الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 09:33 م - آخر تحديث: 09:30 م (30: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
حوار

نائب الرئيس

المؤتمر نت-متابعات -
مؤتمر صنعاء جاء لإيجاد نوع من الاتجاهات في المنطقة خاصة أن سياسة القطب الواحد تستهدف الشرق الأوسط

نشرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم حواراً مع عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية تناول فيه قضايا عديدة ولأهمية ما جاء في الحوار يعيد(المؤتمرنت)نشره
نص الحوار:
* ما هي إمكانية تنفيذ توصيات مؤتمر لا سلام من دون عدالة في ظل الخصوصية القبلية للمجتمع المدني؟
ـ بالنسبة للمؤتمر الذي عقد في صنعاء خلال أيام كان بمبادرة أوروبية وقبلنا استضافته واتفقنا مع الأوروبيين ومنظمة لا سلام من دون عدالة وذلك من أجل إيجاد نوع من الاتجاهات في المنطقة وتعدد الأقطاب في الوقت الحالي خاصة أن سياسة القطب الواحد تستهدف الشرق الأوسط فقط وزادت هذه العملية بعد أحداث 11 سبتمبر. ونحن نرى في اليمن ضرورة أن يجري الوضع العربي في اتجاه الديمقراطية وحرية الصحافة وحقوق الإنسان والمتغيرات الجديدة التي يتمسك بها النظام العالمي الجديد.
يجب أن نسير وفق هذا الاتجاه واذا لم نفعل ذلك فإن العالم سوف يسير من دوننا وسنجد أنفسنا نقف في محطة القطار من دون أن نسير معه في هذا الاتجاه.
* هل يمكن أن يسير اليمن مع قطار الديمقراطية الجديد وفق النماذج المطروحة حالياً؟
ـ نحن نشعر بأننا جزء من هذا المجتمع وأنه يجب أن نسير، نعم لنا خصوصيات وعندنا صعوبات مثلاً عندما بدأنا الديمقراطية والتعددية السياسية في اليمن كانت لدينا صعوبات كثيرة قبل 13 عاماً ولكن قررنا أنه بدلاً من أن نقف يجب أن نسير وإلى الآن أجرينا ثلاثة انتخابات نيابية لمجلس النواب وانتخابات رئاسية مرة، وانتخابات المجالس المحلية.
والآن نجد أن هذه التجربة تتطور يومياً ولدينا لجنة مشكلة لادارة الانتخابات من جميع الأحزاب ولها استقلالية ويتم اختيارها من قبل البرلمان، ومن حق الرئيس اختيار لجنة في حدود 7 شخصيات لهم حق الإشراف على العملية الانتخابية ولها نظمها وقوانينها وادارتها وتعاملها مع الأحزاب ونشعر أنها تجربة تختلف نوعاً ما عن أية تجارب أخرى، وعندما تجرى الانتخابات نجعل لكل مرشح في الانتخابات مندوباً على كل صندوق للأشراف على الفحص للأصوات وهذه تجربة جديدة قمنا بها حتى نتجنب المشاكل وكما هو معروف في اليمن صعوبات، تعصب قبلي، شعب مسلح.

* كيف تتعامل الدولة مع مسألة السلاح خاصة أن كل الشعب اليمني مسلح؟
ـ عندما تجري الانتخابات يمنع على المواطنين حمل السلاح.
* هل التزموا؟
ـ التزمت كل الأحزاب السياسية.
* هل النظام المؤسسي للدولة يساهم في إنهاء القبلية في اليمن؟
ـ نحاول السير في الاتجاه المؤسسي للدولة ونحن نعتبر أن عملية الأحزاب في اليمن هي نوع من تقليص النفوذ القبلي، لأننا لا نستطيع بناء مؤسسات في ظل نظام الدولة ونظام القبيلة. ولهذا أصبحت الأحزاب موجودة في كل قبيلة والخلاف يكون داخل اطار القبيلة أو المرشح ولكن بدأت القبيلة تتحول تدريجياً في اطار الحزب الجديد والدولة المؤسسية وهذا مانحاول السير فيه ووجدنا أن التعدد السياسي والحزبية هي المعالجة الصحيحة لتقليص دور القبيلة في المجتمع. هذا متفق عليه نحن والأحزاب.
* كيف ترى الموقف الأميركي الذي مارسه على بعض مستويات التمثيل في مؤتمر صنعاء وهل هذا نوع من التراجع الأميركي عن خلق تجربة ديمقراطية خاصة في المنطقة؟
ـ الولايات المتحدة لم تصدر علينا بأنها ضد المؤتمر وأنها قضية تمثيل واشنطن في المؤتمر بمستوى السفير أعطت قراءات مختلفة عن ضغوط أميركية مورست لخفض مستوى التمثيل، وهذا لايعنينا بدرجة أساسية بقدر ما يعني التنافس الأوروبي ـ الأميركي في المنطقة.
* هل تعتقد أن هذا التنافس يستهدف تقليص النفوذ الأوروبي في المنطقة في نشر مفاهيم محددة للديمقراطية وحقوق الانسان؟
ـ أعتقد أن هناك خلافاً واضحاً ما بين الأوروبيين والولايات المتحدة في قضية المحكمة الجنائية الدولية، لأن واشنطن ضد هذه المحكمة وتوجهاتها وتمارس ضغوطاً حتى لا يوقع أحد على موضوع المحكمة وعندما وجدت أن عنوان مؤتمر صنعاء «الديمقراطية وحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية»، توقفت واشنطن عن المشاركة بالتمثيل المرتفع واكتفت بالسفير لأنها تعرف أن هذا الموضوع يتناقض مع سياستها.
* هل كانت هناك رسالة أميركية في هذا المؤتمر فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الانسان؟
ـ الولايات المتحدة تدعم اتجاه اليمن الخاص بالديمقراطية وحقوق الإنسان ولدينا مقر للمعهد الديمقراطي الأميركي ومهمته التي أنشئ من أجلها أن يشرف على القرن الأفريقي ومنطقة الجزيرة والخليج وعقدنا قبل ثلاث سنوات مؤتمراً للديمقراطيات الناشئة في اليمن والولايات المتحدة ليس لديها أي تحفظ بشأن هذا الاتجاه.
* ما هي أبعاد التعاون اليمني مع الولايات المتحدة الأميركية في مكافحة الإرهاب وهل قدم اليمن بعض التنازلات للأجهزة الأمنية الأميركية؟
ـ في مكافحة الإرهاب تأثرنا أكثر من غيرنا وقبل أحداث 11 سبتمبر لم نجد من يسمعنا عندما انتشرت في اليمن ظاهرة خطف السياح وهذا أثر على اقتصادنا وكذلك حادثة المدمرة «كول» أثرت على ميناء عدن وعلى المنطقة الحرة في عدن. وطالبنا أكثر من مرة بأهمية التنسيق الدولي لمكافحة الإرهاب وقلنا إن هذا الإرهاب لايعرف حدوداً ولا دولة ولا هوية وانه يشكل خطراً على العالم كله وأن الشعوب هي التي تدفع الثمن. لكن للأسف لم يتجاوب المصري الذي كان يتحدث في لندن مع قناة الجزيرة أن أي سائح يذهب لليمن سيعود في أكياس «البلاستيك» ونسأل كيف يتحدث من داخل لندن وهو يهدد بالإرهاب والحكومة البريطانية لا تقول شيئاً.
وبعد أحداث 11 سبتمبر أدركت واشنطن ومعها العالم أن الإرهاب خطير ولا بد من مكافحته.. ونحن كنا نعرف أن هناك عمليات تدار من الخارج وكنا مقتنعين بذلك وسجلنا مكالمات للذين يعطون التوجيهات وكان عندنا قضية «نافكلي» الاسباني واعتقلناه في اليمن وهو يضرب سائحة ايطالية في «صنعاء» وقدمناه للمحاكمة وكان يقول إنه تلقى التوجيهات من المقر في لندن، وتلقى التعليمات أيضاً من غرفة عمليات في اسبانيا وهو أصلاً (سوري) ولكن عنده الجنسية الاسبانية وحكم عليه بالاعدام في اليمن وحاولت الدولة الاسبانية أن تتدخل في الحكم. اذن كان لنا ضحايا سائحون قتلوا وقنابل انفجرت، لكن ذلك كله كان قبل 11 سبتمبر. وكانت المواجهة فردية من جانب اليمن، ومصر أيضاً تعرضت وعدد من الدول العربية تأثر بذلك.
* ماذا عن التعاون الأمني بين اليمن والولايات المتحدة في مكافحة الارهاب بعد 11 سبتمبر؟
ـ اتفقنا معهم على أساس أن يكون التعاون بالنسبة لمكافحة الإرهاب من خلال تنسيق حصلنا بمقتضاه على مدربين أميركيين لتدريب فرق من الأمن وقوات خاصة متخصصة في مكافحة الإرهاب وهذا التعاون لازال مستمراً بيننا وبينهم والمدربون الآن أنهوا التدريب وحل مكانهم يمنيون يقومون بالتدريب ومعنا بعض المدربين الأردنيين يدربون الوحدات الخاصة، وهناك تنسيق بيننا وبين دول مجاورة في المنطقة، عقدنا اتفاقيات أمنية بيننا وبين الأشقاء في السعودية وقطر والامارات وسلطنة عمان، ومصر ومع ليبيا ومع الجزائر ومع المغرب كل الدول العربية وكلها اتفاقيات أمنية حول كيفية التعاون في مكافحة الارهاب.
* كيف يتم التنسيق ما هي الآلية؟
ـ التنسيق يجري مابين وزراء الداخلية والمؤتمر الأخير الذي عقده وزراء الداخلية قبل أيام في تونس وقعوا على اتفاقية كاملة لكل الدول العربية للتنسيق والتعاون ضد الإرهاب مثلاً عندما أرصد أنا في اليمن مكالمات أو يجري رصد مكالمات في دول أخرى لنفس الشخص يدرج الاسم في كل المطارات العربية وأصبح الآن هذا الموضوع تقليداً ومنذ حوالي ستة أشهر تقلصت الحوادث وعمليات الإرهاب وقد جاء ذلك نتيجة لهذا التنسيق لأننا نحاصر الإرهاب بالرصد ولا يستطيع أن يذهب لمكان غير مرصود.
* هل اكتشفتم عمليات كان متوقعاً حدوثها؟
ـ اكتشفنا عمليات كثيرة جداً كانت مدبرة وقمنا بمواجهتها من خلال التنسيق والذي تجنبنا الكثير من الحوادث وهي على وشك الحدوث وعندما يجري هذا التنسيق بين الأجهزة الأمنية في المنطقة فهو بهدف اكتشاف الجريمة قبل وقوعها أما بعد وقوعها أيضاً فهو تعاون لابأس به أن نظهر ونكشف عن الطرف الذي يقوم بالحادث.
* لماذا سمح اليمن للولايات المتحدة الأميركية باغتيال علي سينان الحارثي ( الرجل الاول لتنظيم القاعدة باليمن) في الطائرة من دون طيار الأميركية والتي اخترقت الأراضي اليمنية؟
ـ هذه العملية الخاصة بـ«أبو علي الحارثي» وهو قائد من تنظيم القاعدة وحاولنا معه حوالي ستة أشهر وقمنا بمطاردته مع الأجهزة الأمنية ومع كل الأطراف لم نتمكن من الامساك به وكان وجوده يضر باليمن وباقتصاده فقد قام بتفجير حاملة النفط الفرنسية التي حدثت في المكلا وكان يقوم كل يوم باحداث صعبة ولذا نسقنا مع الأميركان وتابعناه باتصالات الهاتف وربطنا الهواتف الخاصة به عبر الأقمار الصناعية وتم تحديد ربط الأقمار الصناعية بالطائرة من دون طيار وهذا كان تنسيقاً بيننا وبين الولايات المتحدة لأن هذا أصبح يشكل علينا ضرراً لأنه كل يوم يقوم بارتكاب حادث، وقمنا بمطاردته ستة أشهر ولم نتمكن ـ ولم يكن أمامنا سوى التعاون مع واشنطن لأن التقنية المتطورة ليست معنا. لأنه اليوم كان يتحدث من هاتف وغداً يتحدث من هاتف آخر وبالتالي الذي حدد ذبذبات الصوت الأقمار الصناعية والتقنية المتقدمة.. مثلاً لو تحدث فرد في هاتف وبعد قليل يتحدث في هاتف آخر يتحدد الصوت بالذبذبات ويقر أن الصوت هو لفلان ابن فلان.. وكان الحارثي لديه عدة هواتف وكان يبدل باستمرار.
* ماذا عن القبلية ودورها في مكافحة الإرهاب هل هي عامل مساعد أم عامل معوق؟
ـ هي لها جانبان ـ واحد سلبي والآخر إيجابي مثلاً أن يكون صاحب الإرهاب من نفس القبيلة تقوم القبيلة بالتستر عليه ولو كان من خارج اليمن فهي عامل مساعد للكشف عن الإرهاب وتتعاون كل القبائل كيف يمكن الإمساك به. واذا كان الإرهابي من قبيلة أخرى وهرب إلى قبيلة ثانية يكون عاملاً مساعدا. إذن تجربة القبائل في هذا الشأن لها إيجابيات وسلبيات.
* كيف ترى الوضع العربي ومسألة الضغط الأميركي على دول المنطقة لنزع أسلحة الدمار الشامل والتي لا تمتلكها المنطقة في الأساس وتركها لإسرائيل صاحبة أكبر ترسانة نووية في المنطقة؟
ـ هذا يعني بالنسبة للولايات المتحدة أنها تسير بالانحياز تجاه إسرائيل وتشعر كل الدول العربية بنوع من الألم للتعامل الأميركي لأنه فاق كل الاحتمالات وأصبح فجاً ومفضوحاً أن تتعامل مع إسرائيل بتعاطف كبير ومع العالم العربي والإسلامي بشيء آخر. وهذه الأشياء غير مقبولة لا في الوطن العربي ولا في العالم الإسلامي. والذي نطرحه ونتمنى على الإدارة الأميركية أن تحسب مصالحها وإذا أرادت أن تكون العادل الوحيد في العالم أو هي القطب الواحد في العالم فهي لايمكن أن تدير الكرة الأرضية كاملة بهذا الانحياز لإسرائيل والإساءة للعالم في المقابل لأن هذا التصرف يعجل بدخولها في مشاكل لا حصر لها فإذا كانت هي الآن تعاني من مشاكل في بلدين فقط هما العراق وأفغانستان مابالنا عندما تقع هي في مشاكل مع العالم الإسلامي كله.. لا تستطيع أن تسيطر أو تصل إلى أي مكان ولذا عليها أن تحاسب وأن تعيد النظر وأن تتعامل بنوع من العدالة كرب الأسرة اذا كانت تريد أن تحكم هذه الكرة الأرضية كقطب واحد.. لكن بهذه التصرفات هي تدفع بنفسها الى أسوأ من وضعها الموجود في العراق وأفغانستان.
* هل تودي السياسة الأميركية هذه إلى تنامي العمليات الإرهابية ضد الولايات المتحدة الأميركية؟
ـ هي الآن تعيش في حالة حرب ورعب فأي أميركي الآن في أي نقطة في العالم عليه أن يتوخى الحذر في تحركاته أما الفرنسي أو البريطاني أو الكندي أو الألماني فيسير في العالم بشكل طبيعي لكن اذا كان أميركياً عليه الحذر ويجب على واشنطن أن تفكر من هذا المنطلق لماذا الأميركي يكون حذراً على نفسه في كل قارات العالم هذا يعني وجود أخطاء كبيرة في السياسة الأميركية تضر بمصالح شعبها.
* هل تعتقد أن الخطوة التي أعلنتها ليبيا بنزع برامج أسلحة التدمير تشكل ضغطاً على دول أخرى في المنطقة خاصة سورية وايران؟
ـ بالنسبة لليبيين هم اتخذوا قرارهم بما يتفق ومصالحهم لأن الليبيين عاشوا في أزمة طويلة وفي حصار ولذا لم يكن معهم مخرج إلا بهذا الإعلان.
* هل تتوقع أن تلتزم واشنطن تجاه ليبيا وتنهي الأزمة؟
ـ البشائر لا تبشر بالخير لأن الرئيس الأميركي قبل أسبوع أعلن مد استمرارية المقاطعة الاقتصادية لليبيا وأن التصريحات الخاصة بأن هناك لقاء بين بلير وبوش والقذافي هذا الحديث لم نجد له صدى حتى الآن.
* كيف ترى مسألة الخلط الأميركي بين الإرهاب والمقاومة؟
ـ الدول العربية واليمن تفرق مابين الإرهاب والمقاومة للاحتلال واتخذت عدة قرارات في الجامعة العربية أن الإرهاب يعني التخريب أما فيما يتعلق بفرد يناضل من أجل التحرر وإنهاء الاحتلال فهذا عمل شرعي تقره مواثيق الأمم المتحدة وحتى الولايات المتحدة الأميركية ناضلت من أجل التحرر والاستقلال ـ ومع ذلك فإنها ترى النضال من أجل الاستقلال في الشرق الأوسط إرهابا! وذلك لدوافع منها اما أن تسير تحت المظلة الأميركية أو أن تكون ارهابياً. وأنا أتذكر عندما قامت الثورة في جنوب اليمن في عدن ـ عندما تصعد إلى الطائرة من لندن إلى عدن توزع ورقة ـ مضمونها ـ أنك ذاهب لعدن لن تجد في هذه المدينة من يرحمك أنها منطقة الارهاب وعليك أن تتوخى الحذر ـ هذا كان سائداً منذ عام 1965، 1964، فكلمة الارهاب دائماً تتبع الاستعمار والاحتلال وليست جديدة الآن. وهذا لأن عدن كانت تقاوم الاحتلال وهذا في رأيهم ارهاب.
* كيف يتم معالجة الوضع العربي بعد 11 سبتمبر وسقوط بغداد؟ وهل المبادرة اليمنية والعربية للجامعة العربية يمكن أن تؤدي إلى مؤسسة عربية متطورة تصون المصالح العربية؟
ـ نحن نشعر الآن أن العالم يسير نحو التجمعات الاقتصادية والأمنية في العالم كله وان اصلاح العالم العربي يعني هو العالم الذي أصبح مفككاً وأن منظومة الجامعة العربية القديمة أصبحت لا تساير المتغيرات في العالم. والمقترح اليمني معه مقترحات مصرية وسعودية وقطرية وسودانية ونحن أخذنا من كل هذه المقترحات وقمنا بتجميعها على أساس أن يكون مقترح موحد ونسميه أية تسمية ليس بالضرورة أن يكون الاتحاد العربي أهم شيء أن نصل لمنظومة عمل متطورة تستطيع أن تواكب العصر، في الجوانب التالية: الاقتصادي والأمني وكافة الملفات ويجب أن ننظر إلى السوق الأوروبية المشتركة التي قطعت شوطاً كبيراً جداً وهي بدأت بعد الجامعة العربية رغم اختلاف اللغة والاقتتال الذي حدث فيما بينهم واحتلال حيث احتلت ألمانيا جزءاً كبيراً من أوروبا وصراعات كبيرة ولكنها أي أوروبا (دفنت الماضي كله) وتسير اليوم بخطى متسارعة، ونحن لانريد أن نصل لأوروبا لكن أقل شيء أن نصل للحد الأدنى حتى نحافظ على مصالحنا الاقتصادية والأمنية والقومية. ورأينا في مؤتمر صنعاء رئيس البرلمان الأوروبي يتحدث باسم كل أوروبا.
* هل لديك هواجس بعدم اتفاق العرب على مبادرة تطوير الجامعة العربية؟
ـ المبادرة مطروحة للجميع فيها من تجارب الاتحاد الأوروبي ومن كل المبادرات العربية المقدمة ومن الاتحاد الأفريقي ونرى أن اقرارها في قمة تونس يعود إلى الفهم العربي للوضع السائد في العالم والادراك بخطورة الوضع وأنه لايوجد أي دولة عربية تستطيع أن تسير بمفردها.
* ألا تتفق معي أن هناك ادراكاً بخطورة الوضع ولكن التحرك ليس بنفس المستوى؟
ـ هناك من ينظر إلى العرب باستغراب ويتساءل هل يتفق العرب؟ هل يمكنهم الاتفاق على مبادرة تطوير الجامعة؟ هم يسألون حتى الأوروبيون والسياسيون هل معقول أن يتفق العرب على اتحاد عربي؟ واعداد من السفراء الأوروبيين يسألون ماذا تريدون من هذه المبادرة هل معقول أن يتفق العرب؟ والجميع منزعج لأنه الشيء الذي يفترض أن يكون في صالح العرب ويريدون أن تظل بلدك سوقاً لهم ويأخذون منك ما يريدون ويعطونك الذي يريدون بالأسعار التي يريدونها.
* اتجاه اليمن في تعامله مع الاتحاد الأوروبي وهل هذا يعد معادلة لايجاد أقطاب جديدة بجوار الولايات المتحدة الأميركية؟
ـ نحن نؤمن بأن عملية القطب الواحد ليست من مصلحة الأمة العربية ونحن نريد عالماً متعدد الأقطاب تسير فيها الدول تحت مظلة الأمم المتحدة وأن تسود العدالة والمساواة وهذه هي سياستنا ونرى أنها المخرج، بعد خروج الاتحاد السوفياتي من القطبين عندما كنا نؤمن بتعدد الأقطاب والالتزام بقوانين الأمم المتحدة والشرعية الدولية، أما عملية القطب الواحد والقرار الواحد فالدول العربية هي التي تدفع الثمن.
ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، أما بالنسبة لشرق آسيا هناك دول استطاعت أن تنظم أنفسها واستطاعت أن تقطع شوطاً.
* أيهما أوسع حجماً التعاون مع أوروبا أم مع الولايات المتحدة الأميركية؟
ـ حجم التعاون العربي الاقتصادي مرتبط بأوروبا أكثر من الولايات المتحدة الأميركية وتتأثر ثقافيا.
* إذن الهيمنة الأميركية سياسية لكن على أرض الواقع هناك قطبان أميركي وأوروبي هل تعني هذا؟
ـ هذا أمر واقع لكن بالنسبة لمصلحة العالم العربي لا بد من وجود متعدد للأقطاب. واضافة لذلك هناك تأثر عربي بأوروبا أكثر ـ لأنه كان موجوداً في المنطقة ومنذ سنوات وقبل هيمنة أميركا.
* ماهي الرؤية اليمنية لعملية السلام في الشرق الأوسط.. هل ستعود إلى ما طرحه عبد الناصر «ان ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»؟
ـ المواجهة مع اسرائيل أو الدخول في حرب معها تكون الحسابات خاطئة لأنه يواجه الولايات المتحدة الأميركية بالسلاح الأميركي والقوة والنفوذ الأميركي، وكلما اتخذ قرار في مجلس الأمن بشأن اسرائيل ترفضه الولايات المتحدة وتستخدم الفيتو لأن عندها انتخابات ولابد أن ينجح الرئيس فيها.
* لكن قاعدة اسرائيل أصبحت رخيصة مقابل التواجد الأميركي في العراق وبعض العواصم العربية اذن لماذا تظل مصلحة أميركا لدى اسرائيل؟
ـ نظرتي الشخصية لا تختلف عما طرحه مهاتير محمد بأن اسرائيل هي التي تحكم من وراء الكواليس وهي الحاكم في أميركا.
* هل وصلت العلاقات بين اليمن والسعودية لمستوى الشراكة الكاملة في مجالات التعاون المختلفة؟
ـ أنجزنا حلولاً عملية لصراع الحدود الذي استمر 70 عاماً وقد حسمت في يونيو (حزيران) عام 2000 وتم ترسيم الحدود. والآن هناك شركة ألمانية قائمة بترسيم الحدود وعلى وشك الانتهاء وبعد ذلك كل شيء ممتاز. وبالفعل انتقلنا إلى الشراكة لدينا استثمارات سعودية في اليمن والعلاقات تسير على قدم وساق وأعطيت توجيهات للوزراء وللمؤسسات كيف تتعامل مباشرة من دون قرار الدولة تجنباً لأية اجراءات بيروقراطية وقطعنا للآن شوطاً كبيراً. وفيما يخص مجلس التعاون الخليجي اتخذ قرار في مسقط قبل عامين بانضمام اليمن لعدد من مؤسسات المجلس في الجوانب الاقتصادية والصحة والتعليم.. وسوف يأخذ الانضمام الكامل وقته لأن هناك بعض أشياء بحاجة الى تعديل في الأنظمة والقوانين ونحن نقوم الآن باجراء بعض القوانين والتعديلات في المنظمات التي قمنا بالانضمام إليها مثل التربية والتعليم حتى نوحد المناهج وكذلك في الجوانب الصحية كيف نتعامل، وكل شيء يسير ولسنا في عجلة من أنفسنا، كل شيء يأخذ وقته ونحن نفكر فيما هو استراتيجي أكبر وليس على أساس اليمن والخليج وانما الوطن العربي كله في خطر ونحتاج جميعاً ان نكون كتلة واحدة حتى نواجه الخطر الأكبر، وأنه لا يكون ويقف في محطة القطار والعالم يسير من دوننا، وبالتالي القضية ليست بالنسبة لنا أن يدخل اليمن مجلس التعاون أم لا وانما قضيتنا كل العالم العربي ووضعه وموقعه على الخريطة الدولية ونحن نريد أن يتخذ العالم العربي قرار استراتيجي كبير حتى يواكب العالم ويواجه التحالفات واذا لم يحدث سوف نندم جميعاً.. ومعنا حتى عام 2005 وبعد ذلك تطبق اتفاقية التجارة العالمية وينفرد بنا العالم دولة وراء أخرى.















أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024