الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 11:42 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - بان كي مون
بان كي مون* -
بان كي مون يكتب عن: الوجه الجديد للجوع في العالم
تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً هائلاً. وتتعاظم التهديدات التي يطرحها الجوع وسوء التغذية، وبات الملايين من أضعف الناس حالا في العالم معرضين للخطر، لذلك، تدعو الحاجة إلى التصدي لهذه المعضلات على نحو فعال وعاجل.

فالهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية التي حددها قادة العالم في مؤتمر القمة العالمي للأمم المتحدة في عام 2000 إنما يرمي إلى خفض نسبة الجوع في العالم إلى النصف بحلول عام 2015. وإذا كان هذا الهدف يشكل آنذاك تحديا رئيسيا بالفعل، ولا سيما في أفريقيا التي تضم العديد من البلدان المتخلّفة عن الركب، فإننا صرنا نجابه الآن طوفانا حقيقيا من التحديات الجديدة.

فقد سجلت أسعار الأغذية الأساسية - القمح والذرة والأرز - أرقاما قياسية، إذ ارتفعت بنسبة 50 في المائة أو أكثر في الأشهر الستة الأخيرة. وانخفضت مخزونات الأغذية العالمية بنسب غير مسبوقة. وتتراوح الأسباب بين ارتفاع الطلب في الاقتصادات الكبيرة من قبيل الهند والصين، والأحداث المتصلة بالمناخ والطقس، مثل العواصف، والفيضانات، وحالات الجفاف التي دمرت المحاصيل في عدة بقاع من العالم. وتسبّب ارتفاع أسعار النفط في زيادة تكاليف نقل الأغذية وشراء الأسمدة. ويذهب بعض الخبراء إلى القول إن الزيادة في إنتاج الوقود الأحيائي قد أدت إلى تقليص كمية الغذاء المتاح لبني البشر.

ذلك هو الوجه الجديد للجوع الذي باتت آثاره تطال بشكل متزايد مجتمعات كانت في مأمن منها في الماضي. ولا محالة أن أشد المتأثرين هم الذين يطلق عليهم اسم ”بليون الحضيض“: أي الذين يعيشون على دولار واحد أو أقل في اليوم.

وعندما يبلغ الفقر بالناس هذا المبلغ، ويقضم التضخم أجورهم الهزيلة، فعادة ما يقومون بأحد أمرين: إما شراء كمية أقل من الطعام، أو شراء طعام أرخص، ذي قيمة غذائية أقل. والنتيجة سيّان - جوع أكبر وفرص أقل لكفالة مستقبل قوامه العافية. وما برح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يشاهد أسرا كان بوسعها الحصول على طعام متنوع ومغذٍّ فأضحت تتناول نوعا غذائيا واحدا، بل وخفضت عدد وجباتها الغذائية من ثلاث وجبات إلى وجبتين أو واحدة في اليوم.

ويعتقد الخبراء أن ارتفاع أسعار الأغذية ليس عرضيا، وإنما هو ظاهرة دائمة. ورغم ذلك، فبحوزتنا ما يلزم من الأدوات والتكنولوجيا لدحر الجوع وتلبية الأهداف الإنمائية للألفية. ونحن ندرك ما يلزم عمله. وكل ما نحتاج إليه هو الإرادة السياسية وتوفير الموارد التي يتعين تسخيرها بفعالية وكفاءة.

وأولاً، يجب علينا أن نلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة. ففي هذه السنة، يعتزم برنامج الأغذية العالمي إطعام 73 مليون نسمة في العالم، بمن فيهم ما يصل إلى 3 ملايين نسمة كل يوم في دارفور. بيد أن البرنامج يحتاج لتحقيق هذا الهدف إلى 500 مليون دولار إضافية لمجرد تغطية الارتفاع الحاصل في تكاليف الغذاء. (ملحوظة: 80 في المائة من مشتريات الوكالة مصدرها البلدان النامية).

وثانيا، يجب أن نعزز برامج الأمم المتحدة لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع الجوع. ويجب أن يتضمن ذلك تقديم الدعم إلى برامج شبكة الأمان الرامية إلى توفير الحماية الاجتماعية لتلبية الاحتياجات العاجلة، والعمل في الوقت ذاته على إيجاد حلول أطول أجلا. ونحتاج أيضا إلى إنشاء نظم للإنذار المبكر بغية التخفيف من آثار الكوارث. وبوسع برنامج التغذية في المدارس - بكلفة تقل عن 25 سنتا في اليوم - أن يشكل أداة قوية بشكل خاص في هذا الصدد.

وثالثا، يجب أن نتصدى للعواقب المتعاظمة للصدمات المتصلة بالأحوال الجوية التي تطال الزراعة المحلية، إضافة إلى العواقب الطويلة الأجل لتغير المناخ - على سبيل المثال عن طريق إنشاء نظم لدرء الجفاف والفيضانات يمكنها أن تساعد المجتمعات المحلية التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على الصمود والتكيف.

وأخيرا، يجب أن نقدم دفعة قوية للإنتاج الزراعي ولكفاءة السوق. فمن الممكن تلافي النقص في الغذاء بمقدار الثلث تقريبا من خلال تحسين شبكات التوزيع المحلية للمنتجات الزراعية والمساعدة على تحسين الصلات بين صغار المزارعين والأسواق. وفي غضون ذلك، تعمل وكالات الأمم المتحدة، من قبيل منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي وسواه من المنظمات في سبيل التشجيع على إحداث «ثورة خضراء» في أفريقيا عن طريق اعتماد العلوم والتكنولوجيات الحيوية التي تقدم حلولا دائمة للجوع.

بيد أن هذه الرؤية تخص المستقبل. أما الآن، فيجب علينا مد يد المساعدة إلى جوعى العالم الذين يرزحون تحت وطأة تصاعد أسعار المواد الغذائية. وذلك يعني بكل بساطة أن علينا أن نعترف بأن الأزمة عاجلة وأن نبادر إلى العمل بناء على ذلك.
*الامين العام للامم المتحدة
*المقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024