الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 09:35 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/ رؤوفة حسن
د/ رؤوفة حسن* -
سن الرشد
أخيرا وصلت اليمن الموحدة الى سن الرشد، فبلوغ الثامنة عشرة هو الوصول الى سن المسؤولية، هذه السن التي يسمح فيها بحق الانتخاب والتي يصبح المرء فيها مسؤولاً عن نفسه في المجتمعات الغربية كي يخرج من منزل أسرته ويبحث عن عمل أو يختار الدراسة الجامعية ويبحث عن منحة أو يعمل ويدرس أو يفعل ما يشاء فهي سن حرية الاختيار.
لكن سن الثامنة عشرة لدولة الوحدة من وجهة نظري تشبه السن التي تصل اليها فتاة في مجتمعنا اليمني، وهنا يكون وصولها الى هذه السن مثل غيره، فمهما كانت العائلة التي تنتمي اليها الفتاة في هذا المجتمع، فهي لا تصل الى سن المسؤولية والحرية في الاختيار، فهي فقط إذا كانت من نسبة العشرين في المائة من سكان المدن فإنها تكون قد اكملت الثانوية، وإن كانت من الثمانين في المائة الباقين في الريف فلا شك أنها قد تسربت من المدرسة منذ وقت طويل إذا كانت المدرسة قريبة من البيت، وإلا فإنها مثل نسبة الخمسين في المائة من بقية الفتيات لم تلتحق بأي مدرسة أبدا.
دولة اليمن الموحدة في بلوغها سن الثامنة عشرة إذا شبهناها بفتاة يمنية، فإنها محدودة الخيارات، ووالداها وجدودها يتحكمون في كل خطوة تخطوها. فوالدها وأسرته يعتبرون أن سلوكها هو مسؤوليتهم، وأن عليها أن تسير كما سارت جداتها من قبل وعماتها، وبقية أفراد الأسرة من الإناث، وأقاربهم من الجيران والعائدين من المهجر المجاور.
ووالدتها وأسرتها يعتبرون أنهم أكثر انفتاحا وتطورا من أسرة الزوج، وهم يرغبون لها ان تتعلم أكثر وأن تصبح مستقلة اقتصاديا، وأن تشق طريقا لنفسها يتلاءم مع الزمن الذي تعيشه، وعليها أن تأخذ من خالاتها اللواتي تعلمن في الخارج أيام الاستعمار وأيام السوفييت، وعملن في القطاعات المختلفة القدوة والنموذج.
إنها الثامنة عشر لا أكثر:
> هذه السن وهذه الظروف تجعل دولة اليمن الموحدة الفتاة في حال من الحيرة والتردد. فهاهي قد اكتملت انوثتها وصارت جميلة حسناء تأخذ بألباب المحبين والراغبين في الوصول اليها والحصول على رضاها. والخطاب قد أرسلوا المراسيل وحاولوا الدخول من الأبواب السليمة. بعضهم رشح نفسه بهذه الطريقة في الخطوط المسموحة والمقبولة.
وآخرون يعرفون أنهم لوا استطاعوا الوصول إلى قلبها بلفت نظرها من الشباك أو في الطريق عبر وردة بغصن تلتقطه دون أن تجرحها أشواكه ربما يكون طريقهم أقصر.
وهي لم تقرر بعد هل تستمع لوالدتها وخالاتها فتدخل الجامعة كي تواصل المعرفة لتصبح أكثر فهما للمستقبل الذي ينتظرها، وتحصل على مهنة تمنحها مكانة مرموقة وقدرة مالية ومنافسة في سوق العمل لوظيفة دون وساطة. أم تخضع لأفكار أبيها وعماتها في أن تكف عن التعليم وتدخل الحياة الزوجية وتأمن في ظل حماية مجتمعية بأملاك الزوج وأمواله، أو بقوة عمله.
إنها سن الثامنة عشر لا أكثر. هي لم تقرر بعد أين المسير؟ ليست حرة الاختيار كما نظن بهذه السن، وحق الانتخاب الذي حصلت عليه لن يعني انها فورا ستعرف من تختار أو ماذا تختار، أو ماذا تريد.
قد يحسم أحد الوالدين خياراتها، وقد يتنازعان ليهدد أحدهما الآخر بالطلاق. والظريف أن كل ما سيصدر عن الوالدين من عنف وألفاظ متبادلة قاسية هو نابع كله من حب ابنتهما ورغبتهما في سعادتها ولكن كل منهما على طريقته الخاصة. وهي تتأمل حسنها في المرآة وتحتار أي نوع من الأزياء سيصبح الموضة الملائمة لها خلال هذا العام.
كل عام وانت حبيبتي:
> نتبادل التهاني ونصافح بعضنا البعض لبلوغ دولة وحدتنا سنها الثامنة عشرة نلاحظ أن يدها مربوطة لأنها سقطت على يدها اليسرى وهي تجرب قوتها في القفز، ونقول أنه سن البهجة والزهو بالصحة والقوة، ونردد ستكبر وتنسى ويندمل الجرح وينحي.
ونلاحظ الخدوش في قدمها اليمني عندما كانت تجري على الشاطئ الصخري وفي حافة البستان المليئة بالشوك فنقول انها فقط ستتعلم من التجربة أن تتقي مواقع الألم، وأن تحمي نفسها من الطرق المحفوفة بالمخاطر، وربما نحذرها من خطورة اللعب بالنار والسير في مزالق الأشواك.
نغني لها: كل عام وأنت حبيبتي.. ونطفئ الشموع ونزدهي بأننا لا نزال معا. لكننا بكل القلوب نخشى عليها من شدة حبنا، ومن الوقوع في غرام محتمل. فهي في عنفوان الجمال، ورائحة شبابها تشيع في الأرجاء دعوة للوصل، تغرى كل طامع طافح بالأمل.
وكل عام وأنتم أيها القراء جميعا بخير.
[email protected]
*عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024