الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 08:19 م - آخر تحديث: 06:49 م (49: 03) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
أمين الوائلي -
عن جريمة الأربعاء: "المسرح" و"شر البلية"
قبل أن نسأل: ما الذي حققه منفذو الهجوم الإرهابي في العاصمة صنعاء يوم الأربعاء الماضي؟ دعونا نسأل: ما الذي يحققه الإرهاب والإرهابيون عموماً؟ وبطريقة أخرى ما هي الأهداف أو المشاريع الجهادية، التي يخدمها أناس احترفوا القتل والتدمير والانتحار وإزهاق دماء وأراح اليمنيين؟
وعودة إلى جريمة الأربعاء الماضي ما هي الرسالة والغاية التي انتحر لأجلها وبسببها ستة أشخاص هم منفذو الهجوم ، والذي راح ضحيته عشرة مواطنين يمنيين بينهم ستة جنود، تصدوا للمهاجمين وتمكنوا بشجاعة وفدائية منقطعة النظير من إحباط محاولة اقتحام حرم السفارة الأمريكية بالسيارتين المفخختين، وبالتالي لجوء الإرهابيين إلى تفجيرهما خارج حرم السفارة.

يستحيل على عاقل أو مجنون إيجاد ذريعة واحدة لتبرير الانتحار الدموي الذي ينم عن يأس حقيقي يدفع بأصحابه إلى الإعلان عن أنفسهم وعنه، بتلك الطريقة المرتجلة والعدوانية والانتحار برخص لا مزيد عليه.!
أراد الإرهابيون – "القاعدة" أو"الجهاد" أو من كان ، فجميعهم سواء في الدم والتعطش إلى القتل – أن يصنعوا مناسبة سريعة ومباغتة للانتقال والثأر على خلفية تهديداتهم، عقب الضربة الموجعة التي نالتهم مؤخراً في " تريم" والكشف عن خلايا عدة في "المكلا" وإحباط مخططات واعتداءات قادمة أو مرسومة.

ولأن الأمر كذلك كان علينا – كما أشرت وشددت أكثر من مرة وفي هذه المساحة والزاوية – أن نقرأ أفكار "العقلية الإرهابية" وأن نتوقع ردوداً منفعلة ومتسرعة – أو سريعة – كالتي قدمتها جريمة الأربعاء بصنعاء ، ولا أزال عند رأيي وموقفي السابق من ضرورة تفكيك العقلية الإرهابية وتضييق الخناق على خياراتها العملية في الواقع وعلى الأرض. ويمكن توقع جرائم مشابهة أخرى وفي أماكن مختلفة على نفس الموال والمنهجية المتحفزة إلى الانتقام بيأس وبدموية دعائية صاخبة!

بالمنطق ذاته.. يستحيل على مخططي ومنفذي جريمة الأربعاء ومن ورائهم التباهي أو التفاخر بالحصاد المر الذي آلت إليه الجريمة أو العملية اليائسة على مقربة من سفارة واشنطن . فأي شرف أو فضل يمكن التماسه في هذه الحالة المريعة، والمروعة أيضاً، من الانتحار الرخيص والموت المجاني كيفما تأتى؟ الأمر الذي يسلط الضوء مباشرة على حجم ومقدار اليأس والانهيار المعنوي النفسي الذي يُداخل جماعات العنف والإرهاب، بعد الانهيار الأخلاقي والقيمي بكل تأكيد.

يكذب الإرهابيون إذا هم جعلوا جريمتهم النكراء تلك وسيلة لابتزاز أصداء إعلامية ودعائية – أو ربما سياسية أيضاً - عبر انتقاء مسرح شديد الخصوصية على الأرض لتنفيذ جريمتهم، بمحاذاة السفارة الأمريكية أو على مقربة من سورها المنيع وتحصيناتها الهائلة. وهم يعلمون، قبل وأكثر من غيرهم أن الوصول بسياراتهم المفخخة إلى ما وراء أسوار وتحصينات ومسافات المبنى الخاص بالسفارة وتفجيرها داخل حرمها أمر غير قابل للطرح أو مجرد التفكير والمناقشة من أصله، ولو حتى على سبيل الافتراض الأبعد؟
إذاً، وببساطة كان الهدف إحداث زوبعة إعلامية، وكان الهدف هو الانتحار المدوي، وقتل من أمكن قتله من اليمنيين – جنوداً ومواطنين – كيفما تأتى، وكان الهدف، ثالثاً، هو إيهام الذات الموجوعة بأن ثمة فرصة أو مناسبة للانتقام، والاشتفاء المرضي، وجر الوجع إلى الأجهزة الأمنية والسلطات الحكومية على خلفية جولات سابقة ألحقت هزائم مريرة وموجعة بالإرهابيين في أكثر من مكان وخلال فترة زمنية وجيزة.

ولا بأس بعد ذلك من توظيف أو استثمار المسرح بطريقة دعائية مفضوحة تماماً، فكان انتقاء السفارة الأمريكية وإظهار العملية برمتها وكأنها استهداف مباشر لسفارة واشنطن مجرد إجراء تكتيكي وحبكة درامية لإكمال المشهد وإخراجه بطريقة هزيلة لا يمكن تمريرها على من يحتفظ لعقله بقليل من الاحترام والتقدير.

يكذب الإرهابيون أنهم استهدفوا حرم وملحقات سفارة واشنطن – وبالطبع لم ولن نكون سعداء أو ما شابه إذا كانوا جادين في ذلك – لأن فكرة وطريقة واستراتيجية الهجوم وتنفيذه لا توحي بشيء ولو يسير من المصداقية أو القابلية لافتراض وتصديق ما نشيت دعائي وتهويلي على هذه الحبكة والشاكلة. بل إن المهاجمين قرروا الانتحار.. هكذا، والتفجير لمجرد الإعلان عن "الذات" بعد عصف الضربات الأخيرة وتسجيل مناسبة لإحراج وإيلام اليمن والسلطات الحكومية والأمنية أمام الداخل والخارج، كنوع من التشفي والانتقام.

* ويكذب علينا وعلى الرأي العام من يروج لأكاذيب الإرهابيين ويعمم حالة وخصوصية المسرح القريب من سفارة واشنطن وكأن المستهدفة أمريكا وحدها، وليس اليمن، وليس اليمنيين وليس الجنود لوحدهم؟ وإلا فليرجعوا حصيلة الضحايا وهوياتهم.
ما حدث هو أن الإرهابيين أرادو ضربنا، ونعم حاولوا اقتحام التحصينات الخارجية والكتل الأسمنتية الصلبة في الشارع الموازي للسور والبوابة الخارجية للسفارة وهم يعلمون أن الوصول أبعد من ذلك مستحيل وأكثر من مستحيل! ولكن لا ضير طالما وقد قرروا الانتحار والقتل أن يفعلوا ذلك بصخب وجلجلة تناقلتها الفضائيات ووكالات الأنباء لخصوصية المكان والمكانة، وبذلك يبالغون في الإيذاء واستعداء دوائر بعينها ضد نار الإضرار بسمعتنا ومصالحنا الوطنية وعلاقاتنا الخارجية، والتهويل من حجم وقدرات هذه الجماعات بحيث تبدو وكأنها لم تفقد جزءاً من قوتها وقدرتها برغم المجهودات الأمنية والالتزام الحكومي بمحاربة الإرهاب، وبالتالي الاستفادة من هذه الحادثة الدموية للإيحاء بأنها لا تزال قادرة على الوصول إلى أهداف حتى لو كانت السفارة الأمريكية ذاتها.

وفي المجمل.. اليمن وحده هو من تضرر، والدماء التي أزهقت دماء يمنية، لا غير، وسواء استهدفوا السفارة بدرجة رئيسية أم جعلوها هدفاً مكملاً للمشهد النهائي، فإن الجريمة الأخيرة لا توحي – كما يجتهد بعض المحللين ممن تنطلي عليهم القراءة الأولى والتقليدية للأحداث أو بعض المراقبين الذين لا يراقبون شيئاً سوى دفاتر أجندة العقلية الإرهابية فيقرءون ما فيها دون زيادة أو نقصان !! – أقول إنها لا توحي بقوة الجناة ، بل بمدى الضعف واليأس والانهيار؛ وصولاً إلى الانتحار الجماعي ( ستة إرهابيين دفعة واحدة ) فهل هذه قوة أم جنون وهروب إلى جهنم؟

ولست في سعة من الأمر أو الوقت. كما لست في ظرف نفسيِّ جيد وفكاهي، للدخول في مناقشة مهمة أو جلها – الآن على الأقل – مع فئة خاصة من "المراقبين" تركوا كل شيء وجميع المقدمات والحيثيات والتفاصيل وذهبوا ( ينبجِسون) عن مواهب وقدرات في الالتقاط والربط والتحليل على طريقة صاحبنا الذي فقد هاتفه الجوال في شارع وذهب يبحث عنه في شارع آخر، ومعه كل الحق، لأن الشارع الأول كان مظلماً وبلا إضاءة!!

ولم يهتد للاتصال بهاتفه وإلا لاكتشف أن الرنة المميزة تؤكد له أن الهاتف مدفون بين الأوراق، والجرائد في جيب حقيبته الجدلية التي أثقلت كاهله؟ وهكذا هي " شر البلية" قاتلها الله.

على كل حال ، سأدع لذلك مناسبة قادمة – بعد عطلة العيد ربما – لأتحدث عن "المراقبين" الذي كشفوا لـ"الجزيرة نت" بدهاءٍ لا يُحسدون عليه، كيف أن هجوم أو بالأصح جريمة الإرهابيين في الأربعاء اختير لها يوم (17) رمضان تزامناً مع مناسبة ذكرى " غزوة بدر"؟!!!
فما الذي يريدون قوله بالضبط؟ وهل للأمر علاقة بـ" إرحبي يا جنازة فوق الأموات"؟! ولماذا لدينا مراقبون ومراسلون يبحثون عن الفكرة في الشارع المجاور.. والمكان الخطأ؟
وصومكم مقبول.. وخواتيم مباركة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024