الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 06:42 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -   د/سعاد سالم السبع
د-سعاد سالم السبع -
التربية والإرهاب
الصدمة التي حدثت للجميع في الأيام الماضية بفعل العملية الإرهابية قرب السفارة الأمريكية، لن تمر بهدوء، ولا بد أن يتحمل الجميع مسئوليته (السلطة والمعارضة)، والفرجة لن تفيد، فقد يفاجأ أحدنا في أي يوم بأن ابنه من الإرهابيين خاصة في ظل انشغال الآباء عن الأبناء وفي ظل فراغ الشباب والشابات، لا بد من الاجتماع على مشروع وطني لإعادة تربية أبنائنا من جديد، تربية وجدانية تقيهم الانجرار إلى أتون التطرف والإرهاب، فالتربية والتربية و التربية -أكررها مليون مرة - هي المسئولة عن الإرهاب، لا أقصد الوزارة ولا من ينتسب إليها، بل أقصد العملية التربوية نفسها ...

لو لم يجد الإرهابيون فراغا فكريا وتعليميا وتربويا في عقول الصغار لما استطاعوا أن يستغلوهم وأن يجروا لهم عمليات غسل دماغ، وإحلال لأفكار ليست لها علاقة بأي قيمة من قيم الدين والمجتمع لدرجة أن يقنعوهم بأن مفتاح الجنة في يد من يقتل مواطنا آمنا أو جنديا يؤدي واجبه تجاه الوطن..

للأسف لم تعد المدرسة جاذبة للطلبة بل أصبحت طاردة لأبنائها بدرجة ممتازة، فما يحدث في المدرسة صار هما ثقيلا على قلوب كل الطلبة، وأتحدى أي ولي أمر أن يجبر ابنه على حب المدرسة، أو حتى إبداء الابتسامة عند الذهاب للمدرسة، صارت المدرسة كابوسا يقلق منام الأطفال، وصحوهم، وينتظرون الإجازة منها بفارغ الصبر حتى لو كانت إجازة كئيبة فهي في نظرهم أفضل وأمتع من الذهاب للمدرسة، لقد أصبح ذهاب الطلبة للمدارس إما إرضاء لأولياء الأمور أو هروبا من الجلوس بين جدران البيت، ولذلك لو أن الفرصة أتيحت للطلبة بأن يعبروا عن رأيهم بصراحة في العملية التربوية والتعليمية ومدارسهم وتم اعتبار هذه الآراء لصدر قرار جمهوري بإغلاق جميع المدارس أو تحويلها إلى مقاه للإنترنت أو معاهد للألعاب الرياضية.

لا أدري متى نصحو ونتحمل مسئولية التربية؟ وكل يوم نتلقى صفعة أكبر من التي قبلها، ولا أظن أن هناك صفعات أكبر مما يعمله الإرهابيون في أبناء الوطن وفي مصالحه، ونحن نسمع الأخبار ونشجب ونندد وبلا مبادرات فعلية لتغيير واقع أبنائنا وبناتنا، بل بالعكس نساعد الإرهابيين من حيث لا نعلم، ونخرج لهم من المدارس طلابا محبطين خاملين فارغين من الداخل.. لأننا في المدارس العامة نجرع الطلبة معلومات ليست لها علاقة باحتياجاتهم، وغير مقتنعين بها، وفي المساجد ومعاهد التحفيظ يكتفى بتلقينهم شروط الصلاة وترديد آيات قرآنية، أين موقع التربية الوجدانية والفكرية في حياة أبنائنا؟ أين التدريب على المهارات في مدارسنا ومعاهدنا؟ أين مستقبل الأبناء في خططنا؟ .


كل ما يحدث هو كلام في كلام يردده الكبار ليقنعوا أنفسهم بأنهم على ما يرام، لكن الواقع يبرز لنا كل يوم تحديا جديدا في أبنائنا ونحن نعد السبب في بروز هذه التحديات، فمن عصيان للوالدين إلى عصيان للقيم والدين إلى قتل النفس التي حرم الله بدم بارد.. هذا ما نشاهده وسوف يستمر إذا لم ندق جرس (التربية في خطر) هل يفكر التربويون حين يجتمعون بطلبتهم بخصائص الطالب الذي يعصدونه ويعجنونه ويخبزونه من غير حول له ولا طول، وهل لديهم معرفة باحتياجاته، وهل لديهم قدرة على النفاذ إلى توقعاته لحياته المستقبلية؟.

لا أظن أن هذا موجود في تربيتنا الرسمية، وأجزم أن ذلك موجود في مدارس الإرهاب، فما يحدث من عمليات إرهابية وآخرها عملية رمضان يدل من غير شك على أن الإرهابيين نشطون جدا في التربية الوجدانية ولهم قدرة على إعادة صياغة الصغار نفسيا وعقليا بالطريقة التي تخدم أهداف الإرهاب، ولست مع من يدعي أن الإرهاب سببه التمويل من الخارج، فلا يرتبط النشاط الإرهابي بالمال ولا بالجاه ولا بأي شيء من الحوافز الدنيوية، وحين يلف الإرهابي نفسه بحزام ناسف لا يمكن أن يكون تفكيره هو خدمة أحد مهما كان، لأنه ميت ولن يرى أثر هذه الخدمة على الآخر، ولكن هدفه الأساسي هو إرضاء نفسه التي تمثلت قيم الإرهاب وأقنعته بأن في موته خلاصاً من حياة بائسة إلى حياة سعيدة خالدة طريقها قتل نفسه وأكبر عدد من الأبرياء.
لقد نجح قادة الإرهاب في استخدام البرمجة العصبية والنفسية، فأعادوا تربية أعضائهم؛ وحولوهم إلى دمى يحركونها بالرموت كنترول دون أن يحس هؤلاء الأعضاء، فهل نتعلم منهم لنعيد ثقة أبنائنا بالتربية والمدرسة والأبوين؟!!

كلية التربية - جامعة صنعاء
[email protected]









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024