الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 10:47 م - آخر تحديث: 10:44 م (44: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
محمد حسين العيدروس -
عام تعزيز الهوية الوطنية
فرق كبير بين أن ينتمي المرء للوطن ببطاقة حكومية وبين أن يعيش الوطن في الوجدان، ويصبح الانتماء له بالضمير والعقل والقلب وبكل الجوارح.. إلا أن مثل هذا الانتماء لا يحدث بغير تربية موجهة تغرس هذه المفاهيم، وثقافة راقية تسمو على الخلافات والانتماءات الحزبية والقبلية والطائفية، وتجعل الوطن بموضع القدسية التي لا يحق لأحد المساس بها مهما كانت مناصبه وألقابه وثرواته وانتماءاته.

إن غرس الهوية الوطنية أمر غير مناط بجهة معينة دون سواها، بل هو مسئولية المجتمع كاملاً بدءا من الأسرة وانتهاء بأعلى قيادة في السلطة لأن ثقافة الفرد بناء متكامل، ومتأثر بالبيئة الاجتماعية والثقافية والسياسية وكل ما هو محيط به، ولا بد من إيجاد القدوة الحسنة التي تخلق التأثير الإيجابي المطلوب.. ومن هنا فإن شبابنا أصبح موضع قلقنا جميعاً لأننا نجد أن الجهود الرامية لبناء هويته الوطنية ما زالت دون المستوى المطلوب، ودون الحدود الدنيا، لأنه يحدث ضمن نطاقات ضيقة، في نفس الوقت الذي يعيش شبابنا حياة متفاعلة بسرعة مذهلة في ظل ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال.

بلا شك أن تعاظم قلقنا لا يأتي من فراغ بقدر ما هو يترجم ضرورات واقعية تمليها الكثير من التطورات التي شهدتها حياتنا ولعل في مقدمتها مسألة الديمقراطية والحريات الإنسانية العامة التي أتاحت للمجتمع ممارسات شتى، وخيارات وبدائل متعددة، كانت في نفس الوقت منفذاً لظهور دعوات وأفكار وممارسات غير سوية، وتتطاول على الثوابت الوطنية، وحقوق عامة أبناء المجتمع.

ولعل الإشكالية لا تكمن في مجرد ظهور نموذج ثقافي سلبي منسلخ عن هويته الوطنية، بل عندما يكون ظهوره في وسط غير محصن جيداً بثقافة وطنية خالصة، وغير مدرك بعد لكل أبعاد هويته الوطنية، وحساسية التعرض لها في هذه المرحلة بالذات.. خاصة وأن الموروث التاريخي الثقيل الذي حمله شعبنا بعد الثورة لم يتح للدولة إنجاز كل مهامها، أو بلوغ كل طموحاتها نظراً لجسامة المخلفات الموروثة من العهود السابقة.

إن الأمر الذي يجب الالتفات إليه في هذه المرحلة بالذات هو: من سيتولى مهمة قراءة التاريخ لأبنائنا الشباب؟ من سيتولى مسؤولية حماية تاريخ الثورة من التشويه؟ من سيخبر الأجيال بحقيقة ما كان يحدث من حروب؟ ومن المسؤول عن حماية الحقيقة، بحيث لا يعود صناع الفتن والحروب في زمن الديمقراطية والحريات فيقلبون الوقائع، ويشوهون الأحداث، ويدعون أنفسهم مناضلين ومحررين وأمناء على الوطن.

إن الأفضل من الهروب من الحقيقة هو مواجهتها، ونحن جميعاً معنيون اليوم بتعريف ابنائنا الشباب بكل شيء من تاريخهم، ومعاناة شعبهم، ونضاله، من أجل تحصينهم بهذه الحقيقة فلا يجدوا أنفسهم في يوم من الأيام يمشون خلف أعداء الثورة والوطن ويظنون أنهم سائرون في ركب الوطن، وإلى غده المشرق بينما الواقع هناك من يقودهم إلى الدمار والهلاك..!!

للأسف الشديد إن مثل هذا يحدث على أرض الواقع، وإن كان في حدود ضيقة، إلا أنه يقرع ناقوس الخطر في أوساطنا، ويستوجب علينا الالتفات إليه، والتأمل بأخطاره برؤية، وايجاد الآليات المناسبة والسريعة لمواجهته، قبل أن يستشري ويتحول إلى داء لا يمكن علاجه.

إن ما يقرأه أبناؤنا في المدارس والجامعات غير كافٍ لتحصينهم، وما تنشره أفلام المثقفين ومنابر الإعلام غير كافٍ أيضاً.. لأن المطلوب تعميق الثورة المباركة وأهدافها في ثقافة الشباب، وغرس حب الوطن وروح التضحية في نفوس الصغار منذ نعومة أظافرهم.. كما أن المطلوب أن تتحول الحقيقة التاريخية إلى أشبه بالأنشودة التي يرددها الصغار والكبار كي يعجز الآخرون عن تزييفها أو تشويهها.

وأنا أتساءل هنا: لماذا مازال شارعنا الشعبي يتغنى بالأحزاب والأشخاص، ولا يتغنى بالوطن، ولا يشدو لليمن؟ أليست هي حضن الأم الحنون الذي يحتضننا جميعاً بأحزابنا، ومنظماتنا، وجمعياتنا، وهمومنا، ومعاناتنا، وطموحاتنا وأحلامنا!؟

لا شك أن ثمة ثقافة وطنية، وأحساساً وجدانياً بالانتماء لليمن مازالا ينتظران أن يتم غرسهما في كل بيت، ومدرسة، وشارع ولا بد أن تتكاتف جهودنا الوطنية باختلاف انتماءاتنا وصفاتنا ومراكزنا لأجل هذه المهمة الوطنية.. ولكن العام الجديد 2008م عاماً لتعميق هويتنا الوطنية، وانتمائنا الوجداني لليمن وشعبها العظيم..!
*عن صحيفة الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024