الجمعة, 03-مايو-2024 الساعة: 07:54 م - آخر تحديث: 07:44 م (44: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د/ رؤوفة حسن -
الشيخ الأحمر وشماخ وبنازير بوتو
حزنت جدا على الثلاثة لأني عرفتهم شخصيا ولأني أمتلك من الذكريات ما يجعل العيش والملح الذي تقاسمته مع كل منهم أمراً لا ينسى. وما يجمع الثلاثة في مقال واحد أيضا هو ظروف الموت المتقاربة زمنيا فيما بينهم. كأنما المواجع تأبى أن تأتي فرادى.

الشيخ.. محطات عمر تلتقي أو تتقاطع
كنت ما أزال في الإعدادية في السبعينيات، عندما التقيته في المرة الأولى في مصر، ضمن وفد يزيد عن المائة والثلاثين مشاركا من بينهم كنا خمس عشرة فتاة، بقينا في مصر لمدة أسبوع قبل أن نتوجه الى الجزائر لحضور مهرجان الشباب العرب الأول. وقام الوفد بإحياء حفل في مصر حضره الشيخ وتبادل معنا بعض الأحاديث التي جعلته قريبا من القلب ذا لمسة أبوية وحرص على البلاد وأهلها. ثم تقاطعت الطرق بيننا كثيرا لنلتقي في نقطة هنا ونختلف في نقطة هناك. وكان اللقاء الأكثر قربا الى تفكيره في عام 1990م بعد أسبوع واحد من الوحدة، حيث سجلت لقاء تلفزيونياً معه في بيته بعنوان (بطاقة شخصية) يهدف للتعريف بخمس عشرة شخصية شمالية وخمس عشرة شخصية جنوبية في إطار الاندماج الوحدوي في الأيام الأولى لدولة الوحدة. وحينها طرح لي خارج التسجيل عدم رضاه عن شروط الاشتراكيين بعدم اشراك ممثلي القبائل ضمن هيئات دولة الوحدة. واستغرب اهتمامي باللقاء معه وهو حينها لا يحتل أي منصب حكومي أو برلماني. ولذلك اللقاء تفاصيل مطولة سترد ذات يوم ضمن مذكراتي عند نشرها إن شاء الله. فالتقاطعات كثيرة في درب حياة في المجال العام لم يتوقف.
وكان لقائي الأخير به عند حضوره لاختتام فعاليات معرضي الأول لرداء الدولة ومكونات الهوية، حيث ألقى كلمة طيبة ناشد فيها الجميع المساهمة في هذا المشروع ودعمه وإثرائه، بعد أن مررنا معا على محتويات المعرض والتقطنا الصور جواره أمام نافذة العرض التي حوت مجموعة من ملابسه ومقتنياته، ورافقنا ابنه الصديق الشيخ صادق.
أردت أن أعزي بناته وزوجاته وأبناءه، فإذا العزاء في أماكن متعددة جعلتني اختار هذه الصفحة لبث التعزية إليهم لأن الأب الذي فقدوه كان أبا لكثير من اليمنيين وأنا معهم، فأعزي نفسي فيه، تغمده الله بواسع رحمته.

رجل المال والخير والمجتمع المدني
جمعتني برجل الأعمال الوالد محفوظ شماخ علاقة عمل طوعي دامت لفترة غير قصيرة. حيث اشتركنا معا في تأسيس جمعية الصداقة اليمنية الأمريكية التي نشأت عام 1992م في محاولة لكسر حدة المقاطعة التي كانت الدول الغربية قد اتخذتها ضد اليمن الموحد حديثا بسبب الموقف من قضية حرب الخليج. وكانت كثير من النقاشات تدفعنا لاتخاذ مواقف متشابهة من قضايا الوطن المختلفة حتى لو كان للآخرين موقف مغاير لنا. وما زاد في العمل المشترك بيننا هو مبادرته بإنشاء جمعية حضرموت الخيرية التي كانت تسهم في كثير من البرامج التنموية وأفعال الخير المختلفة، وتجمعنا معها بعض الأنشطة.
التقيته للمرة الأخيرة في المنتدى الاقتصادي الكبير الذي أقامته مؤسسة الاستثمار بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي وجلسنا قليلا نستعيد ذكريات بعض الذين تشاركنا معهم أنشطة مختلفة وغيبهم الموت عنا. لم أكن أتوقع أن هذا الحديث عن موت آخرين سيكون آخر حديث معه شخصيا. رحمه الله أبا روحيا وناشطا في مجال الحياة العامة لم يشغله عمله الخاص عن حياة أمته وناسه. أعزي نفسي فيه، تغمده الله بواسع رحمته.

المرأة التي هددت مؤسسة الرئاسة
عرفت بنازير بوتو شخصيا عندما شاركت في ملتقى الادباء والمثقفين المسلمين الذي انعقد في اسلام اباد بدعوة منها في فترة رئاستها للوزراء ذلك الحين. كانت الدعوة في الأساس موجهة للدكتور الكبير الأستاذ عبدالعزيز المقالح الذي كان رئيس جامعة صنعاء، ولم يكن يرغب في السفر فكلفني بالحضور نيابة عنه. وهناك التقيتها مواجهة، فقد ألقت خطابا ترحيبيا جميلا ثم انضم بعض الحاضرين وأنا منهم الى لقاء مصغر معها تناولنا فيه عيشا وملحا مشتركا. وكانت مجموعة من الناشطات في الحركة النسوية قد نظمن ذلك اللقاء وهن يعبرن عن غضبهن منها لأنها لم تكن كثيرة الدعم لقضايا النساء في باكستان حسب وجهة نظرهن.

بعدها تقاطعت اماكن اللقاء في محافل دولية مختلفة، جعلتني اهتم اكثر بدراسة ظروف حياتها، وتأمل حياة الرائدات في بلادنا وفي اماكن اخرى من العالم. ولما تم الاعلان عن عودتها، تملكني شعور بالاعتزاز بشجاعتها، كانت تعرف أن كل خطوة فيها لغم و فوهة قناص. لم يكن هناك أمل في تغيير المواقف، فسواء ألقت في خطاباتها دعوات للسلام أو أعلنت رفضها لمدارس السلاح فقد كان موكبها من لحظة وصولها الأولى مواجها بتفجيرات الدمار، وكان بقاؤها هو تهديد بسبب احتمال فوزها في انتخابات الرئاسة. رحمها الله نموذجا لمحاولات التغيير في دول اسلامية عبر أصوات الناخبين، ونموذجا لواقع الموت ممن لا يحتكمون الى الصناديق بل يواجهون من يختلفون معه بالرصاص والقتل. أعزي فيها نفسي وكل دعاة الديمقراطية، تغمدها الله بواسع رحمته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
[email protected]
*عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024