الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 11:40 م - آخر تحديث: 10:31 م (31: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمرنت- فيصل الصوفي -
التاريخ لا يعيد نفسه.. أنه يمضي للأمام

من المسكوكات اللغوية التي يشيعها الجامدون والسلفيون، أن التاريخ يعيد نفسه، وهم يسعون لاستعادته طبعاً وأن لم يفعل، وفي هذا السياق تذكر مقولات لرجال أوائل مثل: لا يصلح آخر الأمة إلا بما أصلح أولها، وأن تخلف المسلمين يرجع إلى كونهم تركوا دينهم وراءهم،وتبرير هذا الحنين إلى الماضي ودعم الاتجاه الداعي للعودة إلى الإسلام الذي يتبناه الإسلاميون جميعاً وعلى اختلاف تياراتهم وأهدافهم ووسائلهم تم تكريس مقولة شاعت بقوة في مجتمعاتنا مؤداها أن الإسلام في هذا العصر لا وجود له في الحكم، والحياة العامة عدا بعض مظاهر العبادات التي تؤدى يومياً من قبل المسلمين كوظيفة أو عادة مجردة من أية قيمة أخلاقية أو وظيفية، وإذا حدث حادث يروق لهم أو يتشابه في بعض الحزئيات مع حوادث وقعت في العصور الأولى للدعوة الإسلامية قالوا أن التاريخ يعيد نفسه وأن هذا الحادث أو ذاك مؤشر على إمكانية استعادة الماضي أو العودة إلى التاريخ الغابر، ومن هنا يمكن فهم انكبابهم على عنايتهم بالنصوص القديمة وأقوال وأفعال الأسلاف الأوائل وتقليدها أو محاكاتها وتحويلها إلى راس المال الوحيد الذي يستحق العناية حفظاً ودرساً ونشراً وتقديساً والدفاع عنه بالحق والباطل، ويتم أقناع الأمة بشتى الوسائل وأن هذا التراث الذي خلقه المسلمون الأوائل هو رأسمالها المتبقي لها لكي تنهض وأن أعظم ما يمكن أن تفعله هو أن تبني حياتها الجديدة على صورة ذلك القديم، وكأن هذه الأمة ظلت لأكثر من ألف سنة في غيبوبة أو بطالة لم تنتج شيئاً له قيمة. فوجدت نفسها اليوم أنها بحاجة للعودة للخزانة التي أودع فيها الأولون معارفهم.
وأن هذا المنهج السلفي الجامد له سمات أخرى كلها لا تعتبر من الماضي ولا تأخذ بدروس التاريخ ولا تفكر تفكيراً علمياً ولا تعايش العصر، ومن هذه السمات تصور أن التاريخ أو الزمن يدور حول دائرة مغلقة يبدأ عند نقطة معينة ويعود للمرور بها ثانية وبالتالي فإن التراث الإسلامي الذي تركناه عند نقطة ما في محيط الدائرة يمكن الرجوع إليه بالسير في الاتجاه الأخرى للدائرة، وقضية الرجوع أو العودة هذه تحمل دلالة واضحة عند أصحاب هذا المنهج، أن الدين أو الإسلام أو التراث شيء ما مثل كتلة منفصلة عن الإنسان أو عن المجتمع تركت هناك أو تم التخلي عنها، وحان الوقت للعودة إليها اليوم.. وواضح أن الأمر ليس كذلك فأمة الإسلام كباقي الأمم لها تاريخ يسير بخط مستقيم متصاعد كل نقطة أو مرحلة فيه تختلف عن الأخرى وتمثل كل خطوة أو مرحلة تقدماً على سابقتها وهذا هو معنى إن الأمم تتقدم أو تتطور ، وهي حين تتقدم لا تكون معزولة عن تراثها أو ثقافتها أو دينها بل تحمله معها لأن جزء من هويتها وحضارتها، والمسلمون اليوم تقدموا عما كان عليه حالهم قبل قرون مثلاً وهذا التقدم هو حصيلة تراث حضاري وإبداع ثقافي وعملي فيضاف مع تجاربهم اليومية المعاصرة بمعنى أنهم يخلقون جديداً إلى جانب التراث الماضي الموجود بيننا بشتى الصور والأشكال، أي أن الماضي الثقافي والديني مندمج فينا، ومن الغباء – بالتالي- القول أن المسلمين تركوا دينهم وتراثهم وأصبحت حاجتهم إلى النهضة تستدعي الهجرة إلى الماضي.
ومن سمات منهج السلفيين في الحركة الإسلامية المعاصرة البعد عن العلمية وتجاهل قوانين التطور الاجتماعية والطبيعية، فتراهم يتحدثون عن إمكانية إعادة التاريخ والعودة إلى عصر السلف الأول، ويتصورون المجتمع كشيء مستقل عن الزمن والمكان وكتلة خاملة يمكن نقلها من مكان إلى أخر دون حدود أو عوائق، فيريدون مثلاً العودة بنا إلى عصر السلف متناسين التطورات والتغيرات التي حدثت منذ ذلك العصر وحتى العصر الحاضر، والعكس أيضاً غير ممكن، فلا يمكن تطبيق قوانين ذلك العصر على عصرنا كما كانت عليه.
إن عودة التاريخ خرافة واستعادة الماضي مستحيل، كما هو الحال مع الموتى أيضاً فقد تلبس الميت أجمل الثياب لكن إعادة الحياة إليه غير ممكن إلا على يد نبي مثل عيسى عليه السلام.. استعادة شيء من الماضي السحيق لكي يطبق في الحاضر ضرب من العبث وإهدار الوقت والجهد في تكريس التخلف وإعاقة التطور، ما يمكن أخذه من الماضي ككتلة مستقلة هو القطع الأثرية وحدها، وحتى أشكال اللباس التي يظهر عليها.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024