بلادنا ترفض الإرهاب العمل الإرهابي الذي تعرض له عدد من السياح الأسبان مساء الاثنين 2/7/2007م عند عرش بلقيس هو عمل إجرامي بما تعنيه الكلمة من معنى، وكان اليمن أرضاً وشعباً في غنى عنه، إذْ أن أسبانيا دولة صديقة لليمن، ولتوها فتحت العام الماضي سفارة لها في صنعاء، ونشطت العلاقات بين البلدين الصديقين لما يجمع البلدين من قواسم طبيعية وسياحية مشتركة، فضلاً عن العوامل الأخرى. إن عمل مثل هذا مضر بالاقتصاد الوطني ويخلق معاناة جديدة للسواد الأعظم من العمال والفلاحين وكافة أبناء الشعب ويسيء إلى سمعة اليمن، ويحد من السياحة في بلادنا، ويعرف الجميع أن موارد اليمن محدودة وكثير من الدول المتقدمة محدودة الموارد، ولكنها تعتمد في دخلها الوطني على السياحة، وبلادنا التي نفاخر بها ونعتز بها ونعمل لأجلها، حباها الله أرض طيبة جميلة وساحرة ويعجب بها السواح من كل مكان؛ إضافة إلى المناخ الديمقراطي السائد الذي جاء رديفاً للوحدة المباركة التي هيأت مناخ السياحة حتى تكون رافداً كبيراً للاقتصاد اليمني، وخاصة لمن يريد أن يتمتع بمناخ اليمن وجمال اليمن الذي لا نظير له سهولها وجبالها ووديانها ومياهها. إن الإدانة القوية والاستنكار الشديد للعمل الإرهابي الذي أعربت عنه القيادة السياسية وكافة أبناء الشعب اليمني والأحزاب السياسية وكافة القوى قد مثل قدرة هذا الشعب على إيصال رسالته إلى العالم الذي أدان هو الآخر وعلى مستوى الأمين العام للأمم المتحدة العمل الإرهابي والمجموعة التي تقف وراءه. وإننا لا نقلل من قدرات قوات الأمن، بل إننا في هذه اللحظة نشد على أياديهم لمزيد من اليقظة ونطالب إلحاق العقوبات الصارمة لمن يسيء إلى سمعة اليمن التي حققت السياسة الخارجية والدبلوماسية المحنكة التي عكسها فخامة الرئيس على عبدالله صالح ثم خلال زيارته واتصالاته وعلاقاته برؤساء الدول المختلفة إلى تقدير المجتمع الدولي لليمن أرضاً وإنساناً، وفي تقديرنا إن كل مواطن هو مسئول عن أمن واستقرار الوطن الحبيب. إن السياحة فعل حضاري وقيمة إنسانية فالصغير والكبير من البشر في حاجة إلى الاستمتاع بالحضارة والتاريخ والإطلاع على المعالم السياحية والتاريخية لأن السياحة تشكل لوحدها علم بحد ذاته، ولا تقل أهمية عن الحراك السياسي والديمقراطي الموجود في المجتمعات إن لم تكن أكثر جدوى لأنها أولاً مخزون حضاري وإنساني وهي ثانياً مصدر دخل وطني، إذْ أن الكثير من دول العالم تقتصر مواردها ودخلها على السياحة واليمن في بداية الطريق وبالتالي فالتفاعل مع الحدث أمر في غاية الضرورة والأهمية. وإننا في وزارة الخارجية سنواصل مسيرة العمل الدبلوماسي لإيصال المعلومات الصحيحة إلى العالم الخارجي عن اليمن التي تعرضت أراضيه ومياهه الإقليمية لعمليات إرهابية أثرت على سمعته، لكن يجب أن لا نفقد الأمل، وإن مواصلة المسيرة في البحث عن أقصر السبل، وأنجححها لمكافحة الإرهاب والعمليات الإجرامية، وما حدث في عرش بلقيس لن يثني قيادتنا السياسية الحكيمة من تعقب مرتكبي هذا العمل المشين الذي دون شك الحق ضرراً كبيراً باقتصادنا وسياحتنا وسمعتنا.. فليحفظ الله اليمن من كل مكروه. |