الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 03:01 م - آخر تحديث: 02:58 م (58: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
فنون ومنوعات
آيات فاروق - اسلام اون لاين -
المحجبة والمتبرجة.. كلهن مٌتحرش بهن!
كشفت دراسة مصرية حول التحرش الجنسي بالنساء أن "المظهر العام للأنثى ليس معيارا للتحرش الجنسي" وأن "83% من المصريات تعرضن لمعظم أشكال التحرش الجنسي بدءا من الصفير والمعاكسات الكلامية، ومرورا بالنظرة الفاحصة لأجسادهن، ثم اللمس والتلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي، فالملاحقة والتتبع، وصولا إلى المعاكسات التلفونية، وكشف المتحرش لبعض أعضاء جسده، وذلك بالرغم من ارتدائهن الحجاب في وقت واقعة التحرش".

أكد د. إبراهيم البيومي غانم -رئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر- في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت" أن هذه الدراسة -والتي اقتصرت على عينة مقدارها 2020 مفردة من محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية فقط- لا يمكن أن تعتبر ممثلة للمجتمع المصري ككل، لكنها يمكن أن تعتبر مؤشرًا لوجود الظاهرة.
"
وهذا ما أيدته صاحبة الدراسة "رشا محمد حسن" في حوارها للشبكة، على أنه لا يمكن الجزم بأن نتائج دراستها عن التحرش الجنسي يمكن تعميمها على المجتمع المصري، لكنها تعبر إلى حد ما عن مدى انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في مصر.

وأضاف غانم أن "البحث إذا كان يستهدف الوصول لنتائج عن المجتمع المصري ككل فلابد أن تنطبق على العينة عدة شروط، أهمها: أن يتم اختيارها مما يسمى بالعينة القومية التي تستمد من نتائج التعداد الصادر من مركز التعبئة والإحصاء، ثم يتم اختيار عينة البحث من خلال عدة معايير، منها: التمثيل النوعي من حيث الذكر والأنثى، وتمثيل كافة الشرائح العمرية والفئات الاجتماعية في المجتمع، وتغطية كل من الريف والحضر، وأن توزع جغرافيا بشكل يغطي كافة أنحاء الجمهورية من الدلتا والصعيد ووسط مصر والمناطق الساحلية".

وأضاف: "قد يكون حجم العينة أقل من ألف مفردة، وتنطبق عليها المعايير السابقة وبالتالي تكون ممثلة".

وكان المركز المصري لحقوق المرأة قد أعد دراسة بعنوان: "غيوم في سماء مصر.. التحرش الجنسي.. من المعاكسات الكلامية حتى الاغتصاب، دراسة سوسيولوجية" قامت بها الباحثة "رشا محمد حسن"، وراجعتها علميا أ.د علياء شكري أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجي بجامعة عين شمس، أكدت شكوى عدد من النساء المصريات والسائحات الزائرات لمصر عادة من تعرضهن في بعض الأحيان لمضايقات وتحرشات في الشوارع، بالرغم من الطبيعة المحافظة للمجتمع المصري.

شارع آمن للجميع

وتأتي هذه الدراسة في إطار برنامج "شارع آمن للجميع" الذي يتبناه المركز -كما تؤكد الباحثة- لمكافحة ظاهرة التحرش الجنسي التي رصدها من واقع الشكاوى التي تلقاها وبلغت 100 شكوى خلال عام 2005 من نساء تعرضن لهذه المشكلة بمختلف فئاتهن العمرية وأوضاعهن الاجتماعية.

وتشير إلى أنه بتحليل هذه الشكاوى جاءت النتائج مختلفة عما هو شائع حول دور المتحرش بهن في دفع المتحرش أو أماكن وتوقيتات التحرش، ثم من خلال دراسة استطلاعية على عينة مكونة من 2500 مفردة من النساء المصريات في عام 2007 أكدت شيوع ظاهرة التحرش الجنسي بين نساء العينة، لتأتي بعد ذلك هذه الدراسة في محاولة لتقديم تفسير متكامل لهذه المشكلة وتحليلها في ضوء الواقع المصري الحالي، ولتساعد صانعي القرار وكافة الجهات المعنية لإيجاد طرق فعالة للحد منها؛ وذلك حسبما جاء في ملخص الدراسة.

وتعرف الباحثة مفهومها للتحرش في الدراسة بأنه: "سلوك جنسي متعمد من قبل المتحرش غير مرغوب به من قبل ضحية المتحرش؛ حيث يسبب إيذاء جنسيا أو نفسيا أو بدنيا أو حتى أخلاقيا للضحية، ومن الممكن أن تتعرض له الأنثى في الأماكن العامة مثل مكان العمل، والمؤسسة التعليمية، والشارع، والمواصلات العامة... إلخ، أو حتى في الأماكن الخاصة مثل المنزل، أو داخل محيط الأسرة، أو الأقارب، أو الزملاء... إلخ، وليس من الضروري أن يكون التحرش سلوكا جنسيا معلنا أو واضحا، بل قد يشمل تعليقات ومجاملات غير مرغوب فيها مثل الحملقة، والصفير، والعروض الجنسية، والأسئلة الجنسية الشخصية، إضافة إلى بعض الإيماءات الجنسية، والرسوم الجنسية، واللمسات غير المرغوب فيها... إلخ".

وتضمنت عينة الدراسة 2020 مفردة قسمت بالتساوي بين الذكور والإناث المصريين أي 1010 مفردة من الإناث و1010 مفردة من الذكور، وتوزعت هذه العينة على ثلاث محافظات هي: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، كما اشتملت الدراسة على عدد 109 من النساء الأجنبيات المقيمات في مصر، وتضيف في حوارها عن هذه العينة أن المناطق الجغرافية التي شملتها الدراسة لا تغطي كافة شرائح المجتمع المصري؛ لأنها عينة غير ممثلة للمجتمع المصري، وفي إطار ذلك تأتي النتائج منطبقة فقط على عينة الدراسة، ولا تنطبق على المجتمع المصري بكافة شرائحه.

صورة مغلوطة

وكانت نتائج الدراسة التي أعلنت في مؤتمر صحفي الخميس 17-7-2008 قد أثارت العديد من التساؤلات والانتقادات خلال الحوار المباشر الذي أجرته "إسلام أون لاين.نت" مع الباحثة الأحد 20-7-2008، وخاصة فيما يتعلق بتعريف التحرش وأشكاله وسمات ضحية التحرش ودوافع المتحرش؛ حيث اتفقت النساء في الدراسة على أن كل النساء بمختلف أعمارهن يتعرضن للتحرش الجنسي، في حين وجد أن غالبية عينة الذكور 62.2% أشارت إلى أن النساء في الفئات العمرية من 19- 25 عاما هن الأكثر عرضة.

وبالرغم من اتفاق العينة بين النساء المصريات والذكور على أن المظهر العام للضحية هو الذي يدفع الرجال إلى التحرش، فإن ما أقرته النساء المصريات يؤكد عكس ذلك؛ حيث تعرضت 83% منهن إلى معظم أشكال التحرش الجنسي بدءا من الصفير والمعاكسات الكلامية، ومرورا بالنظرة الفاحصة لأجسادهن، ثم اللمس والتلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي، فالملاحقة والتتبع وصولا إلى المعاكسات التلفونية، وكشف المتحرش لبعض أعضاء جسده، وذلك بالرغم من ارتدائهن للحجاب في وقت واقعة التحرش.

وأكدت رشا محمد في الحوار المباشر على أن هذه النتيجة تنفي وجود علاقة بين تدين الضحية أو مظهرها العام وتعرضها للتحرش، وإنما هي مشكلة أو ظاهرة مرتبطة بعوامل اقتصادية واجتماعية يعاني منها المجتمع المصري، بالإضافة إلى أن الدراسات التي تمت في دول أوروبية على نفس الظاهرة تؤكد أنها ظاهرة عالمية موجودة في كل المجتمعات، سواء كانت تدين هذه المجتمعات بالدين الإسلامي أو المسيحي أو اليهودي.

ورصدت الباحثة في دراستها تعرض غالبية عينة النساء للتحرش الجنسي على اختلاف أشكاله بصفة يومية في الأماكن العامة، وذلك في كل الأوقات سواء كان ذلك صباحا أو مساء أو بعد منتصف الليل؛ وهو ما ترك العديد من الآثار النفسية والاجتماعية على الضحية، إلى جانب الآثار الاقتصادية التي عكستها إجابات الأجنبيات في العينة؛ حيث أكدن تغير نظرتهن لمصر بعد تعرضهن لهذه التجارب، وهو ما أثار اعتراض بعض المعلقين من أن هذه الدراسة قد تؤدي إلى تشويه سمعة مصر وهو ما نفته الباحثة بقولها إنها تحاول طرح مشكلة تعاني منها النساء للوصول إلى حلول فعالة.

وعلى الجانب الآخر من العينة أكد 62.4% من الذكور قيامهم بشكل أو أكثر من أشكال التحرش وذلك في الأماكن العامة، والمواصلات، والمؤسسات التعليمية، وأماكن العمل، وأرجعوا دوافعهم إلى شعورهم بأن في ذلك اعترافا بذكورتهم، وإحساسهم بالثقة بالنفس، ورأى آخرون أن في ذلك إهانة وإذلالا للمرأة، بينما أرجع البعض الآخر هذا السلوك إلى التعود منذ الصغر، وبالرغم من هذه الاعترافات فإن غالبية عينة الذكور ألقت باللوم على الأنثى كتفسير لقيامهم بسلوك التحرش، وعبر البعض عن اعتقادهم بتقبل ورغبة النساء في تعرضهن للتحرش بقولهم: "الستات بتحب تتعاكس".

ردود أفعال سلبية

وحول ردود الفعل تجاه حوادث التحرش عكست نتائج الدراسة التناقض لدى عينة البحث؛ فبالرغم من اعتراف عينة النساء بالأضرار المختلفة الواقعة عليهن فإن الغالبية العظمى منهن لم يفعلن شيئا إزاء تعرضهن للتحرش، وأرجعن ذلك إما إلى خوفهن من تأثير ذلك على سمعتهن، أو من ردود أفعال الناس التي تلقي باللوم عليهن، بل اعتبرت النساء المصريات أن الصمت هو رد الفعل الأمثل تجاه التعرض للتحرش، وفي عينة الذكور أكدت الغالبية العظمى على تجاهلهم التام لحوادث التحرش التي شاهدوها، ليجيب البعض بقولهم إنهم يقومون بنفس الأفعال والسلوكيات فلا يحق لهم أن يمنعوا أحدًا من فعل هذه السلوكيات.

وعن أسباب انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في المجتمع المصري تجيب الباحثة بأن أهم أسباب ظاهرة التحرش الجنسي -كما أعلن عنها جمهور البحث المستهدف- هي سوء الحالة الاقتصادية، والبطالة، يليها قلة الوعي الديني، ثم ما يبثه الإعلام من مواد إباحية، وأيضا عدم وجود قانون يجرم ظاهرة التحرش الجنسي، ومن وجهة نظرها ترى أن هذه الظاهرة ترجع لعدد من العوامل الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، ومنها وجود عدد من العوائق التي تحول دون إقبال الشباب على الزواج.

توصيات

وفي ختام حوارها مع زوار الشبكة استعرضت الباحثة أهم التوصيات التي خرجت بها من دراستها كمحاولة لتقديم حلول للحد من انتشار مشكلة التحرش، ومنها:

أولا: ضرورة نشر الوعي بمفهوم التحرش الجنسي؛ حيث يعتبره البعض بأنه يتمثل في الاغتصاب وهتك العرض، ولكنهم لا يدركون أن هذا المفهوم مفهوم واسع يتضمن أي سلوك جنسي يؤدي إلى إيذاء المرأة نفسيا، أو جنسيا، أو بدنيا.

ثانيا: ضرورة العمل على تكثيف الدراسات والأبحاث الاجتماعية، والنفسية، والقانونية، والاقتصادية حول المشكلة.

ثالثا: إنشاء مكاتب لتلقي شكاوى التحرش الجنسي.

رابعا: استحداث قانون لتحديد مفهوم الفعل وتجريمه، فضلا عن إعطاء صلاحية الضبط القضائي لضابط الأمن في الشارع، وتحرير المحضر بدل القسم وذلك أسوة بشرطة المرور.

خامسا: في بلاغات التحرش وطرق الإثبات، إذا تكرر البلاغ على مرتكب الواقعة يكون سببا في إثبات الواقعة على مرتكبها.

سادسا: ردع الموظف الذي يشترك بأي شكل سلبا أو إيجابا مع الجاني ضد المرأة في حالة التقدم بشكوى منها ضده.

سابعا: تكثيف الوجود الأمني في الشوارع، وسرعة تحرير المخالفات ومساندة الضحية.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "فنون ومنوعات"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024