الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 05:51 م - آخر تحديث: 03:24 م (24: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
أمين الوائلي -
(الإصلاح).. تشوهات (الحزب) تحت ركام (الحركة)!!
المرونة في تناول الشأن السياسي وإنتاج المواقف المتفاوتة حياله –تقارباً أو تباعداً- على حسب نوعية وحجم قضاياه وجريانا مع مقتضيات مرحلية تصوغ الجملة الموقفية الخاصة للجماعة أو الحزب السياسي، تظل سمة مطلوبة ودليل حياة أو حيوية لازمة للتكيُّف مع المحيط والبيئة المتحركة.

وبالنظر إلى الحالة اليمنية –خصوصاً- وإلى ما يُقدِّمه أو يقدم عليه حزب مثير للتساؤلات كـ(الإصلاح)-بتخصيص أشد- من جُمل موقفية وسلوكيات سياسية تتقاطع مع ذاتها بطريقة تكاد تكون غير معقولة إلى حد بعيد، و(انقلابية) بامتياز يكاد يكون حصرياً، فإن الحديث عن المرونة في هذه الحالة الخاصة يتحول إلى عملية مرهقة في تتبُّع روابط شبه منعدمة تعيد قراءة جملة المواقف المتباعدة التي أنتجها (الإصلاح) إزاء قضايا الواقع وتمظهرات الشأن السياسي اليمني، ويصعب معها إقامة ذلك البناء المتماسك أو القدر المعقول من الانسجام والواقعية في المقاربة بين المواقف أو حتى تباعدها في حالة قيل إن المرونة اقتضت ذلك.

بدأ (الإصلاح) أشد ما يكون راديكالياً مع إشهاره-رسمياً- قبل سبعة عشر عاماً من الآن، وهو حافظ على هذه الملكية المملوءة به لفترة ليست قليلة، وحينما كان يحاول مجاراة الآخرين في التكيف والمرونة.. وفي الانفتاح المحذور، فإنه حاول ذلك –مراراً- عبر إعطاء نسخة للمناورة بيديه، مع الإبقاء على قدميه في ذات الموقع والموضع، وربما أيضاً أراد أن يقتطف فوائد مختلفة دون تحرير عقله أو تحريك مياهه الداخلية، لاكتساب المحفزات النظرية والفكرية التي تمكنه من العمل بمرونة حقيقية، وبعيداً عن القالب الصلب والجامد الذي سوَّر الحزب الديني وحبسه في نقطته منذ ولادته الرسمية الأخيرة.

مروراً بالشواهد والأحداث التي أفرزتها الحالة السياسية اليمنية، تباعاً، أنجرف (الإصلاح) إلى انسلاخات مشوهة عن جسد المكون الراديكالي الذي عرفه أو عُرف به –دائماً-ومع الإقرار بشيء من الحيوية المتحاملة على محاذير جمَّة تكدست في طريق الحزب المتبرعم- فكرةً محتملة أكثر منها عملية تخليقية، مستمرة ومتراكمة- داخل رحم الجماعة الدينية الملتزمة لقواعد صارمة تؤطر فكرة وعمل الجماعة كحركة مستنسخة عن الحركة الأم للإخوان المسلمين.

إلا أن (الإصلاح) كان دائماً وبصورة ملفته يمارس ضد نفسه نوعاً من الاضطهاد الإجباري، من جهة.. لضمان الإبقاء على الهالة الأولى المرسومة حوله كجماعة دينية منزهة عن كيد وكير السياسة وتلوناتها الحرباوية.

ومن جهة ثانية اصطدام ذلك منه، بخيالات توسعية واستحواذية تستمد وقودها من مرجعية نظرية أعطت الحركة التي يجسد (الإصلاح) أنموذجها وحالتها المحلية في اليمن بُعداً –نضالياً ونمائياً- يتوخى الوصول إلى الحكم والسلطة. إنما مع الإبقاء على الهالة الأولى من طريق التأويل الأخلاقي المتحذلق بإدعاء إصلاح الحكم لا أكثر، ووسيلته في ذلك "إيصال الرجل الصالح إلى الحكم"، كما هي عقيدة الإخوان في كل زمان ومكان.

والنتيجة غير السارة هي أن (الإصلاح) تلبَّسته حالة فُصامية متراكمة مع الأيام والتحولات التي دخلت في المعادلة السياسية وحسبة المواقع والمواقف تبعاً لها، وبات الحزب حركة دينية محافظة بمعنى.. وحزباً متحاملاً على ذاته وحركته الأم بمعنى آخر.

أنتج ذلك تشوهات متلاحقة حملت الحزب والإخوان إلى تناقضات جمة وانكسارات محجفة في لغة وخطاب ومواقف (الإصلاح) تجاه قضايا الواقع ومستجدات البيئة الشطرنجية المتبدلة في تحكمها باللاعبين الحزبيين ومواقفهم.

الحزب الذي غرق في نعيم الحكم واقتسام غنائم السلطة ومواقعها-سواء قبل الوحدة أو بعدها- هو الحزب الذي يتنزه اليوم-ودائماً- عن مغارم ومغانم السلطة والمشاركة الفعلية فيها.

وهو ذاته الحزب الذي يتحالف مع ألد أعدائه- لا بمقتضى المرونة كما يجيد البعض تجسيم الضمن والرؤية-ولكن بمقتضى التباعد المطلوب عن محاذير اقتضتها تحولات السياسات الإقليمية والدولية بعد 11 سبتمبر 2001م.
وحتى يمكن دفع اتهامات لصيقة بحزب راديكالي، بالقول بأن التحالف الوثيق مع (علمانيي) الأمس واليوم أكثر من كافٍ للإقناع بتطور الحزب الديني وتحوله –الفجائي- إلى مجرد حزب سياسي أو مدني (..) ولطالما عجز الإصلاحيون في إثبات ذلك على مر التجربة وحتى اليوم.

وصولاً إلى عامه الثامن عشر.. أظهر "شورى" الحزب الديني –مؤخراً- رغبة حميمة في التشبث بحركية الجماعة وخطابات الإصلاح الديني والأخلاقيات العامة والتقليدية، وردة مباغتة نحو موضع وموقع أقدام الحزب أول وهلة، على الأقل فإن بيان شورى (الإصلاح) الأخير لم يكن سياسياً بالمطلق، وإن تضمن تجديفات سياسية لا آخر لها.

وفي ذات اللحظة يذهب سياسيو الحزب إلى خطاب انتهازي يتبرأ من أخلاقيات خطبة بيان شورى الحزب، ويتلبس بالحالة المحمومة التي تتخبط فرقاء اللقاء المشترك –المعارضة- في التأجيج المفتعل وإشعال حرائق مفتعلة في غابة مليئة بالمحاذير والمتاجرة البراجماتية الرخيصة لحساب الرغبة الجامعة في اقتناص مواقع جديدة ضمن معادلة الحكم والحكومة.

جرأة الخطاب الحزبي للإصلاح عادت به إلى مناقضة حادة، ليست مرنة بالمطلق، لمواقفه.. بل ولتاريخه، بل ولذاته أيضاً، حتى استحل مقدسات الوحدة، وبات يتلاعب بالتحريض نحو ثنائية تعيد إحياء خطابات الفرز الجهدي في صورة "جنوب" و"شمال" كما فاحت بذلك تصريحات وخطب رموزه وقياداته مؤخراً.
والعجيب أن بيان شورى الإصلاح تضمن شيئاً كهذا حتى بدأ الحزب وفقهاؤه أيضاً عاقدون العزم على الذهاب بعيداً في انتحار سياسي وأخلاقي ما عاد يمكن التراجع عنه إلا بأثمان باهظة يؤديها الحزب في الحالتين.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024