الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 06:45 ص - آخر تحديث: 02:15 ص (15: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/ رؤوفة حسن
د/ رؤوفة حسن * -
رائدات كل يوم
يتم اليوم تكريم الأستاذ أحمد جابر عفيف وزوجته السيدة خديجة أحمد علي الشرفي، وتكريم الأستاذ أحمد جابر عفيف أمر بديهي، فالرجل من الهامات الوطنية التي يشهد لها بالبنان، فهو الرجل التربوي الذي قام بدوره معلما وقدوة، وقام بدوره مديرا لمدرسة ثم لكل المدارس ثم وزيرا للتربية والتعليم في اليمن الجمهوري، وهو الدبلوماسي والسياسي والمفاوض وصاحب القضية وراعي الشباب والنشء في المدارس أو الأندية أو الجمعيات، وهو المتبني لقضية جوهرية تبدو من تناقص محاربيها أنها تكاد تغلب كل عقل ومنطق وهو القات الذي أدمنه اليمانيون حتى نسوا أنه وسيلة لا غاية ، وصارت حياتهم تدور حوله ومن أجله. وهو الذي ساند النساء في كل موقع تولاه.
فماذا عن خديجة أحمد علي الشرفي. أليست فقط زوجة أحمد جابر عفيف؟ ولماذا يتم تكريمها كشخصية نسائية لهذا العام حالها حال زوجها الأستاذ أحمد جابر عفيف الذي نكرمه كشخصية رجالية لهذا العام أيضا؟ إنه سؤال يطرحه كل من عرف أن ملتقى الرقي والتقدم قد أخذ على عاتقه أن يكرم كل عام رجلا وامرأة كل بحسب ما ساهم فيه طبقا للظروف والملابسات التي تخص مساهماته .
الرائدات اللواتي يحفرن في الصخر:
> عندما تقرأ كتاب الدكتورة مارينا دي رخت عن الرائدات الصحيات في اليمن تجدها تحدثك عن نساء عرفتهن في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات، شكلن الريادة للعمل الصحي في تهامة وهن يعملن كممرضات أو مرشدات صحيات في ظل ظروف صعبة وفي ظل حماية اجتماعية محدودة، ومساندة حكومية أقل. وأغلب التدريب والعمل الذي قمن به اعتمد على مشاريع دعم أجنبية لها التزاماتها وشروطها وإمكانات استمرارها.
أما السيدة خديجة أحمد علي الشرفي فإنها رائدة في المجال الصحي وفي إرهاصات الحركة النسائية في اليمن في وقت ليس فيه دعم أجنبي ولا مساندة مجتمعية، فالحكاية تعود الى ما قبل الثورة. كان الأستاذ أحمد جابر عفيف قد عوقب على عمله الطيب في إدارة المعارف بتعيينه مديرا للمستشفى الوحيد في صنعاء.
وهو رجل مثل كل رجال النهضة أحلامهم أكبر من قدرة من يصادمهم، وحيثما تضعه يصنع من التراب إبداعا وتنظيما ورؤى مستقبلية، فقد لاحظ في اللحظة الأولى التي وضع فيها اقدامه في ذلك المستشفى البائس الذي كانت جميع الأمراض فيه في مكان واحد، ليس فيها أقسام ولا عزل لأمراض معدية عن أمراض طارئة، وممرضات قليلات يتم استحضارهن من أرض الحبشة بما يعنيه في تلك الأيام من تكاليف للسفر ونفقات توصيل واقامة. لا نملك كل تفاصيل القضية، فالأستاذ أحمد جابر عفيف يمر على هذه المرحلة من عمره مرور الكرام، لكن الأستاذة خديجة الشرفي تعتبر هذه المرحلة نقطة فاصلة في تاريخ حياتها، فهي المرة الأولى التي تذهب فيها مع كريمات العائلات المؤيدة للفكرة كي تتعلم مبادئ التمريض في المدرسة التي أدارتها القديرة عاتكة الشامي، وساندتها أمة الغفور ابراهيم ابنة شقيق الإمام أحمد.
كانت الدورة الأولى مدتها ثلاثة أشهر تعلمن فيها ضرب الإبر والمجارحة والإسعافات الأولية وشكلن الدفعة الأولى من العاملات الصحيات في البلاد، وقد انتهت الدورة خلال ثلاثة أشهر بسبب غضب الإمام أحمد من هذه المدرسة ومن نتائج أعمال دارساتها حيث شكلن أول نواة لجمعية نسائية تهتم بحماية الأمومة والطفولة.
وقد هدّدهن الإمام أحمد إذا لم يتوقفن عن هذا العمل ليجعلهن أرامل، وخلال فترة عمل زوجها في المستشفى صار لها دور، كانت تذهب للعناية بالمرضى وتقديم ما تستطيع من المهارات المحدودة التي تعلمتها. ثم كانت تدرب في مركز رعاية الأمومة والطفولة، وكانت تقوم بتعليم النساء القراءة والكتابة ومهارات الخياطة والتطريز ومهارات رعاية الأطفال وتغذيتهم الصحية.
النواة تثمر لكن الطريق لا تزال طويلة:
> اليوم في صنعاء يتم أيضا بمناسبة ثمانية مارس إعلان تدشين إنشاء التحالف الوطني لحماية الأمومة والطفولة، رغم أن المسافة بين أول مشروع شاركت فيه السيدة خديجة أحمد الشرفي تزيد عن خمسين عاما فإن البلاد تعلن اليوم تحالفا مماثلا، يسانده المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، فلا تزال الطبابة محدودة والعناية بالامهات قليلة.
لهذا يكون تكريم السيدة خديجة أحمد الشرفي لدورها الريادي هو تكريم لقضية لا تزال راهنة. فكل يوم تنخرط فيه امرأة في سلك العمل الصحي الذي تحتاجه اليمن بشدة، تواجه العاملات في هذا المجال صعوبات ومشاكل تجعل دورهن الريادي يتكرر كل يوم لأن الطريق لم تصبح حتى الآن ممهدة، ولأن نكران الجميل لا يجعلنا نتذكر النساء القدوة إلا لماماً.
فاللواتي حاولت البحث عنهن من زميلات الدفعة الأولى تمريض قد قسى في حياتهن الإهمال والنسيان لهن، حتى خشت البعض عن القول انه كان لها دور قبل الثورة كي لا تتهم انها من أذيال الرجعية، بينما يتم تمجيد أدوار كل الثوار التي قاموا بها قبل الثورة باعتبارها المخاض الذي قامت الثورة على أساسه، وهكذا يكون التكريم لامرأة مثل هذه هو إحقاق لحق حتى لو جاء متأخرا.. وكل عام وأنتم وكل نساء بلادنا بخير.
[email protected]
*عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024