الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 03:58 ص - آخر تحديث: 02:15 ص (15: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
عبده محمد الجندي -
متانة الوحدة ووضوح الهوية اليمنية
الوحدة والهوية الوطنية أحد أهم الروائع اليمنية المستمدة من جمال العروبة في الشعب وروحانية العقيدة الإسلامية فيه تجعل للعدالة الاجتماعية أسسها وللديمقراطية السياسية معانيها غير القابلة للفبركة وغير القابلة للتضليل والدجل السياسي والإعلامي؛ لأن نجاح الدعاية مرتبط بهشاشة الثقافة ذات الصلة بالهوية الوطنية المضطربة وغير المفهومة لدى المجتمعات الحديثة التكوين والتي تفتقر إلى الخلفية الثقافية والبنية المتماسكة..
أقول ذلك وأقصد به أن الوحدة والهوية الوطنية اليمنية التي تستمد كينونتها من بيان اللسان ووضوحه ومن صفاء الإسلام ونوره تجعل ثقافة الهوية واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار لا يمكن لنيران الفتن وما ينبعث عنها من أعمدة الدخان المتصاعدة أن تكدر صفو تلك الثقافة ووضوحها الحامل للنور وسط ما يحدثه دخان الفتن المفتعلة من دياجير الظلام الأعجز من أن يفقد الشعب قدرته على وضوح الرؤية المستمدة من أشعة الضوء التي تقطع الخيوط المتداخلة للسواد وتستبدلها بخيوط من البياض الناصعة لا تفيد صاحبه الذي تنطلق منه فحسب بممكنات الرؤية التي تساعد على العبور الآمن إلى الفجر؛ بل قد تتجاوز ذلك إلى إضاءة طريق الذين يعانون فقدان البصر، وقد حلت البصيرة محله كأشعة إلهام كاشفة للمجهول والمستور تساعدهم على العبور إلى الفضاء الرحب الذي تتلألأ فيه أشعة الشمس والضوء منيرة المكان والزمان في قناديلها الجميلة والبديعة، وذلك ما لا يعين أولئك المشوهين من أعداء الحياة والحركة والوحدة وصناع الفتن والمحن، الذين يعتقدون أن بمقدورهم توظيف الأزمات الطارئة والعارضة وتحويلها إلى محن ينتقمون بها من هذا الشعب وجماهيره الصامدة والصابرة والواعية بما يفتعلونه من الأعاصير المثيرة للغبار وبما يشعلونه من الحرائق المثيرة للدخان.
قد يكون بمقدورهم أن يعملوا على تمديد فاعلية الإعاقة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بعض الوقت وزج الدولة في صراعات ومواجهات جانبية في التصدي لتلك الفتن والإشكالات المعارضة والطارئة للأزمات المفتعلة وما يترتب عليها من النزاعات التي يمتزج فيها غبار الزوابع بدخان الحرائق إلى درجة تجعل الأخ يقف ضد مصلحة أخيه ويؤذيه وقد يجرحه ويقتله في لحظة تضليل بوعي أو دون وعي.
إلا أن المؤكد بلغة يقينية واضحة هو أن مثل هذه الإعاقات والتضحيات التي ينتجها عمى اللاوعي وصلفه سرعان ما تتحول من النقيض إلى النقيض في لحظة وعي يستحضرها الشعور الوطني بالقرابة والمودة والأخوة بين أبناء الشعب اليمني الواحد باعتباره المتضرر الوحيد من تلك الممارسات اللا مسؤولة والهادفة إلى تشويش وضوح الرؤية المستمدة مما لديه من الطاقات العقلانية والوجدانية الحريصة على التصدي بحزم وقوة لأولئك الأعداء الذين لا همّ لهم سوى إشباع ما لديهم من النزوات والفلتان العاطفي عن طريق إشعال المزيد من الحرائق وإيقاظ ما هو نائم من الفتن التي تستبدل الأمن بالخوف، والاستقرار بالقلق إلى حد الحيلولة دون تفرغ الدولة للتنمية الهادفة إلى الانتصار للنور على الظلام، وللعدالة على الاستغلال، وللديمقراطية على الاستبداد، وللوحدة الوطنية على التمزق والشتات، وللتقدم على التخلف، والكفاية على الحاجة؛ إلى غير ذلك من أساليب العدوانية التي تتجاوز قتل القوة إلى قتل الحياة والحرية دون حق.
إنهم نوع من الأوبئة التي تنشر ما لديها من الطفيليات والجراثيم والأمراض للنيل من وحدة الشعوب وقوتها ومن حريتها وحقها في التقدم والرقي عن طريق التفنن في نسج المؤامرات وافتعال الأزمات التي يوظفون لها أجمل الكلمات وأشرف الحروف ولكن مقلوبة أو معلقة رأسها في الأرض إلى السماء، أو من الأسفل إلى الأعلى لكي يفقدون شعوبهم ما لديهم من العبقريات القادرة على التفكير بمنطق العقل والعلم والمعرفة اعتقاداً منهم أن تعليق الشعوب يفقدها التوازن، وفقدان التوازن يفقدها القدرة على سلامة التفكير وحسن التدبير؛ لأنهم أعداء الحياة وأعداء الحرية وأعداء الوحدة وأعداء التنمية وأعداء الأمن والاستقرار لا قوة لهم إلا بضعف الآخرين، ولا حضور لهم إلا بتغييب الآخرين، ولا حياة لهم إلا بقهر الآخرين، ولا نجاح لهم إلا بتجهيل الآخرين.
فنجدهم لذلك في حالة تخبط بين النوم والصحوة، وبين النور والظلام، وبين الحياة والموت، وبين القوة والضعف، يجهلون أن الشعب اليمني صاحب دور عظيم في موكب الوحدة وموكب الثورة وموكب العدالة والديمقراطية؛ يستند إلى تراث تاريخ ضخم من الثقافة الوطنية والقومية والإسلامية المكتسبة، وبنيان ضخم من القوة والصلابة والمتانة المجسدة للوحدة؛ لا تهزه المحن ولا تحرك فيه الأزمات ساكناً قط، يعرف أين تكمن مصالحه، ويعرف متى وكيف يحدد مواقفه الوطنية بحكم ما لديه من القدرات العلمية والخبرات العملية التي تقيه الهرولة التلقائية خلف المغريات الوهمية للسراب مهما بدت كلماته وحروفه مزينة بالحرص، ومهما بدت تلك الزخارف واعدة بالكثير من المغريات المسيلة للعاب أولئك الذين لا يفرقون بين منطق العقل وبين سراب العاطفة الطائرة والطائشة في فراغ التسطيح لا أول له ولا آخر على الإطلاق.
إن الشعب اليمني الذي كان له دور بالغ الحيوية والحكمة الحضارية التي أهلّته لتحمل مسئولية كبيرة في الانتصار للمقومات القومية للأمة العربية والانتصار للإسلام في ظروف تاريخية بالغة الصعوبة يعلم سلفاً أن بناء الشعوب جيلاً بعد جيل بناءً تاريخياً واجتماعياً يرتفع حجراً فوق حجر، وكل حجر من أحجار البناء المتينة والمترابطة مع الحجر الذي تحته والحجر الذي فوقه والأحجار التي بجانبيه؛ يتكئ على قاعدة صلبة يستند عليها، ودون ذلك الانسجام والترابط المتين ما كان لهذا الشعب الذي كان له سبق المبادرة أن يصمد بوجه التحديات والمحن دون تعرضه للانهيار الناتج عن هشاشة البناء الاجتماعي من الأسرة، إلى العشيرة، إلى القبيلة، إلى الشعب، إلى الأمة، وقد عرفناه صاحب دور لا يُستهان به فيما تحقق للأمة العربية من التطور والرقي الحضاري على درب العروبة ونور الإسلام.
أقول ذلك وأقصد به أن الشعب اليمني الذي يستند في بنيته الاجتماعية إلى قاعدة صلبة امتزجت فيها قوة العروبة بقوة الإسلام شكلت له قوة لا يستهان بها في أساساته التحتية وبنيته القوية في ترابط وتناغم يجعل للأسرة وجوداً بالعشيرة، ويجعل للعشيرة وجوداً في القبيلة، ويجعل للقبيلة وجوداً في الشعب، ويجعل للشعب وجوداً في الأمة العربية غير القابلة وحدتها الوطنية للضعف والهشاشة التي تحتمل الانهيارات الناتجة عن تشققات الضربات والمؤامرات الانفصالية الاستثنائية، الحاقدة على الوحدة والهوية، عشائرية كانت أو قبلية، مذهبية كانت أو سياسية أو حزبية؛ لأنها لا تعدو أن تكون مجرد انفعالات غضبية عابرة تولد فجأة وتنتهي فجأة بالعودة إلى القبيلة؛ لأن قوة الشعب اليمني تكمن في بنيته التحتية الحاملة باقتدار لما لديه من البنى الفوقية وروائعه الهندسية البديعة المبنية على أساس من التناغم بين روعة الفن وغير القابلة للاهتزاز تحت أي لون من ألوان الأزمات والزوابع الهدامة مهما تمكنت من استغلال عوامل معينة للانحراف بمسيرته النضالية عن أهدافها التأريخية العظيمة والواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024