الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 09:48 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
الدكتور -سيف العسلي -
لسنا أقل !
إننا اليمنيين بشر مثل غيرنا. قد لا نكون الأفضل لكننا بالتأكيد لسنا الأسوأ ولذلك فإننا على الأقل مؤهلون للوصول إلى ما وصل إليه بقية البشر إذا توفرت لدينا النية الصادقة وعملنا على توفير متطلبات ذلك.
صحيح أننا ليس لدينا موارد طبيعية من نفط أو غيره ولكن الصحيح أيضاً أن العديد من الدول المتقدمة لا تتوفر لديها موارد طبيعية ومع ذلك قد استطاعت ان تتغلب على ذلك من خلال تنمية قدرات ابنائها.
فاليابان ودبي مثال على ذلك، فالتجارب البشرية العديدة تؤكد ان الإنسان هو محرك التقدم وصانعه، فهناك العديد من الدول التي يتوفر لديها موارد طبيعية كبيرة مثل الكنغو الديمقراطية «زائر سابقا» والسودان والعراق ولكنها لم تتمكن من استغلال هذه الموارد على نحو أفضل.
صحيح اننا لا زلنا نعاني من بعض التشوهات الاجتماعية مثل ظاهرة الثأر والتمسك بالعادات القبلية والاجتماعية السيئة لكن الصحيح أيضاً ان كل أمم الأرض كانت تعاني من بعض هذه التشوهات، انها لم تخلق متقدمة، لقد استطاع الانسان في هذه الدول المتقدمة ان يعالج وأن يتجاوز هذه التشوهات وأن يرتقي بأمته إلى مرتبة الأمم المتحضرة، وبالمثل إننا اليمنيين نستطيع ان نرتقي بأمتنا إلى نفس المراتب على الأقل.
صحيح اننا اليمنيين نعاني من انخفاض الدخل، لكن الصحيح أيضاً ان مستوى الدخل في العديد من الدول الثرية في الوقت الحاضر قد كان قريباً من مستوى الدخل في اليمن، فدخل الفرد في دول مثل كوريا أوماليزيا أو الهند أو الصين كان في الستينات والسبعينات من القرن الماضي متقارباً من مستوى الدخل في اليمن، فإذا استطاعات مثل هذه الدول ان تضاعف دخلها عشرات المرات خلال هذه الفترة فإننا اليمنيين نستطيع أن نفعل ذلك عى الأقل.
صحيح أننا اليمنيين عرب ومسلمون، ولكن الصحيح أو دولاً عربية وإسلامية مثل دبي وماليزيا قد استطاعتا أن تتحولا إلى دول متقدمة، لذلك فإننا اليمنيين نستطيع ان نحقق ما حققه هذان البلدان على الأقل، فإذا كان الأمر على هذا النحو فما الذي جعل هذه الدول كذلك ولم نكن كذلك ؟
ربما لأن الناس في هذه الدول حلموا بأن يكونوا كذلك وقرروا أن يكونوا كذلك وعملوا على أن يكونوا كذلك، لقد تناسوا الماضي بكل ما فيه وركزوا على المستقبل وتضافرت جهود الجميع في تحقيق ما كان يعد حلما فأصبح حقيقة أما نحن اليمنيين فإن العديد منا لا زال يتخذ من الماضي هدفاً له حتى ولو كان هذا الماضي كابوسا ولذلك فإنهم يسعون للعودة إليه حتى ولو كان سيئا وقبيحاً.. إن بعضنا يتناسى انه من المستحيل العودة إلى الوراء فيفضل مراوحة المكان على اقتحام المستقبل.
إن هؤلاء لم يكتفوا بذلك فإنهم يعملون بكل جهد لمنع من يرغب في اقتحام المستقبل وبذلك فقد اصبح هؤلاء مشكلة لأنفسهم ولآخرين وللوطن، أنه ينبغي على اليمنيين أن يحلموا بأن يكون اليمن مركزا تجاريا إقليميا وأن يكون مركزاً متميزاً للمهارات التقنية وأن يكون واحة للسياحة، ذلك أنه يمتلك أفضل المقومات في المنطقة لأن يكون كذلك، لكن تحقيق ذلك لا يمكن ان يتم في ظل وجود احلام ضارة لو عند القلة مثل حلم العودة إلى حكم الحزب الواحد أو العودة إلى التشرذم أو عودة الاضطرابات أو استمرار التقطع والاختطاف وغير ذلك من الممارسات الضارة.
وربما لأن الناس في الدول التي تقدمت وتطورت كانوا مستعدين للتضحية بمصالحهم الشخصية بهدف تحقيق المصالح الوطنية أما نحن اليمنيين فإن بعضنا قد انغمس في مصالحه الشخصية حتى أخمص أذنيه.
إنهم لم يكتفوا بذلك بل عملوا على نشر ثقافة الأنانية والجشع وتقديس المصالح الخاصة بكل الوسائل الممكنة، تارة من خلال تقمص مصالح شطرية وتارة من خلال تقمص مصالح مذهبية وتارة من خلال تقمص مصالح طائفية وتارة من خلال تقمص مصالح مناطقية وتارة من خلال تقمص مصالح خارجية.
وربما لأن الناس في الدول التي تقدمت اعترفوا لأصحاب المواهب بمواهبهم فشجعوهم على إظهارها، أما نحن اليمنيين فإن الحسد لا زال يأكل قلوب بعضنا فيدفعهم إلى بذل قصارى جهودهم لمحاربة أصحاب المواهب إما بحجة الاختلاف الحزبي أو الحفاظ على الدين أو بحجة الحفاظ على المذهب أو الحفاظ على القبيلة أو غير ذلك من الحجج الواهية، إن مثل هذه الممارسات مضرة بالجميع، فأصحاب المواهب هم هدية الله للمجتمع، ذلك أن خيرهم لا يعود بالفائدة عليهم فقط وإنما على المجتمع بأسره بما فيهم من ابتلي بداء الحسد.
وربما لأن الناس في الدول الناجحة قد اعترفوا لأهل السبق من اخوانهم بما يستحقون من تقدير، أما نحن اليمنيين فإن بعضنا لا زال في زمرة النكارين والجاحدين، إن جحود جهود الذين بذلوا جهودهم وضحوا بصحتهم وأسرهم وراحتهم من أجل الجميع ومن أجل الوطن رسالة ينتج عنها الإحباط.
إننا نحن اليمنيين نستطيع ان نحقق ما حققه الآخرون وربما أننا قد نستطيع أن نحقق أكثر من ذلك إذا حلمنا بمستقبل أفضل وسعينا جميعاً أو غالبيتنا لتحقيق ما حلمنا به، كل في مجاله وحسب طاقته.
إن ذلك يتطلب منا أن نساعد من أصيب منا بالإحباط على الخروج من هذا الشعور، إن ذلك يتطلب ان نُسكت كل من يدعو إلى الماضي، إن ذلك يتطلب أن نتنافس في التضحية لصالح الوطن، إن ذلك يتطلب ان نبحث عن أصحاب المواهب وأن نساعدهم على تنمية واستخدام مواهبهم، إن ذلك يتطلب أن نعترف لأصحاب السبق منا بما يستحقونه. إن ذلك يتطلب أن نتغلب على داء الحسد.
من الواضح أن هذه المتطلبات ممكنة. لأن العديد من البشر قد تمكنوا من توفيرها، وبما أننا اليمنيين بشر مثلهم فإننا قادرون على الوفاء بها، وفي هذه الحالة فإننا سنكتشف بأننا اليمنيين لسنا بأقل من البشر الآخرين، بل إننا سنفاجئ أنفسنا والآخرين بأننا من أفضل البشر، لذلك فإن علينا أن نقنع أنفسنا أولاً بأننا لسنا أقل من الآخرين فهل نفعل ذلك؟ إنني واثق من ذلك ولو بعد حين!.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024