الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:10 م - آخر تحديث: 09:16 م (16: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - 
السياسة لا يمكن أن تكون لعبة قذرة  ما دام أفقها "وطن" ومشروعها "شعب"، إلاّ أنها قد تهوي به إلى حضيض مستنقع  وحلٍ، حين تجعل التصفيات الدموية أسباباً للبقاء، أو تختار رصّ جثث الوطنيين طريقاً لاستباق الغير إلى عروش السلطة لمجرد أنهم يقفون دائماً -كما العثرات- في دروب الانتهازيين.(مقالة رأي)...
بقلم-نزار خضير العبادي -
دروس كُتبت بدماء جار الله عمر

السياسة لا يمكن أن تكون لعبة قذرة ما دام أفقها "وطن" ومشروعها "شعب"، إلاّ أنها قد تهوي به إلى حضيض مستنقع وحلٍ، حين تجعل التصفيات الدموية أسباباً للبقاء، أو تختار رصّ جثث الوطنيين طريقاً لاستباق الغير إلى عروش السلطة لمجرد أنهم يقفون دائماً -كما العثرات- في دروب الانتهازيين والمتاجرين باسم العمل الديمقراطي الوطني.
يقيناً أن جار الله عمر كان ضحية اللون القذر من السياسة.. وضحية حبه لليمن، كما
حب الآخرين لأسباب بقائهم.. وضحية حسن نواياه، بقدر ما كان يضمر له الآخرون من شر مستطير. إنه حتماً ضحية منبر أراد منه رفع ألوية المثُل الأخلاقية الرفيعة في ممارسة العمل السياسي من موقع الواثق بفكره ومبادئه، والمؤمن بأرضه وشعبه، رغم علمه أنه سيقف على نفس المنبر الذي رُفعت عليه ألوية التطرف والتكفير.
فيا ترى أي درس تعلمته رجالات السياسة وهي تجوب أمصار العرب والعجم بقميص جار الله عمر؛ بحثاً عن مكسب هنا أو مساومة هناك. وأي نكبة فجع الوطن بها حين مشينا خلف جنازة الفقيد ولا نعرف أيا ممن حولنا إن كانوا محبين أم جناة؟ فلا أظننا إلاّ أن نعترف – ولو مع أنفسنا- أن صراعاتنا الحزبية المحمومة تنسينا دائماً النظر للأمور بكتا عيننيا، كي تتعادل المقايسس، ونكون عادلين، ولا يفوتنا اكتشاف الجاني الحقيقي على الوطن وأهله. فذلك هو الدرس الأول الذي كتبه جار الله عمر بدمه المسفوك على منصة لم يسبق لأحد من حزبه أن اعتلاها قبله.
أبى جار الله عمر أن يرحل، ويغادر إرث النضال الطويل قبل أن يعلمنا أن الشجاعة لا تؤتى في سوح الوغى وحسب، بل يكفي المرء شجاعة أن يمد يده لمصافحة كل يد حملت بوجهه السلاح بالأمس، وكتبت فتوى تكفيره. ويكفي المرء شجاعة أن يعتلي منبراً سفك منه دمه، وأبيح ماله وعرضه ليقول كلمة الحق، ويأتي بفعل الفضيلة، ويثبت للجميع طهارة نفسه وصلاح فكره ورجاحة عقله. فتسقط الأقنعة واللثامات المزيفة، وتتمرغ بالوحل شعارات المنافقين. ولكن أيضاً: ليدفع عمره ثمناً لموقف لأحد غيره كان يجرؤ على فعله..!
جار الله عمر كان حزبه "اليمن" ورفاقه كل أبناء الشعب اليمني، فهو السياسي الوحدوي الذي لا تعنيه المسميات، أو مواريث الماضي، أو مراكز الحكم بقدر ما يعنيه الوطن، لذلك حمل مشروع الاصطفاف الوطني إلى كل المحافل. بات حقاً على الجميع أن يستلهم الدروس، ويستوعب المطلوب، ويكمل مسيرة جار الله عمر، لا أن يتخذ مقتله مناسبة للترويج الدعائي الحزبي، وفرصة لإثارة الفتن والنعرات والاحتراب الداخلي. فذلك هو الدرس الثاني الذي يفسر دوافع اغتيال جار الله عمر.
ربما عجز أحد قادة الأحزاب عن الإجابة عن سؤال الأخ "محمد المخلافي" حول دوافع اغتيال جار الله عمر، لكننا واثقون أن القتلة يتصفون بأنهم من أعداء التجديد، وممن لا يعرفون بمعيار الفكر ومنطق العقل أساساً للحوار السياسي البناء، ويرون في أنفسهم أفضلية.ليس في سواهم، ويجعلون رأيهم فوق كل مشورة. إنهم أناس يجعلون من الفتن واللا استقرار ظرفاً مثالياً للاستشراء والارتقاء.. ويرون في كل تحديث في نظم السياسة والحكم أو في حياة المجتمع شؤم بزوال مصالحهم، ونفوذهم، وخسران قواعدهم الشعبية.
أن من صفات القتلة أنهم مريضون بنوازع ثقافة العنف البائدة، لذلك فهم يحملون أسلحتهم – كما البطاقة الشخصية- إلى كل رواق ومحفل، ويتباهون أنهم حملة سلاح، وأرباب قوة. لكن أفضع ما يتصفون به هو أنهم يتقربون إلى الله زلفى بسفك دماء الوطنيين.
إذن فالدرس الثالث الذي كتبه جار الله عمر بدمه هو أن هذا البلد لن يستوي له حال ما لم تتكاتف كل القوى المخلصة في جهد موحد للخلاص من ثقافة التطرف والعنف، ونبذ أولئك المتقوقعين في ماضيهم السحيق، والوقوف بجبهة واحدة ضد دعاة التكفير الذي لا يتوانون عن إحلال سفك دماء الأبرياء على كلمة جريئة أصابت منافعهم الشخصية، وهزت عروشهم الوهمية.
الدرس الرابع كان مكرساً للديمقراطية، وطبيعة الفهم السائد بشأنها. فلا شك أن اغتيال جار الله عمر كان مؤشراً قوياً على أن البعض لا يعترف بالديمقراطية، ولا يؤمن بأدواتها السلمية، وبات حقاً على جميع القوى السياسية اليمنية أن تدرك أن الديمقراطية هي خيار العمل الواعي السلمي وليس خيار المساومات والمقايضات، والتصفيات الدموية للمفكرين أو المناضلين. وأن محاولة جرها إلى حالة العنف إنما هي تسليم عنان الديمقراطية لمن لا يؤمن بها.
لقد حاول جار الله عمر "رحمه الله" أن يرسي قواعد لعبة سياسية نظيفة يدخلها الجميع بوصفهم شركاء عمل وطني صادق، وكانت تلك الرؤيا تحمل بين طياتها رؤى ثاقبة لمشروع الدولة اليمنية الحديثة، ومن شأنها إضافة الكثير للديمقراطية اليمنية، لكن طبيعة التباين في وجهات نظر القوى السياسية حول مفاهيم الممارسة الديمقراطية ووسائلها جعلت جار الله عمر يدفع نفسه ثمناً لتجربة متميزة، وهو الأمر الذي ينبغي الالتفات إليه، وإعادة تقييمه بعيداً عن المكايدات والمهاترات، لتحديد مناهج العمل الوطني السليم، والمعايير التي يجب تأطير الديمقراطية اليمنية بأطرها؛ بما يؤسس ثوابت علاقاتها الداخلية ويقوَّمها على نحو أفضل.
أما الدرس الخامس فيتعلق بالاشتراكيين أنفسهم؛ حيث أن تعثر مسيرة الحزب الاشتراكي بعد الوحدة، ثم محاولة لملمة الصفوف، واستعادة الثقل السياسي فرضت على الاشتراكيين انتقاء خيارات متعددة،والعمل بشفافية ومرونة أكبر. لكن اغتيال جار الله عمر كان بمثابة محطة الوقوف مع الذات ومراجعة الحسابات، وإعادة النظر بالعلاقات التي انتظمت بعد عام 1994م.
فالطريقة التي تعامل بها الاشتراكي مع حادثة الاغتيال كانت تدل على الكثير من التسرع، وإلى وجود قصور في تحديد معالم المرحلة والشخوص معاً –آنذاك- وأظن لو تمعن الاشتراكيون في مخرجات تحالفاتهم، ومستوى ما جنوه بالقياس إلى ثقلهم السياسي وإرثهم الشعبي لوجدوا أنهم لم يحصلوا على استحقاقاتهم وأن آخرين استفادوا كثيراً من علاقاتهم الحميمة مع الاشتراكي، في نفس الوقت الذي كان بيد الاشتراكي أوراق كثيرة بمستطاعته الاستفادة منها.
وعلى كل حال فإن اغتيال جار الله عمر لم يضع الاشتراكيين وحدهم أمام تحديات وحقائق جديدة، بل أنه يضع الجميع أمام الكثير من الدروس الوطنية الكبيرة التي يجب استيعابها عاجلاً أم آجلا.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024