الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 01:40 ص - آخر تحديث: 01:26 ص (26: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د. محمد بن حمود الطريقي * -
الإنسانية العربية تتأرجح
لحظات الرضا اغتنمها من والدتي ملبياً ما استطعت من رغباتها والتي كان آخرها أن أقلها إلى الزلفي لتقضي ساعات رحبة بعيدة عن زحام الرياض ... وكانت الطريق ممهدة برضاها على غير العادة ، وقد آنست نفسي خلال الطريق بالاستماع إلى إذاعاتنا التي رغم التطور الهائل الذي تشهده المملكة من تحولات ديموقراطية بإرادة سعودية تتركز على المكاشفة والشفافية والحوار الصريح والاستماع إلى الآخر ، إلا أنها يبدو من الصعب عليها أن تتخلى عن نمطية عين الرضا عن كل ما يحدث ، دون الالتفات إلى المهمة الإعلامية الأساسية لها، والتي تتمثل بطرح الإيجابيات والدعوة إلى تعزيزها ، وطرح السلبيات مع الدعوة إلى تفاديها بعد تحليل معمق لأسبابها ودواعيها و مظاهرها ومواطنها ... وهذا على كل حال داء إعلامي تعاني منه كل القنوات الإعلامية الرسمية في الوطن العربي على اختلاف أشكالها .


الوالدة ـ حفظها الله ـ بحسها الفطري شعرت بضيقي ويبدو أن الملل أيضاً جالسها.. لذا أعطتني شريطاً تسجيلياً لأحد الشعراء الشعبيين وطلبت مني أن يكون رفيق رحلتها ... وفعلاً كان ما أرادت ، ورحت أشنف الأذن بقصائده النبطية البسيطة المفعمة بالحكم والقيم والمعاناة الإنسانية التي ختمها بقصيدة عن زوجته التي مرضت ولم تحصل على الدواء المناسب في الوقت المناسب حتى فارقت الحياة بعد أن تركت خلفها أطفالاً معوقين ورحلت عنهم للدار الآخرة مؤمنة - ببساطة الأجيال الأولى - بقدر الله في مصير الموت عبر سرد عاطفي ، بعدما فنّد شاعرنا أمراض الدنيا التي جعل على رأسها الظلم وانتقاص الحقوق ، مذكراً بالآخرة وكأنك بهذه القصائد تستمع إلى إذاعة كاملة تطرح الجوانب الدينية والسياسيـة والاجتماعية بأسلوب أجود من تقنيات إذاعات العصر .


الاتصال الهاتفي الذي تلقيته أثناء رحلتي هذه من إحدى الأصوات العاملة في لبنان في مجال الإنقاذ الإنساني ضمن هيئة عالمية مختصة ، أعادني لضجيج العصر، وأمراض العصر ، بعدما وصل الحديث إلى معاناة أبناء لبنان خاصة من المعوقين والعجزة والمسنين ، وإلى الأوضاع الملتهبة هناك في نهرها البارد و طرابلسها الشماء ، وكان السؤال الذي يطرحـه الصوت عليّ بإلحاح ممتزج بالدمع ... لما يحدث كل هذا ؟ ومَن المستفيد ؟


أحمد الله أن تجربتي أسعفتني في هذا الحوار، مؤكداً أن الحالات الإنسانية والحاجات الملحة المهمشة ليست حكراً على لبنان ، بل هي في كل بقعة عربية بين مريض يموت لعدم توفر الدواء ، أولعدم إمكانيته دفع نفقات العلاج ، وبين فقير بلا مأوى يموت أطفاله في العراء في أرض تملؤها القصور الفارهة ، والخلل كل الخلل ليس في نقص غذاء أو دواء أو وضع اقتصادي ، بل في عدالة تلبية هذه الحاجات ، بعدما عزلت السلطة نفسها عن مصدر شرعيتها ، ونأت الأنظمة بنفسها عن هموم واحتياجات شعوبها الحقيقية ، فاختلطت الأوراق في ظل غياب الحوار الحقيقي، ومعايير العدالة الاجتماعية ، وأشجار الخوف والذل الوارفة الظلال على المواطن العربي ، بعد أن سد المتنفذون طرق الإصلاح في وجه دعاته واكتفوا بحوار الوهم القائم على محاورة لمتقاربين في رأي واحد !!.

هذا الواقع هو مدعاة تفسير ما يحدث في كل مكان ، وكأن الأرهاب ومكافحته صار مطية البعض لمزيد من قوانين الطوارئ والاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بعدما نمّقه أعداء الخارج والداخل ليكون فكراً قائماً بأرضية خصبة تقوم على اليأس من الأنظمة ...وأنظمتنا ـ بكل أسف ـ في سبات قضايا لا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بالمشكلة الحقيقية .


لنصدق النفس قبل أن نصدق الآخر، ولنبدأ بحل قضايانا الداخلية الملحة ونهيء الأرضية المضادة للفكر المسموم ، فالمواطن الذي يملك قوت يومه ، ويحصّل علاجه ، وتؤمن له فرص التعليم ، ولا يعاني من البطالة المصنوعة ، ويملك حرية التعبير ، ويأخذ موقعه الحقيقي في منظومة تكافؤ الفرص ، وتُستوفى حقوقه المادية والمعنوية ، ويشعر بالدرجة الأولى بعدالة شاملة في دولته ... فإنه لن يرتدي حزاماً ناسفاً ... بل على العكس تماماً سيرتدي حزام ولاء وإنتماء يثور نسفاً في وجه الحاقدين والمدسوسين .


في نهاية مكالمتي هذه .. ومن منطلق الاعتزاز سألت عن دور المستشفى السعودي في لبنان ، وكانت الإجابة شافية لجهوده المميزة مع الإشعار ببعض ما يعانية المعوقون في الشمال والجنوب من صعوبات ، وعدم توفر أجهزة تأهيلية وكراسي متحركة للمعوقين ، وقد سارعت الإجابة أن مملكة الإنسانية لن تتخلى كما لم تتخلى سابقاً عن كل ذي حاجة في لبنان ، وفي كل بقعة عربية ومسلمة، بل وعالمية ، وبعدما طلب إلي مساهمة مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل للتدخل في إطار تزويد المعوقين والمرضـى والعجزة والمسنيــن باحتياجاتهم التأهيلية ، بشّرت بأن مشاريع الخير قادمة بدعم الحكومة السعودية، تلبية لتوجهات ملك الإنسانية والسياسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأمير الخير والعطاء ولي عهده الأمين سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ورمز الأمن الشامل وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ـ يحفظهم الله جميعاً ـ.

انتهت المكالمة وأمل أهل لبنان بنا كبير ، ونحن على قدره ما دامت العدالة الإنسانية هي عنوان مملكتنا وقادتها الأفذاذ جنوداً لحق الإنسان .


* المشرف العام على مركز أبحاث الشرق الأوسط للتنمية الإنسانية وحقوق الإنسان.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024