العاهل الأردني أن “هناك إرادة عالمية جديدة لحلّ الأزمة؛ فلم تعد الأزمة مجرد مشكلة إقليمية، لأن نجاحنا في هذا الأمر سيكون في مصلحة المنطقة بمجملها وقطعا في مصلحة العالم”، وقال “بالنسبة للفلسطينيين، لا مجال هناك للمزيد من التأخير، فقد أدى غياب السلام، مثلما عملت ظروف الاحتلال، إلى تمزيق أوصال الحياة الفلسطينية”. وأوضح أن “ثلاثة من كل خمسة أشخاص باحثين عن العمل لا يجدون وظائف، ومئات الآلاف من الأسر تعيش في حالة من البؤس لا يخفف من معاناتها إلا ما تتلقاه من المساعدات الإنسانية، وجلب هذا الوضع الخانق معه الفقر وسوء التغذية والإحباط والتوجه نحو التطرف”. وأضاف الملك عبدالله الثاني “نحن، إذ نتطلع إلى ذلك اليوم، نحتاج إلى توجيه سؤال جديد مفاده: ماذا عن اليوم الذي سيلي تحقيق السلام؟ هل سنكون جاهزين؟ هل سنكون قد جهزنا الخطط اللازمة لتحقيق مزايا السلام... والبناء عليها؟ هل ستكون لدينا الرؤية لنرى ما في منطقتنا من إمكانات ونتصرف وفقاً لذلك؟”. وعلى هامش مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد تحت عنوان “تفعيل التعددية”، رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس دعوة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” إيهود أولمرت للقاء القادة العرب من أجل مناقشة مبادرة السلام العربية، وقال للصحافيين “هذه حيلة سبق وأن سمعنا الحديث عنها من قبل، وما يهمنا هو أن نسمع جوابا من “إسرائيل” حول السلام”، في إشارة إلى مبادرة السلام العربية. وأضاف موسى “حتى الآن، ليس لدينا جواب واضح من الجانب “الإسرائيلي” ولا خطة ولا سياسة ممكن أن نعتبرها يدا ممدودة للسلام”، وأكد أن “اتخاذ خطوة جدية يمكن أن يفتح الباب لإجراء مفاوضات جادة”. وكان أولمرت قد صرح الثلاثاء في البتراء في الأردن أنه مستعد للقاء القادة العرب المعتدلين لبحث مبادرة السلام العربية، ورفض “أي شروط مسبقة”، وأضاف “أدعو القادة العرب ال 22 المستعدين لذلك النوع من السلام مع “إسرائيل” للقدوم متى شاءوا والجلوس معنا لبدء الحوار وتقديم أفكارهم”. وقال أمام المشاركين في مؤتمر حائزي جائزة نوبل “بترا 3” قبيل محادثات مع الملك عبدالله الثاني “إذا كان الأمر صعبا وكانوا على استعداد لدعوتي لأي مكان يجتمعون فيه ال 22 فأنا مستعد للحضور”. |