الأربعاء, 01-مايو-2024 الساعة: 05:11 ص - آخر تحديث: 02:15 ص (15: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - أ.د.سيف العسلي
أ.د.سيف العسلي -
الانعزالية أعلى مراتب العنصرية!
الانعزالية هي العمل على عزل قوم أو الانعزال عنهم لأنهم في اعتقادهم أدنى مرتبة منهم، وقد يترتب على ذلك ممارسات بالغة في القسوة والوحشية، فالانعزال يؤدي إلى قطع صلات الرحم والصلات الإنسانية، وقد يصل الأمر بمن يعتقد بالانعزالية إلى ممارسة التطهير العرقي، والأمثل الحديث لمثل هذه الممارسات ما قام به بعض الصرب في البوسنة وما تمارسه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، ولا شك أن أعمالاً كهذه تعد أعمالاً ضد الإنسانية، قد حرمها القانون الدولي، وعلى هذا الأساس فإن من يدعو لها أو يروج لها هو في الحقيقة يمارس أعمالاً ضد الإنسانية ويجب أن يخضع لنفس العقوبات التي يخضع لها من يمارس هذه الأفعال في الواقع.
أما العنصرية فهي حرمان بعض البشر من بعض الحقوق لأنهم ينتمون إلى عرق مختلف مع الاستمرار في العيش معهم وبينهم، وبالتالي فقد يتعايش العنصريون مع من يعتقدون أنهم أقل مرتبة منهم وهكذا نجد أن الآثار الضارة المترتبة على الانعزالية أكثر بكثير من الآثار الضارة للعنصرية وإن كان كلاهما شراً.
إن الخطاب الذي يمارسه دعاة الجنوبية ينتمي إلى فكرة الانعزالية إنهم يعتقدون بأن اليمنيين (الشماليين) متخلفين وقبليين وبالتالي فإنهم أدنى مرتبة ممن يسمونهم بأبناء الجنوب العربي والذين هم في نظرهم أكثر تحضراً ونبلاً.
إن هؤلاء الانعزاليين لا يخفون هدفهم الحقيقي والمتمثل في سعيهم لتطهير المحافظات الجنوبية من أبناء اليمن "الشماليين" بدون استثناء، إن النتائج المترتبة على خطاب كهذا واضحة وهي السعي لطرد كل من ينتمي إلى الشمال أو ينحدر من أصول يمنية (شمالية) بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك استخدام طرق التصفية، فاليمني يعتقد أن وطنه هو كل اليمن ومن ثم لن يستجيب سلماً لأي دعوة لإخراجه من وطنه، ومن ثم فإن هدف هؤلاء الانعزاليين في حال نجاحهم ولا سمح الله هو طرد هؤلاء بالقوة أي ممارسة التطهير.
وعلى الرغم من خطورة هذا الخطاب فقد تلقفته العديد من القوى السياسية ووسائل إعلامها بالابتهاج متغاضية عن نتائجه الكارثية هذه على اليمن وعلى أنصارها وقواعدها، وربما أعماها عن رؤية ذلك رغبتها الجامحة بالوصول إلى السلطة والاستئثار بها بكل الطرق الممكنة، وبذلك فإنها تتشابه مع عقيدة الانعزاليين التي تبنتها بعض الشخصيات الفاشلة في الجنوب، لذلك فإن هذه القوى تشجع هذا الخطاب بكل ما أوتيت من قوة، فهي توفر له المنابر وتحشد له الأنصار وتكرم من يمارسه من قيادتها وكوادرها الحزبية بدلاً من طردهم وفصلهم على أقل تقدير.
إننا نقول لهؤلاء جميعاً إن الانعزالية ضد الحياة وضد الإنسانية وضد الدين وضد الأخلاق وضد الأعراف وبالتالي فإنها ستفشل بكل تأكيد.
إن ما يميز هؤلاء الانعزاليون ومن يتعاطف معهم هو فشلهم في مجال عملهم وفي مجتمعاتهم فيحاولون أن يعوضوا عن ذلك من خلال تبني قضايا تضر بهم وبغيرهم وبالوطن، وما يدل على ذلك هو تبريرهم لسلوكهم المشين.
إنهم بتركيزهم على ما يسمى بالقضية الجنوبية يصورون الوطن على أنه جغرافيا صامتة، إنهم بذلك يتجاهلون حقيقة أن الوطن هو الإنسان والأرض معاً وأن الأرض تابعة للإنسان وليس العكس، فاليمن يمن لأنه يسكنه اليمنيون ومميزات اليمن هي مميزات اليمنيين، فلا قيمة لأي جغرافيا مجردة عن الإنسان، فالإنسان الذي يعيش على هذه الجغرافيا هو الذي يعطيها التميز والمذاق الخاص والرائحة الخاصة.
إن إدانة هؤلاء الانعزاليين الفاشلين الوحدة اليمنية وانتقاصهم منها لا لشيء وإنما لأنها قصة نجاح ولأنها عملت وستعمل على تطوير اليمن فقد وحدت اليمنيين فتضاعفت قوتهم، ففاعلية الكل أكبر من فاعلية أجزائه إنها مكنت اليمنيين من استغلال ثروات بلادهم والتي كانت قبل الوحدة معطلة، فقد عملت على تكامل المواهب والقدرات.
الوحدة وحدت البشر القادرين على خلق الثروة وعلى تحقيق الإنجازات، الوحدة قضت على أسباب الحروب التي تعمل على تعميق العادات السيئة التي تحرم البشر من تطوير مهاراتهم وصفاتهم الحميدة.
الوحدة سمحت للطبيعة أن تنسجم مع نفسها فماء عدن يأتي من جبال تعز ولا يمكن قف ذلك ومياه إب والضالع والبيضاء تغذي وديان أبين ورمال مأرب والجوف وشبوة وحضرموت والمهرة تتبادل الزيارة مع بعضها البعض.
ولذلك فإن عداء هؤلاء للوحدة هو عداء للإنسان اليمني وللجغرافيا اليمنية، إن تنكرهم للوحدة هو تنكر لحقيقة أن عادات اليمنيين واحدة وسماتهم واحدة وأطوالهم واحدة وأجسامهم واحدة ولغتهم واحدة وأمثالهم واحدة وما يضحكهم واحد وما يبكيهم واحد وتجاربهم واحدة وعاداتهم الاجتماعية واحدة ومصيرهم واحد، فإعادة فرض الانعزال على المحافظات الجنوبية يعني فرض فوارق مصطنعة، إنه يعني بث الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد بهدف تبرير طرد كل من يختلف مع عقيدتهم الانعزالية هذه.
ولا شك أن ذلك سيرجع بالضرر ليس فقط على أبناء المحافظات الشمالية وإنما أيضاً على أبناء المحافظات الجنوبية، فغالبية أبناء هذه المحافظات هم وطنيون مخلصون وبالتالي فإنهم سيقاومون هذه التوجهات الأمر الذي سيعرضهم للطرد كما حصل لهم إبان حكم الحزب الاشتراكي في السابق فلن يقبل هذا المنطق أبناء حضرموت ولا أبناء شبوة ولا أبناء أبين ولا أبناء لحج، فالوحدة هي لصالح أبناء المناطق الجرداء مثل بعض مناطق الضالع لأنها تتيح لهم أن ينتقلوا إلى مناطق أكثر خصوبة.
على هؤلاء أن يتذكروا أن فرض الاستعمار العزلة بين أبناء اليمن الواحد لم يجعل الجنوب أحسن حالاً من الشمال، وعندما أغلق الحكم الإمامي اليمن الشمالي لم يكن الشمال بأحسن حال من الجنوب.. وعندما مارس الحزب الاشتراكي قبضته على الجنوب وفتح الشمال أبوابه لجميع أبناء اليمن، فقد تحسنت أحوال الشمال وساءت أحوال الجنوب.
علينا بعد هذا كله أن نواجه هؤلاء الانعزاليين الفاشلين ومن يتعاطف معهم بحقيقة أن محاولاتهم هذه هي ضد كل القيم الإنسانية وضد المصلحة الوطنية لأنها تعني الحكم على الشطرين بالتخلف والاختناق، إننا اليمنيين لم ولن نسمح بحدوث ذلك ومعنا الله وكل الخيرين في العالم، فعالم اليوم قد تخلص تقريباً من العنصرية ولن يتسامح مع من يمارس ما هو أسوأ منها أي مع من يتبنى الانعزالية.
*عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024