الصافي: لا استمع لمغني الجيل الحالي بدأ مشواره مع الغناء اواخر الثلاثينيات باغنية عاللوما اللوما ـ يا حلوة يا مهضومة ولان قد فاز عام 1938 بالمرتبة الاولي بمسابقة الاذاعة، فاطلقت عليه اللجنة الممتحنة آنذاك لقب الصافي، وفي عام 1947 كان علي رأس اول فرقة فنية تسافر الي المهجر بعد الحرب العالمية الثانية ثم شارك في اول مهرجان له عام 59 ببعلبك، ثم شارك بالغناء في عدة مسرحيات غنائية منها موسم العز و تظلوا بخير و الانوار و ارضنا الي الابد ثم انطلق الي الغناء بكل اللهجات العربية، كما غني باللغة الانكليزية والفرنسية، وتلي القرآن الكريم، ودرس الترنيم البيزنطي، حتي اصبحت اليوم حصيلة اغنياته خمسة آلاف اغنية واكثر من مئة ابتهال كلها باقية بفضل صوته، ومن قبل صوته كانت الكلمات والالحان التي يشدو بها جديرة بان يغنيها ويمنحها صوته الذي اجمع علي انها الأجمل كل رواد الاغنية في عصر ذهبيتها الحقيقية. سألته: كيف تري نفسك اليوم بعد سبعين عاما من الغناء؟ اري نفسي اكثر تواضعا، منذ ان غنيت اغنيتي الاولي عاللوما وانا كما انا، اعيش كأي فلاح، فأنا من قرية نيحا الشوف بجنوب لبنان، وما زلت متمسكا بالتقاليد الفطرية الصحيحة التي تجعل الفلاح قويا، وما زلت احتفظ بها، وما زلت اذكر اليوم ايامي الاولي، واتذكر كيف كان الله معي في مشواري فلم اقدم ما اخجل منه اليوم، وكيف ان الله كفل البقاء للاصلح، فتلك نظرية وقاعدة كونية لا يظلم الله بها احدا. لمن تستمع الآن بعد رحيل اكثر جيلك؟ استمع اليهم ايضا بنفس القوة والحماس القديم، فهي اغنيات خلقت للبقاء، وستبقي اغنيات جيلي طازجة، وستبقي في شعبية الشمس مهما طال الظلام الغنائي سماء الحاضر فما يزال صوت ام كلثوم يطربني، وما زال الموسيقار محمد عبدالوهاب هو الموسيقار الاكبر والصوت الغنائي الاجمل في كل عصر، فالي الآن لم يوجد احد بامكاناته الصوتية او التلحينية، كما احب ايضا سماع المطرب عبدالحليم حافظ بما يملك من طاقة احساس كبيرة تجعلك تصدقه وتتجاوب معه، كما استمع بالطبع الي باقي اصوات هذا العصر الكريم. بماذا تنصح من يريد ان يكون مغنيا؟ انصحهم بان يبتعدوا عن كل ما هو مسف فلا يمكن للغناء الا ان يكون جميلا، وصوت الجمال، فالذي يحدث اليوم علي الساحة الغنائية شيء يدعو للدهشة من الذي يقوم به ومن الذي يستقبله. ما هو السبب الرئيسي في تردي الاغنية؟ اسباب عدة علي رأسها التكنولوجيا التي سهلت علي كل من يريد ان يغني الطريق بدون ان يمتلك المطرب او الذي يريد ان يغني مقومات الغناء. كيف تري مصر؟ أري مصر جمهور الطرب الذي دائما اشتاق اليه، وأري مصر عباقرة الغناء والتلحين، واذكر اول مرة جئت اليها، وكان ذلك عام 1944 وظللت بها لمدة عام بعد ان جئت من لبنان ناجحا في اختبار اذاعة راديو الشرق واختير لي اسما بدلا من وديع فرنسيس فصار وديع الصاقي. كيف تري الاختلاف بين الحانك لنفسك والحان الآخرين لك؟ بصفتي مغنيا ساهم اكثر من ملحن في تقديم اعمال متميزة لي، كما قدمت لنفسي، فقد لحن لي الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب اغنية عندك بحرية يا ريس وهي اغنية شعبية تختلف عن كل ما لحن عبدالوهاب رغم انه قدم شعبيات اخري لنفسه ولآخرين، كما قدم لي بليغ حمدي اغنية علي رمش عيونها و دار يا دار كما لحنت لنفسي عشرات الاغنيات منها ليلي و عظيمة يا مصر وستجد ان لكل من هذه الاغنيات مذاقها الخاص، وانها فن جيد جدير بالبقاء لانه يحمل حقا مواصفات البقاء. كيف تعيش وقتك الآن؟ اعيش في بيروت، اتجول هنا او هناك في العواصم العربية لأغني لأعود بعدها الي منزلي اجلس مع اولادي وهم فادي وميلاد ودينا وجورج وتوني ومارلين، وكذلك اجلس مع احفادي الذين اسعد كثيرا عندما اغني لهم بعضا من الاغاني. الي اي حد يساعدك ابناك جورج وتوني في الفرقة الموسيقية؟ ابني جورج يعزف الكمان، وهو من اعتبره ملاكي الحارس فهو يدير شؤون الفرقة معي ويسهل لي ما اريد، واما توني فهو معي يغني وان كان صوته لا يشبهني الا ان لديه موهبة الغناء التي اكتشفتها فيه منذ صغره. وما الجديد في مرحلتك القادمة؟ انت تعلم اني قد طرحت البوما قبل فترة، والآن اجهز لبعض المهرجانات في بعض العواصم العربية منها سورية والتي ستشهد اول محطة لي خلال الايام القادمة. |