الإثنين, 06-مايو-2024 الساعة: 04:47 م - آخر تحديث: 04:47 م (47: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
حنان محمد فارع -
كفانا جلداً للذات !
منذ أيام وقع في يدي مقال لكاتب عربي جاء معنوناً بـ ( الصحافة بنكهة القات ) المقال يشن هجوماً مباشراً مستخدماً أسلوب الاستهزاء والازدراء بحق اليمن واليمنيين ، والنعت بأوصاف يخجل المرء من ذكرها .

فعلى سبيل المثال قوله : ( نتذكر شهرتها بالقات المخدر ولا أظن لـ «غدهم» وظيفة تتجاوز ذلك ) بالتالي لا يمكن توجيه اللوم على الكاتب بعد أن تكرم نيابة عنا بجلد ذواتنا؛ لأنه ببساطة سيقول : هذا ما تصنعونه أنتم بذواتكم ؟! وما كتبه لا يخرج عن كونه انطباعاً طبيعياً لما تعكسه الصحافة اليمنية بشكل خاص والمجتمع اليمني عامةً من جلد الذات والمجتمع تحت مسمى ( النقد اللاذع) بينما تتناسى الصحافة ــ المسؤولة الأولى ــ عن سمعة ومكانة اليمن، وتغيير نظرة الآخر إلينا.

إنها مرآة المجتمع ولا تتعاطى مع المجتمع اليمني وحسب ، بالمقابل ينساق الأفراد وراء تصوير حياتهم اليومية بالقاتمة، بالإمكان التكهن مسبقاً بالردود المتوقعة حول المقالة، وكلّ من يشحذ قلمه لغرض الإساءة ، حيث سيتم استعراض أمجاد اليمن في سالف العصر والزمان واستعادة الماضي الغابر، والمفارقة العجيبة أن الذات لا تزال تشعر بالخزي والدونية من حاضرها !

مقارنة خاسرة، تلك التي تحدث بين الماضي والحاضر، فلم يكن الإنسان اليمني القديم مدمناً على جلد الذات اليومية وشن الحرب الباردة على الذات وتحطيمها بمعول الهدم فقد تجاوز السلبيات وتدارك المعوقات بعيداً عن المقارنة، استطاع بذكاء ومهارة التخلص من إعاقته ، والخروج من خندق الانكفاء على الذات ، ومشاركة البشرية في صناعة التاريخ عبر التأقلم مع طبيعة واقعه والتغلب على الظروف المحيطة به والمحاولة الدائمة لعدم فقدان الثقة والهمة، مدركاً أنه إذا ما أُغلق باب ، فقد يكون هناك آخر في طريقه إلى الانفراج ، وحقق بسواعده القوية حضارة عريقة لا نزال - حتى يومنا - نستثمرها سياحياً ومصدر فخر ودخل لنا.
ثقافة جلد الذات عميقة الجذور و تتغلغل في أعماق الشخصية بما تعنيه من اجترار الأفكار السوداوية، واللوم الشديد للنفس والمجتمع ؛ إذ تكون مرتبطة بالمبالغة الشديدة في النقد السلبي وتقدير النتائج، فهي حيلة الإنسان العاجز غير القادر على مسايرة الأحداث وتغيير الواقع ، مما يذهل هو الاعتقاد أن التعامل بالقسوة المبالغة وجلد الذات والمجتمع بالسياط يسهم في إصلاح الأحوال، لذلك فإن اليمنيين معظمهم يخوضون يومياً حرباً مقدسة لسلخ الذات منذ الاستيقاظ صباحاً وحتى العودة إلى النوم مساءً ، حتى أدّت إلى نتائج عكسية وصلت لدرجة الإدمان ، وانطلاقاًً من نظرتنا تجاه أنفسنا ومجتمعنا ورؤية كل شيء قبيح ولا جدوى من إصلاحه تبدأ الإصابة بالإخفاق النفسي ومعالجة الضعف بمزيد من الشعور بالدونية وانتقاص الذات وتعميق الهوان في النفوس .

أدرك تماماً أن واقع حياتنا صعب، ومشاكلنا لا حصر لها، ومآزقنا متتالية ،ولدينا إشكالات بحاجة إلى حلول، وأمامنا مواجهة تحديات ينبغي تجاوزها، ومتطلبات للحياة المدنية، وإمكانات متواضعة، نكاد نعيش في عنق الزجاجة ودائرة مغلقة ندور حولها دون العثور على مخرج مناسب، مما أدى إلى غياب إرادة المقاومة، ولن تتجلى المقدرة على اجتياز الصعوبات بثبات وانقطعت الرغبة في الاستمرار بسبب تردّي المعنويات، مما يجعلنا نتجه صوب الاضمحلال شيئاً فشيئاً.

سنوات عديدة ونحن لا نرى ولا نسمع إلا السلبيات في جميع نواحي حياتنا، جلد الذات أعمى الجميع عن التفاؤل بأية بارقة أمل تلوح بالأفق، وحال دون التوقع بأي شيء إيجابي ، مع العلم أن لكل مجتمع إيجابياته وسلبياته والتركيز على السلبيات، وعدم خلق التوازن وتناولها بالنقد اللاذع والوخز المتكرر للذات يصيب الإنسان بالندب، مما يستلزم في هذه الحالة توفير غرفة عناية خاصة لإنقاذ الذات التي أصبحت ضحية على وشك الغرق وإجراء عملية إنقاذ سريعة، ومن ثمة العلاج عبر روشتة من طبيب مختص تتضمن تلقين المريض معنويات مرتفعة، وزوال المرض مرهون بالتفاؤل والأمل والمقاومة وضخ الطموح في شرايين النفس والمجتمع لنسابق الزمن وصولاً إلى أهدافنا .

فاصــــــلة :
٭ لماذا نتجاهل و نهمل المحاولات الإيجابية الجادة المبذولة على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومة للإصلاح على كافة الأصعدة ؟!
لنقف قليلاً ، نحاول معاً الإجابة على هذا السؤال، بعد التغلب على النظرة القاتمة للذات وإشاعة أجواء الأمل وإعادة التوازن (تفاءلوا بالخير ولا تتشاءموا ) قبل مغادرة الحياة.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024