السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 07:49 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د/ رؤوفة حسن -
أحاديث الإشارات
لأنه في الإشارة المرورية من بعد صلاة الفجر حتى موعد نومه، فهو قادر على أن يصف حركة الشارع وأنواع المارة وأنواع السيارات والحالات النفسية لزبائنه. هو بائع للأشرطة، قادم من جبال ما قبل التنمية، ليس في قريته مجال للعمل غير زراعة أرض العائلة التي يكفيها عمل واحد من أشقائه ونساء العائلة.

أنهى الاعدادية في المدرسة الوحيدة التي تبعد عن قريته ساعة ونصف مشيا على الأقدام، وصارت الثانوية بعيدة عن قريته فقرر المجيء الى صنعاء. كثير من قريته وابناء مدرسته قد سبقوه اليها، وتعددت خياراتهم في الاعمال التي يقومون بها وهو وجد ضالته في بيع الأشرطة.

يقول اكثير عن حركة البيع والشراء للأشرطة. خلال الفترات الانتخابية يقبل الناس على أشرطة الغناء التي تقوم على هجاء النظام أو هجاء الحزب المعارض. وفي بعض الأيام تكون الأشرطة الدينية هي التي يقبل عليها الناس. وفي ساعات معينة من النهار يكون الاقبال على أغاني الشباب. وفي الصيف تكون أغاني الأفراح هي التي تحكم حركة السوق الفنية المتمركزة في جولات المدينة.
يتناول القات يوميا، وبمبلغ أقل يشترى طعامه المكون من السلتة والملوج أو السلتة والكدم. وفي آخر الشهر يقسم المبلغ الذي وفره مناصفة لإيجار المكان الذي ينام فيه، ولأمه التي توفر المبلغ لتزويجه.
حلمه الكبير أن يسافر الى احدى دول الجوار فيتوقف عن تخزين القات ويستطيع أن يوفر مبلغا يستطيع به ان يرتفع عن سطح الأرض، فيشتري أرضا في المدينة ويبني عقاراً ويعيش على الايجار.

الهاتف السيار والعمل في الإشارة:

هي قادمة مع أسرتها من جبال أخرى نسيتها التنمية. قالت أن الشريعة على الأرض في القرية أنهكت والدها حتى باع كل ما يملكون ولم يستطع الخروج بحق. فمات مقهورا وفقدوا كل مصدر للعيش. أخذتهم والدتها من القرية وجاءت الى المدينة التي لا يعرفها فيها أحد، ووزعتهم على الإشارات. كانوا في البداية يعملون تحت رقابتها المباشرة وعندما صارت لهم مهارة في الشحاذة وزعتهم على إشارات مختلفة.

البنت الأكبر جاء من نصيبها الاشارة القريبة من منطقة الأغنياء، إنهم يدفعون أكثر. ولأنها بعيدة عن نظر أمها فقد كان لابد من وسيلة تستطيع بها أن تتابع تحركاتها فاشترت لها هاتف سيار.
تقول إن أكثر من يضايقها هم سائقو سيارات الميكروباص "الدباب"، فهم لا يتركونها تقترب من الركاب ولا يتركونها وشأنها من التعليقات البذيئة. لديها هي وأمها حلم أن يتعلم أخوتها الصغار فيستطيعون الحصول على عمل يقيهم مذلة الشحاذة.

الإشارات ليست فقط لتنظيم السير:
التوقف والحديث مع الذين يبيعون مناديل أو صحف أو مياه معدنية أو قطع مناشف يد صغيرة أو ألعاب أطفال أو حتى يطلبون المساعدة، هو باب للتعرف على عوالم من الناس يوجدون لأنفسهم نظام حياة على هامش النظام الرسمي الذي تعرفه مؤسسات المدينة.

يخضعون لعلاقات القوة والسلطة المرتبطة بالوجود الرسمي المجاور لهم متمثلا في شرطة المرور. وتنزل على رؤوسهم صواعق تنظيف الشوارع عندما يكون هناك احتمال زائر كبير أو تصريح بمسيرة مثيرة.

يتساوى بينهم الذكور والإناث في الحضور، ويختلف ما يتلقاه كل واحد منهم من طرق التعامل للمارة أو للسائقين أو مالكي العربات. أحيانا يفاجئونك، فهذه المرأة التي يعجبها أن تبادلني أطراف الحديث كل مرة أتوقف فيها في الاشارة أخبرتني عن صعوبة حصولها على بالطو مدرسي لإبنتها في المدرسة. وأخرى قالت لي مرة أنها تعمل في الإشارة كنوع من المراقبة على ما يحدث باعتبارها تعمل متخفية في أحد الأجهزة الأمنية.

كل مرة ترونهم فكروا في القصص التي تختفي خلف أعينهم أو بين أصابعهم الممتدة.
[email protected]
*نقلا عن صحيفة الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024