الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 12:46 ص - آخر تحديث: 12:11 ص (11: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د/ سعاد سالم السبع -
من سيوقف خطر التآمر على مستقبل التعليم في بلادنا ؟
لم تعد الأسرة اليمنية كما كانت عليه سابقا عند استقبال الامتحانات الوزارية؛ فقد أصبحت معظم الأسر اليمنية هذه الأيام تعيش حالة من الاستنفار والقلق بسبب الامتحانات, وبدأ الخوف في عيون الآباء والأمهات قبل الأبناء , وانتقلت العدوى إلى الأبناء والبنات, وبدأ القلق يفوق الحد الطبيعي عند الآباء والأمهات والطلبة والطالبات, وبخاصة الجادون منهم؛

كنا في السابق نقلق إن لم يستعد الأبناء قبل الامتحان كما ينبغي، أما اليوم فقد صار القلق فوق طاقة الأسرة اليمنية قلق على التحصيل وقلق على مصير الأبناء في ظل عصابات الغش و بيع الإجابات، وقلق من عصابات بيع الدرجات بعد الامتحان من خلال التآمر في كنترولات التصحيح

من سيوقف خطر التآمر على مستقبل التعليم في بلادنا ؟...لن تستطيع وزارة التربية بمفردها فعل ذلك ... فقد صارت ظاهرة الغش وبخاصة في امتحانات الثانوية العامة لعبة الكبار ، لم تعد كما كانت في السابق من اختراعات الصغار وبراشيمهم بل صارت اليوم في كثير من المراكز الامتحانية حتى في المدن من اختصاص لجان الاختبار ومديري المراكز الامتحانية ...وما نقرأه من أخبار عن استبعاد لجان وتقديم أشخاص للمحاكمة يعد دليلا رسميا على أن ظاهرة الغش لم تعد سرية، لكن المؤكد أنه لا ينكشف ويضبط إلا القليل من الغشاشين، وربما فقط الذين تهاونوا في استخدام أساليبهم الشيطانية في تريب أمور الغش..

حقيقة الغش يمكن أن يجدها المسئولون إذا أرادوا على ألسنة الطلاب والطالبات أنفسهم ، إن ما يرويه الأبناء والبنات من حكايات لما يحدث في كثير من اللجان الامتحانية لا يجب السكوت عليه.. مزاد علني لأسعار الغش في كل مادة حسب وزنها، وحسب حالة الطالب الدراسية ، أسعار متفاوتة لمن يقوم بالغش حسب قربه من المسئولين وحسب التخصص .. أصبح الطلاب والطالبات يبكرون كل يوم بطلب قصد الغش من أسرهم قبل مصروف الإفطار وتختلف المدارس واللجان في الأسعار يبدأ القصد من 200 ريال إلى 500 إلى 1000 في القرى والحارات الشعبية ، ويعلو السعر في الأحياء الراقية .

الطلبة الجادون لا يتكلمون خوفا من استبدال دفاترهم بأخرى ضعيفة أو تلفيق تهم لهم إذا اعترضوا على ما يحدث ...والغريب في الأمر أن المراقبين الذين يخافون الله ولا يسمحون بالغش أو يمارسونه في الجان الامتحانية يتعرضون للسخرية والتهديد، ويمكن تلفيق التهم لهم واستبعادهم من قبل المسئولين عليهم إذا كانوا ممن رسموا خططهم لاستثمار فترة الامتحانات .. كيف سيواجهون الله من يتآمرون على مستقبل أبنائنا ؟

قبل أيام شاهدت أحد طلبة الثانوية يضرب زميله ويشتمه بأقذع الألفاظ ويتهمه بخيانة الصداقة بعد خروجه من الامتحان لأنه لم يسمح له بالغش منه، وحينما سألته وهل من حقك أن تغش؟ قال بالحرف الواحد: وضعوا على لجنتنا مراقب معقد ولم يوافق على تغشيشنا ، بينما كانت اللجان الأخرى تمارس الغش، كان المراقبون فيها طيبين وكنت فقط أريد أن أنقل من صاحبي إجابة سؤال وغطى ورقته مني.. قلت له ولماذا لم تذاكر ؟ أجاب بسخرية ..أذاكر واتعب نفسي لماذا ؟ وبالأخير يمكن أن أدفع ثمن الدرجات التي أريدها في كل مادة .

أصبح الطلبة الجادون محبطين يجهلون مصيرهم في ظل فوضى الغش وجريمة التآمر على مستقبلهم ..لم يعد الأمل بالتفوق من نصيب المجتهدين، ولم يعد الوضع التعليمي مشجعا للمبدعين، صار الطلبة الجادون يكلمون أنفسهم بعد كل امتحان ويدعون الله أن تقع ورقتهم الامتحانية في يد مصححين عندهم ضمير ودين ليعطوهم حقهم .. صارت الأسر تحاول علاج إحباط الأبناء بتذكيرهم بأن الله يمهل ولا يهمل، ومن يطلع بالغش لابد أن يفشل لكنها حكمة لم يعد يصدقها الأبناء لأن ما يحدث من غش قد مكن من لا يستحقون ، وهمش من يستحقون ..

أحد الطلبة علق بمرارة على الحكمة بقوله: إن الغشاشين يحصلون بحكم درجاتهم على منح إلى دول متقدمة تعيد تعليمهم من جديد ... والمهم أنهم يتقدمون علينا مهما عملنا لن نصل.. فالمال وضعف الضمير وعدم الاهتمام بما يحدث ، قد جعل الأغبياء والمهملين والغشاشين في المقدمة ... مستقبل البلد في خطر .. من سيقود الأمة مستقبلا في ظل وضع تربوي مليء بالغش والتزوير؟ لابد من وقفة جادة أمام ما يحدث لأنه عبث بمستقبل الأمة..

* كلية التربية- جامعة صنعاء








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024