الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:14 ص - آخر تحديث: 02:33 ص (33: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - سمير اليوسفي
سمير رشاد اليوسفي* -
آيــات الفتنـــــة ؟!
قد نختلف أو نتفق في وجهات النظر مع بعض أو معظم الناس ، وقد نلتمس لهم العذر ، أو نواجههم بالحجج والبراهين التي تنفي ما يطرحونه من رؤى وأفكار.
إلاّ أن ما لا يجوز الاختلاف حوله ، أو التماس العذر لصاحبه ، أن يكذب الشخص عن وعي وعمد ، ويصادم الحقائق ، بدافع من الحقد والهوى ، ويزداد الجرم إذا ما كان هذا الشخص من قادة الرأي والفكر كما هو حال علي الصراري القيادي والناشط في الحزب الاشتراكي ، بحديثه عن اتفاق صعدة لمنتدى الجاوي الذي استضاف معه أيضاً حسن زيد المفكر والقيادي السابق في حزب الحق المنحل من لجنة الأحزاب، بناءً على طلب مؤسسه العلامة/أحمد محمد الشامي.
والمفاجأة لي ـ وربما للقراء ـ أن اختلاف حسن زيد مع السلطة ومعارضته لها، لم يمنعه من قول جزء من الحقيقة، رغم مرارتها على بعض أصدقائه ومن ينتسبون لحزبه، وموافقتها لما تطرحه الحكومة التي يختلف معها.
لخص حسن زيد مراحل نشوء التمرد مبتدئاً بتأسيس بدر الدين الحوثي للمنتديات الثقافية.. معتبراً الانقسام ما بين الحوثي الأب ومجد الدين المؤيدي، الشرارة الأولى للحرب، (المؤيدي كان يرى الرد على الوهابية السلفية باعتبارها مذهباً، فيما الحوثي لم يفرق بين سياسة المملكة العربية السعودية ومقبل الوادعي)، ما يعني أن الحوثي كان يسعى مبكراً لتصدير الإرهاب إلى السعودية ومنعه من ذلك مشاركته في دعم الانفصال عام 1994م واضطراره اللجوء للجوف، ثم الرحيل إلى إيران (.....) عقب هزيمة الانفصاليين.
أما لماذا لجأ إلى إيران فيمكن انتزاع الإجابة من تذكير حسن زيد باعتقال مجموعة في صعدة عام 1979م لتأييدهم للثورة الإيرانية، والواضح أن هذا التأييد تجلى في التظاهر المعلن، والاّ لما تم اعتقالهم، ولا يستبعد أن يكونوا من آل الحوثي الذين تحولوا للمذهب الجعفري ومن تلامذة المعاهد التي أسسها بغرض نشر التعصب المذهبي، وكان أن فرّخت قيادات ما سمي بتنظيم الشباب المؤمن الذي بدأ بتدريس المذهب الزيدي ــ حسب أمينه العام السابق محمد سالم عزان ــ ليتحول بعد انضمام حسين الحوثي إلى نشر المفاهيم والأفكار الاثني عشرية في غزل صريح لإيران ، واستجابة لمغريات سفارتها ومراكزها المنتشرة في صنعاء !!
مما قاله الأستاذ/حسن زيد إن النظام الجمهوري تأخر في فرض سلطته على صعدة ثماني سنوات، وحتى اتفاقية جدة، في مارس عام 1970م، ولا يثير ذلك اندهاشاً، لأن دخول الإمامة لليمن بدأ بانتقال الهادي يحيى بن الحسين من الرس في المدينة المنورة إليها، ليكون أول أئمة اليمن!! فكان من الطبيعي أن يحوِّلها الطغاة من الأئمة إلى ما يشبه المرجعية التي تضفي عليهم المزيد من القداسة باسم الدين، وباسم المذهب الذي شوهوه وانقلبوا عليه.. ولو لم يكن هذا صحيحاً لما شارك في الثورة على الإمامة كبار رجالات وفقهاء المذهب الزيدي وغالبية أحرار اليمن من أبناء الأسر الزيدية الهاشمية، بل إنهم قادوا ثورة 1948م وكانوا في طليعة المقاتلين لتثبيت الجمهورية عام 1962م.
وبالعودة إلى حسن زيد ورصده لنمو فكر التمرد عند الحوثي الأب وأبنائه من بعده يشير إلى نجاح حسين الحوثي وعبدالله الرزامي في أول انتخابات لمجلس النواب عام 1993م، وسقوط الأول عام 1997م وسفره للسودان للدراسة، وتأثره بأفكار جبهة الإنقاذ.. وما لم يقله أن حسين الحوثي بعد حصوله على الماجستير وعودته من السودان مزق شهادته !! إلاّ أنه كشف عن نشوء وانشقاق من أسماهم «المكبرون» عن تنظيم «الشباب المؤمن» وعلى رأسهم حسين الحوثي رغم أنه لم يكن من مؤسسيه، ولا من قياداته، ومضت فترة قصيرة على انضمامه إليه، واعتبر ترديدهم لذلك الشعار في جوامع صعدة والجامع الكبير بصنعاء استخداماً سياسياً، إلاّ أنه لم يقل إن هذا الشعار بصيغته التي صارت معروفة «الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل» يردده متعصبو المذهب الاثني عشري ورجالات الحرس الثوري، ويهتف به متظاهرو حزب الله، ودوت به حناجر الإيرانيين الذين استغلوا نفوذ المتعصبين للمذهب الاثني عشري عقب سقوط نظام صدام للتوغل في صفوف العراقيين محتمين بالزعيم الروحي آية الله السيستاني ذي السلطة والنفوذ والمتحكم في مصير العراق من داخل حوزته في النجف رغم أنه إيراني الأصل والجنسية، ومن شدة تعصبه لطهران رفض استلام جواز سفر ديبلوماسي عراقي أثناء سفره إلى لندن للعلاج، مفضلاً عليه جوازه الإيراني!!
ومن يتصفح مواقع الانترنت التابعة لإيران أو لحوزتي قم والنجف، سيجد هذا الشعار من اللوازم الرئيسة التي لا يُستغنى عنها سواء في الخطابات أم المراسلات، كما في اللافتات التي يحملها متظاهرو الحرس الثوري وحزب الله، ومتكرر في خطابات مرشد الثورة وجنده المعنيين بتصديرها إلى الخارج.. ولو عدنا إلى المظاهرات العنيفة التي قام بها حجاج إيرانيون في مواسم الحج مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ومعظمهم من الحرس الثوري، سنستمع لذات الشعار، وهو يصم الآذان!
تمرد مدعوم بالمخدرات !!
أكثر ما لفت انتباهي في حديث حسن زيد، الذي قرأته ملخصاً في العدد (585) من أسبوعية التجمع وتمنيت لو استوعبه زميله «الصراري» إشارته إلى مقتل مجموعة من الجنود «على يد مهربي مخدرات» في أول حملة عسكرية هدفت لإحضار حسين الحوثي 17/6/2004م بعد رفضه الاستجابة لرسائل رئيس الجمهورية المتتالية للمثول أمامه، واستفساره عن هدفه ونواياه من التحريض على ترديد ذلك الشعار، خصوصاً بعدما تسربت معلومات عن مبالغ مالية ومخصصات شهرية يدفعها بالدولار مقابل ذلك..!
فلا يستطيع أحد اتهام الأستاذ/حسن زيد بمحاباة السلطة، عندما يؤكد وجود مهربين للمخدرات، ضمن جماعات التمرد، وأنهم قتلوا العساكر وهو بذلك يؤكد ما أعلنه نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية عن وجود إيرانيين ضمن صفوف المتمردين يهربون ويتاجرون بالمخدرات.. إلاّ إذا كان من يكذب هذا القول يريد أن يكون ملكياً أكثر من الملك ــ كما يقال ــ، ونعني أن زيداً أدرى بخلفيات ما جرى ويُجرى في صعدة لأسباب عدة، من أهمها اهتمامه كمفكر وفقيه معروف بالفوارق الجوهرية بين المذهبين الزيدي والاثني عشري، وأن بينهما ما صنع الحداد، وأيضاً لمعرفته أكثر من غيره بشخصية بدر الدين الحوثي وأبنائه، ومنهم حسين، حيث كانوا من مؤسسي وقيادات حزب الحق، الذي هو عضو وقيادي بارز فيه، فضلاً عن اختلافه مع السلطة ولجنة الأحزاب بعد حل حزب الحق وتحديه بإعلان نفسه أميناً عاماً له، الأمر الذي يعطي حديثه حول الحوثيين مصداقية أكثر من الصراري.
الصراري .. والدولة الدينية !!
وما قاله الصراري يتلخص في أن الحرب قامت تحت مبرر نشوء حزب جعفري اثني عشري، وفي رأيه فإن ذلك يقود إلى الاعتقاد «أننا في دولة دينية تحكم وفقاً لمذهب يضطهد المذاهب الأخرى، وهو أمر منافٍ للدستور».. ولو كان الصراري على علم بالمذاهب الإسلامية، كالأستاذ/حسن زيد، لاعتبر أن ظهور المذهب الاثني عشري في اليمن لا أساس له ولا جذور، ويدخل ضمن تصدير الثورة ويستهدف فيما يستهدف القضاء على المذهب الزيدي، لاختلافهما في كثير من الأصول، مثل الولاية والتقية ونكاح المتعة وخروج المهدي، يؤكد هذا محاولة زرع الاثني عشرية على يد الحوثيين في مناطق انتشار المذهب الزيدي، بحسب ما أشار إليه المرتضى بن زيد المحطوري في حديث سابق مع الثقافية، وبأساليب لا تخلو من الترغيب بالمال، والنفوذ والسيطرة والتدريب على استخدام الأسلحة بما فيها الثقيلة.. ومن الحمق تصديق الصراري بأن مواجهة مثل هذا التمرد يعني أننا في دولة دينية تحكم وفقاً لمذهب يضطهد المذاهب الأخرى، فالعكس هو الصحيح، لأن أية دولة تحتكم للنظام والقانون، وإن شاء الصراري (تؤمن بالعلمانية) وليست دينية، يفترض بها محاربة أي فرض قسري لمذهب دخيل، حتى لا تتحول في حال انتشاره إلى دولة دينية، كما هو حال إيران.. أما القول إن ذلك يدخل ضمن حرية الفكر المكفول دستورياً، فغير صحيح إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الاثني عشرية في ظل دولتها السياسية تنتشر وفقاً لمنهج تصدير الثورة القائم على القوة والعنف.. وإذا ما استمر الصراري على صلفه وعناده فقد يحاول إقناعنا بأن أفكار تنظيم القاعدة ينبغي أن تحظى بالاحترام ويفسح لها المجال للانتشار بدلاً من محاربتها، حتى لا يقال إننا نتعصب لمذهب معين يضطهد تنظيم القاعدة، ونخالف بذلك الدستور..!
ابتزاز ليبيا والسعودية !!
ولم يترك الصراري ليبيا والسعودية دون أن يكرمهما بتحليلاته، معتبراً المعلومات والحقائق التي أكدت استهداف الحوثيين للسعودية، وتمويل الليبيين غير المقصود لهم ملفقة وغير صحيحة ومن قبيل الانتهازية والابتزاز.. وهو لو كان منصفاً لرجع إلى حديث حسن زيد جاره في المقيل الذي أكد فيه بأن بدر الدين الحوثي اختلف مع مجد الدين المؤيدي بسبب اعتبار الأخير للسلفية الوهابية مذهباً يواجه بالنقاشات والردود فيما اعتبرها الحوثي وسيلة السعودية لنشر الوهابية ، التي ينبغي محاربتها لأنها دعمت مقبل الوادعي !.
أما ليبيا، فكنا نأمل من الصراري أن يفسر لنا سبب انضمام أكثر من مائة شيخ يمني لقبائل الصحراء الكبرى التي لا وجود لها ضمن جغرافية اليمن، بل وخارطة الجزيرة العربية، ومشاركتهم باحتفال في دولة أفريقية بمناسبة المولد النبوي الشريف، وما رافق ذلك من إعلان انتخابات لقبائل وأسر تقطن اليمن وبعض دول الجزيرة مثل السعودية، ومن ذلك تجمع قبائل بني تميم التي على رأسها في تعز زميله الشيخ سلطان السامعي عضو المكتب السياسي لحزبه الاشتراكي، وكيف يفهم إعلان الزعيم القذافي في آخر حوار له مع قناة الجزيرة عن سعيه لتأسيس دولة «فاطمية».. ومن هي فاطمة المقصودة، وما الغرض من تأسيس دولة باسمها؟!
وإذا اعتبرنا ما سبق شأناً خاصاً بالأشقاء في ليبيا، فمن الانصاف أن يتذكر الصراري أن اليمن لم تتهم الشقيقة ليبيا بدعم التمرد، وما احتمله نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الدكتور/رشاد العليمي هو أن آل الحوثي قدموا أنفسهم للأشقاء في ليبيا لغرض طلب دعم لمشاريع تخص آل البيت، مستغلين العاطفة الدينية للزعيم الليبي وحبه لآل البيت، وبعدما حصلوا على المال صرفوه في تمويل التمرد.. فأين الانتهازية والابتزاز والعصيد التي أشار اليها الصراري..؟!
ولا رد على اتهام الصراري للجنود الذين واجهوا التمرد في صعدة بالمرتزقة، وإشارته لضعف الجيش، وأزمة الشرعية، والفشل السياسي العميق، فكل بني آدم بما فيه ينضح، وإن كنا نأمل منه أن يعيد قراءة جذور الفتنة بعقل خال من التآمر وقلب غير ملوث بالحقد والكراهية.
قبل أن نطوي الملف
> إن تهرب إيران من إعلان موقف صريح من فتنة الحوثيين، على الأقل كما فعلت دولة البحرين الشقيقة التي أعلنت عزمها محاكمة من يثبت تورطه من مواطنيها في فتنة صعدة، يخلق الكثير من علامات الاستفهام، وإذا حاول أي متعاطف معها نفي تهمة التأييد والتمويل والتدريب عنها كما تشير بعض المعلومات والتقارير، فإنها لن تسلم من تهمة الدعم اللوجستي وإعلان الرضا عن الإرهابيين.
> أما إلقاؤهم التهمة على المرجعيات الدينية من الملالي والآيات ورجالات الحوزة في قم، فإنما يزيد الطين بلة، لأن المعروف أن هؤلاء هم مرجعية الحكم، إن لم يكونوا الحكام الفعليين لإيران الشقيقة.
وبالرجوع لمراسلات حسين الحوثي وشقيقه عبدالملك مع المدعو عصام العماد اليمني الذي انتقل إلى طهران للدراسة ليحصل منها على الدكتوراه ولقب آية الله،سنجد حديثاً عن طلبهم منه للتوسط لدى مرشد الثورة علي خامنئي..وهذا العماد كان قد أخفق في الالتحاق بجامعة محمد بن عبدالوهاب (السلفية) في السعودية لاشتراطها عليه حفظ أجزاء من القرآن، ومنحته إيران لقب (آية الله) لمجرد إعلانه أنه كان وهابياً مثل عمه القيادي في حزب الإصلاح عبدالرحمن العماد.. وأن الله هداه وتاب عليه بعد قراءته حديث الثقلين، فاعتنق المذهب الجعفري الاثني عشري!
آية الله الفتان !
وهذا الآية في الدجل والتزوير، له موقع الكتروني ، ويدرس في إحدى جامعات قم الايرانية، ومنشور له في الانترنت مراسلات متبادلة مع الحوثي الأب وولديه حسين وعبدالملك، تحرض على الفتنة وتسيء إلى النظام الجمهوري.. وتكفره.. ويطلبون منه التوسط لدى المرشد للحصول على المزيد من الدعم والتأييد.
المؤسف أن كل هذا يحدث ويتم مقابلته بأعصاب باردة، ودبلوماسية حذرة.. مع أن المفترض أن يتم جمع هذه الوثائق والأدلة ومطالبة إيران بطرد هذا العميل المشبوه، أو طلبه عبر الانتربول الدولي.
كنا نأمل من الأشقاء في طهران الذين تجمعنا بهم رابطة الدين الواحد، أن يفهموا سياسة اليمن بما فيها من حكمة وصبر وطول بال على أنها تغليب لعلاقات الأخوة.. تدفعهم لمراجعة سياساتهم، لا أن تزيدهم عتواً ونفوراً.
كما كنا نأمل أن يتم تقدير مواقف اليمن الداعمة لهم في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية في ظل تكالب العالم ضد دولتهم، وأن يتركونا وشأننا الداخلي على الأقل.. بدلاً من خلق بؤر التوتر، وإشعال الفتن، وتأجيج الصراعات.
التدخل الإيراني في اليمن
وللدلالة على أننا لا نتجنى على أشقائنا في إيران نستعرض هنا كتاباً ألفه أحد علمائهم، ناضح بمخططات مخابراتية للفتنة والتآمر، ويستهدف إذكاء الصراع في أكثر من دولة عربية.. الكتاب ألفه المدعو علي الكوراني، الذي ظهر قبل ثلاثة أشهر في قناة المستقلة منافحاً عن بدر الدين الحوثي وأولاده.. معتبراً أنهم من دلالات البشارة بالمهدي المنتظر الذي ينتظرون خروجه من مكة..! وهذا الكوراني من اثني عشرية حوزة قم.
نشر الطبعة الأولى من كتابه في شوال 1480هـ، بتمويل من مؤسسة الشهيد التي تقدم نفسها في الغلاف الخلفي للكتاب على أنها «زهرة فوّاحة من زهرات الجمهورية الإسلامية».
ويسبق مقدمة الكتاب إهداء من المؤلف إلى محبي من يطلق عليه «الإمام المهدي، وفي مقدمتهم الإمام الخميني، نائب الإمام المهدي.. والمنتظر لظهوره آية الله العظمى المنتظري».. ولا علم لي من يقصد بالآية المنتظري، ولعلّ القراء يعرفونه أكثر مني..!
والكتاب الذي خرج إلى الأسواق قبل عشرين عاماً، «1987م» يحدد بطريقة اسطورية ملحمية سيناريو خروج المهدي المنتظر، جاعلاً من ثورة الخميني مؤشراً للاهتمام به، ومن احتلال الحرم المكي قبل 28 عاماً بقيادة جهيمان العتيبي ومحمد عبدالله القحطاني، الذي ادعى أنه المهدي المنتظر، أكبر حدث سياسي متعلق بعقيدة المهدي.. كما يتوسل الكاتب بالخرافات والأساطير، ومن ذلك نبوءات نوستر آداموس لدعم ما يحاول الوصول إليه حول من يزعم أنه المهدي المنتظر.
والمناطق التي يحددها الكتاب لتشهد أحداث وفتن ما قبل ظهور من يزعم أنه المهدي، هي نفس المناطق التي صارت محل اطماع الملالي ،و يطلقون عليها مسمى «الهلال الشيعي»، وتشمل الحجاز واليمن والعراق وبلاد الشام وفلسطين ومصر والمغرب.
ولأننا في عصر البحث العلمي ولسنا في زمن الدجل والكهانة فلايعقل التصديق بما جاء في هذا الكتاب من خرافات ،بل يمكننا الجزم أن مؤلفه وبإيعاز من آيات «قم» وربما من جهات استخباراتية وضع مخططاً استراتيجياً لما سعوا لتنفيذه خلال العقدين الماضيين، وعلى طريقة المشعوذين والدجالين يقوم بإعطاء مخططاته تلك صبغة شرعية، وأنها وردت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم،فيما لاوجود للأحاديث المزعومة في كل كتب الصحاح المعروفة، ناهيك عن أنه حوَّل الرسول إلى «عراف» في خدمة آيات «قم»! ومن ذلك زعمه أن حركة المهدي المزعوم تظهر من مكة بعد تمهيدات «!!»، منها حرب عالمية تنشب بين الروم والترك، ويفسر الترك بأنهم الروس.
ورغم ادعائه معرفة الغيب، وتحديده لطرفي الصراع إلا أنه لا يحدد من المنتصر فيها كي لايفتضح! وهو بذلك لا يختلف كثيراً عن المحللين السياسيين الذين يستقرئون مستقبل الصراعات، ويضعون القارئ أمام كافة الاحتمالات..!
ثم يزعم قيام دولتين مواليتين، الأولى في إيران، وهي التي يعمل لصالحها ويتنبأ لها بالنصر، وظهور شخصيتين تؤثران في انتصارها، هما السيد الخراساني وشعيب بن صالح، الأول زعيم سياسي، والثاني قائد عسكري.. أما الدولة الثانية فتكون في جنوب الجزيرة، وتتشكل قبل ظهور المهدي المزعوم ببضعة أشهر.. ويتحدث عن مقتل ملك في المنطقة قال إنه من آل فلان «هكذا»، وحدد اسمه ليضفي على حديثه نوعاً من المصداقية، ولكي يغرر على البسطاء والعوام، مع أن الاسم الذي أورده ينطبق على أكثر من ملك، ويمكن أن يتكرر في أكثر من مكان وزمان!! إلا أنه اختار اسماً محدداً كان يعلم أنه سيتولى عرش بلده ليتآمروا على قتله والانقلاب عليه، لكي يظهر له ولأصحابه مهديهم المزعوم..!
كما يزعم أيضاً ظهور حركة ثورة لرجل مصري قبل خروج اليماني الذي أسماه حسن أو حسين، والسفياني الذي أسماه عثمان، وتحركاً لقائد الجيش المصري، وللأقباط في أطراف مصر... إلخ ما في الكتاب من مخططات أنتجتها طموحات وخيالات الملالي والآيات بغرض تهيئة أذهان العامة لمخططاتهم في السيطرة على المنطقة، وكل ذلك ينسبونه لأحاديث شيطانية ملفقة عن الرسول، لا يعلم عنها المسلمون شيئاً.
آيات الشيطان!
وهنا لابد من الإشارة إلى الخلاف الذي نشب قبل سبع سنوات بين مصر وإيران على خلفية اكتشاف الأولى تنظيمات سرية مدعومة من الأخيرة كانت تهدف إلى قلب النظام.. وما تلاها من تحركات وتحذيرات العاهل الأردني الملك/عبدالله الثاني لمصر وبعض البلدان العربية حول المخططات الرامية إلى تأسيس الهلال الشيعي في المنطقة العربية.
وليس من المصادفات قيام بعض المراكز المدعومة من إحدى السفارات في صنعاء بتوزيع هذا الكتاب مجاناً قبل أربعة أعوام على العديد من الشخصيات والنخب السياسية والثقافية، إضافة إلى تصويره وتوزيعه في مناطق الفتنة بصعدة.. وإنما تم ذلك وفقاً لتخطيط مدروس، وبناءً على استراتيجية ممنهجة تستغل عواطف البسطاء.. وتحرضهم على قتل أنفسهم قبل قتل الآخرين لكي يظهر صاحبهم المهدي فوق دماء وأشلاء الضحايا.
وكل ذلك كذب وتعمية وتدليس على البسطاء باستخدام سيناريوهات ساذجة تسيء للإسلام الحنيف، وتستهدف تغيير خارطة المنطقة لخدمة مصالح آيات الشيطان الرجيم.
- رئيس مجلس ادارة مؤسسة الجمهورية للصحافة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024