الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 04:32 ص - آخر تحديث: 02:15 ص (15: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/ رؤوفة حسن
د/ رؤوفة حسن * -
شابات غير مرئيات
هذا هو عنوان فيلم وثائقي حول الشغالات في المنازل القادمات من بلاد أخرى إلى اليمن. يتركز الفيلم في متابعة حياة أربع شابات سمراوات من أثيوبيا والصومال يعملن في صنعاء في بيوت أسر من الحديدة ومن أماكن أخرى لا نشاهد منهم سوى ربة بيت يمنية واحدة. نراهن يتحركن في الصباح الباكر من الأماكن التي يعشن فيها، مفروشة بقطعة بلاستيك وفي الزاوية فرش اسفنجي بالكاد يقي الجسم قسوة وبرودة الارض الاسمنتية لقاع الغرفة. يصلن إلى منازل من يعملن لديهم ليغسلن ويكنسن ويمسحن الأرض والجدران وقطع الأثاث. ويقمن بكي ملابس أهل المنزل، وربما الطبخ لهم، والعناية بابنائهم حتى ينتهي النهار.
نتابع في الفيلم حكاياهن، تسرد لنا واحدة منهن واقع قتل زوجها في الصومال ومجيئها مع اللاجئين، تسقط دموعها وهي تستعيد ما حدث فنبكي معها، ثم نتابع حركات عملها اليومي فلا وقت للحزن، عليها أن تعيل أطفالها الذين لم يعد لهم أب.
وتحدثنا الأخرى عن هواياتها وحبها للموسيقى والمسرح ودراساتها قبل أن يؤدي الصراع الاريتري الحبشي إلى تمزيق عائلتها المختلطة بين البلدين وجرها للبحث عن عمل يؤمن البقاء على قيد الحياة. تقص حكاية الإهانات التي تلقتها من وكيل توصيل العاملات المنزليات إلى اليمن، ثم حكاية هروبها من بيت مستخدميها الذين قسوا عليها. صارت في وضع غير قانوني بدون جواز سفر، كل يوم يمر يزيد مبلغ الغرامات الذي يتراكم،ولن تستطيع يوما أن تدفعه. لا الحكومة الأثيوبية ستعاملها كأثيوبية، ولا الحكومة الاريترية ستقبلها كإريترية.
البالة والليله البال:
عندما كنت أقرأ قصص محمد عبد الولي، كانت الحبشة وأديس أبابا ترتسم في خاطري محلات بقالة بها زوايا فوق أكياس البقالة للنوم يأوي إليها مهاجرون من جبالنا التي لم تعرف التنمية. وكان صوت المرحوم الفنان عبد الله السمة يردد البالة ويرسم في ذهني رحلة البحر الصعبة وأمواجا عاصفة في ليالي الهجرة لعبور البحر الأحمر باتجاه أسمرة.
وفي فيلم الشابات غيرالمرئيات شابة أثيوبية من الريف الحبشي تعلمت ودرست بما يكفي لترسل إلى أهلها أخبارها وتستقبل أخبارهم، وتعمل في اليمن وترسل ما يوفر لأمها وأخوتها الباقين هناك ما يسهل حياتهم. ينقلنا الفيلم إلى اثيوبيا ويتتبع تلك العائلة التي خرجت من بينها فتاتان للعمل إحداهما في اليمن والأخرى في دولة خليجية.
تحدثنا الأم عن شوقها لابنتها، ونمر مع الكاميرا على ردهات المنزل الريفي، ونتطلع قليلا في الجدران التي تلتصق فيها صور عن المسيح عليه السلام، ونتابع شاشة التلفزيون المفتوحة فوق طاولة الزاوية، وتبرز أمامنا الحياة الإثيوبية بجبالها وغيومها وأنهارها.
لنعود ثانية إلى الفتيات وهن في بيت واحدة منهن يوم الجمعة يوم إجازتهن الأسبوعية. نستمع إليهن يدندن أغنية لفنان أثيوبي يظهر على شاشة التلفزيون ويرددن معه الكلمات، وتبدأ الترجمة تتوالى واللقطات تتتابع واذا الأغنية شبيهة باغنية البالة تتحدث عن الخروج من الوطن وعبور الطائرات ذات فجر جريا وراء حلم بغد أفضل.
ما الذي صبرك على المر؟
يقول لنا الفيلم قليلا عن أنفسنا، تعبر الكاميرا الشوارع وشرطة المرور الذين تشاهدهم الشغالات في طريقهن إلى بيوت من يعملن لديهم. وتمعن الكاميرا أحيانا في تأمل البيوت العالية للمدينة القديمة. تنطلق أصوات المؤذنين في الصباح وبعد الغروب فيمنح المكان طابعه الخاص.
بين حين وآخر نستمع لصوت الراوية بالانجليزية يحدثنا عن بلادنا القائمة على التراتب والطبقات، ووضع الشغالات المرتبط بطبقة من يعملن لديهم. فهناك شغالات لسن في الفيلم ذوات وضع مالي وحياتي مأمون ومريح، يعملن مع الأغنياء اليمنيين والجاليات الأجنبية وهن في الغالب من الفلبين. وأخريات أوضاعهن مؤمنة بدرجة أقل قادمات من إندونيسيا.
الفيلم في الأصل يركز على اولئك اللواتي يعانين من أوضاع قانونية مختلفة. إما لأنهن جئن عبر البحر في سفن المهربين ومراكب الموت على شطئان شبوة. أو لأنهن قدمن بفيزة سياحية ثم عملن دون تغيير وضعهن القانوني ليصبحن عاملات غير قانونيات تحت رحمة المستغلين. أو لأنهن جئن بطرق سليمة في البداية لكن طبيعة العمل أو بعض تصرفات الأسرة المستخدمة لم تلائمهن فهربن دون وثيقة باقية معهن لتحميهن أو تعيدهن إلى بلادهن.
كثير من العمل لابد أن يتم. والجهات الرسمية في اليمن ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، معها وزارة الداخلية بحاجة ليس فقط إلى تنظيم أوضاع هؤلاء النساء بل أيضا النظر برحمة إلى من لم تعد تحمل وثيقة إثبات الشخصية.
أما الناس الذين يستقدمون نساء للعمل والمساعدة داخل منازلهم فعليهم أن يتذكروا كثيراً من المهاجرين اليمنيين الذين أيضا يحلمون بتحسين أوضاعهم، فيحضرون إلى المدن الكبرى من الريف، أو تعيدهم سلطات الحدود من بوابات مداخل الدول الأخرى. ليتذكروا أن أثيوبيا والصومال كانت ذات يوم مكانا آمنا يؤوى ابناءنا الباحثين عن الكفاف الشريف.
[email protected]
*عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024