الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 11:47 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

لا ينبغي النظر لليمن كزائدة دودية

عبدالباري طاهر -
أزمة صامتة في العلاقات اليمنية الخليجية
تتعرض العلاقات اليمنية الخليجية لازمة صامتة عبر عنها عدم قبول اليمن في مجلس التعاون الخليجي وكان رهان اليمن علي قبولها في الاجتماع الاخير للمجلس والذي انتهي الي مطالبة اليمن بمزيد من التأهيل كمقدمة للالتحاق بالمجلس وقد عبر عن هذا الرفض اكثر من طرف خليجي.

تزامن الرفض مع ارتفاع اصوات نواب كويتيين تعيد مجددا ازمة العلاقات العربية بعد اجتياح صدام حسين للكويت في اغسطس 90 والانقسام الخطير في الصف العربي بين مؤيد ومعارض للحل العسكري ويلاحظ التصاعد الصامت للازمة التي امتدت الي العلاقات اليمنية السعودية وهي علاقات مرشحة باستمرار للحساسيات والتوتر المباغت.

الفاجع ان تصدع الصف العربي وتوتر هذه العلاقات قد ساهم الي جانب عوامل مختلفة في سقوط العراق بيد قوات التحالف وسمح لجيش الدفاع الاسرائيلي بإحكام قبضته علي الشعب الفلسطيني واقامة جدار الفصل العنصري وتصعيد حروب الابادة علي الفلسطينيين في ظل غياب عربي وصمت دولي مريب.

لقد غرق النظام العربي برمته بين خلافات الانظمة العربية مع بعضها البعض او صراعات هذه الانظمة مع شعوبها والقوي الداخلية. وتمثل العلاقات اليمنية السعودية الأنموذج الفاجع لهذه العلاقات التي ما ان تتحسن حتي تنتكس وتعود مجددا للخلاف والتوتر الصامت حينا والمعلن في احايين كثيرة.

لقد ظن الكثيرون ان ترسيم الحدود بين البلدين الجارين والشقيقين الخاتمة الطيبة لأطول نزاع عربي حدودي استمر قرابة ثمانية عقود ومثل عقدة في علاقات هذين البلدين ولكن الاتفاقية علي اهميتها لم تقض علي كل عوامل التحسس والاختلاف فالاتفاقية وان حسمت قضايا نجران وجيزان وعسير الا انها قد ابقت الابواب مشرعة علي قضايا الامن والعمالة وتبادل المصالح وتوترات الجوار التي تنشأ بين الحين والآخر بسبب عوامل عديدة.

ولعل غياب العدل والانصاف والتكافؤ والندية في العلاقات العربية وبالاخص اليمنية السعودية هو المعضل الذي يغذي التوترات الدورية ويدفع الي مزيد من الجفوة والتشكك والخوف ولا شك ان للارهاب المتفلت بين اليمن والسعودية وتزايد التطرف وتجارة السلاح عميق الاثر في توتير هذه العلاقات غير المبنية علي اسس متينة وودية والخشية ان تستغل اطراف دولية التوتر في العلاقات بين اليمن وجوارها الخليجي والسعودي علي وجه اخص لمزيد من القطيعة يعاني المجتمعان اليمني والسعودي من وباء ثقافة العنف والارهاب وتغذي التيارات السلفية الحية والفاعلة في العربية السعودية والتي تجد لها اتباعا ومحازبين في اليمن وقد اشترك البلدان بصورة او اخري في تدعيم هذه الاتجاهات في الحرب الافغانية كما شاركت وبقوة في حرب 94 في اليمن كما اضطلع هذا التيار الاسلاموي القبلي بالاغتيالات التي طالت العشرات من كوادر الحزب الاشتراكي واخرهم الشهيد جار الله عمر الامين العام المساعد للحزب.

ويقينا فان المواقف في البلدين قد تبدلت عقب كارثة 11 من سبتمبر وجري تنسيق امني بين البلدين واميركا وان اختلفت المعالجات في صنعاء عنها في الرياض فقد انتهجت اليمن سبيل التعاون العلني والمكشوف مع الاميركان في الايقاع برجل ابن لادن الاول سنان الحارثي كما ان التنسيق مع الاميركان اتخذ عدة اشكال من ضمنها التعاون الامني كما استخدمت اسلوب المواجهة المسلحة حينا والحوار والجزرة في احايين اخري.

ولا شك ان وجود هامش ديمقراطي ووجود حريات رأي وتعبير وحريات صحفية في حدود معينة قد ساهم في اضعاف التيار الارهابي وساعد علي عزلته وتراجعه اما في العربية السعودية فان التيارات السلفية الرحم الولود للتكفير لها جذور عميقة في البيئة السعودية وقد صحت الدولة السعودية حاملة راية الجهاد ضد العلمنة والتيارات اليسارية والقومية علي الخطر الكامن في التيار السلفي الذي انجب ابن لادن ومجموعة احداث 11 من سبتمبر الارهابية.

والحقيقة ان المعالجة السعودية قد اتسمت بالحذر والتردد بسبب تركيبة النظام القائم منذ لبناته الاولي علي تحالف قبلي اسلاموي بين آل الشيخ وآل سعود وذلك ما يجيب علي تباطؤ خطوات الاصلاح وتعثر دعوات الحداثة والتجديد الذي نجد صداه المراوح في الصحافة السعودية وبالاخص في عكاظ والوطن ورغم الترابط العميق بين الاحداث في اليمن والسعودية وتداخلها وتشابكها الا انه ليس من مصلحة البلدين القاء مشاكل كل منهما علي الآخر والاجدي والاهم الاستمرار في التنسيق السياسي والامني والعسكري وتوسيع دائرة المصالح واحترام حقوق الجوار وبناء جدران الثقة وتعميقها للتغلب علي صعوبات ومصائب التحول من النظام الشمولي والدكتاتوري وبناء اسس الحداثة والتحول الديمقراطي واذا كانت هذه الازمة الصامتة في العلاقات اليمنية الخليجية لها علاقة بمطلب توفير اليمن شروط الانضمام الي المجلس فانه ايضا من مصلحة اليمن واليمنيين قيام الحكم باصلاحات اقتصادية واجتماعية وتشريعية ومدنية عميقة تؤهلها حقا للالتحاق بنادي الخليج في حين لا ينبغي النظر الي اليمن كزائدة دودية او دولة لا رابط بينها وبين دول الجزيرة والخليج فاليمن جزء رئيس في امن الجزيرة والخليج والخلافات السياسية او تباين الرؤي واختلاف الآراء والمواقف لا يفسد للود قضية والاهم الا يلقي اي طرف بعيوبه واخطائه علي الآخر فالنظام العربي مثخن بالخطأ والخطايا والخلافات امر مبرر وواقعي اذا ما استخدم المنطق والعقل ولغة التفاهم والحوار للتغلب عليها.

ان معاناة بلدان الجزيرة والخليج مشتركة ولا يمكن معالجة عوائق النمو والتطور والانتقال بالمزيد من الفرقة والاختلاف وتبادل الاتهامات والاستعلاء والوقوف علي اطلال الماضي فخطل العلاقات العربية الراعب منذ مطلع القرن الماضي هو تبادل الاتهامات والغرق في نبش الماضي والارتهان لذاكرة الحروب القبلية ومآسي داحس والغبراء وكم هو معيب حقا ان تستطيع اليمن والسعودية ودول الخليج التفاهم والتنسيق المشترك بدرجات متفاوتة مع الولايات المتحدة الاميركية في حين لا تستطيع هذه البلدان المنتمية لارض واحدة ولغة وثقافة وتكوين نفسي وتاريخ عام ومصالح مشتركة التوافق علي علاقة طيبة وجوار حسن آمن ومطمئن.

وحقيقة لا يتعلق الامر بمؤامرة او حتي مكائد استعمارية فالاميركان الحلفاء الاساسيون لكل دول المنطقة يعلنون صراحة حاجة المنطقة الي تغييرات هيكلية وبنيوية يقدمون العراق المحتل كأنموذج للديمقراطية التي يريدونها.

وللأسف الشديد فان الحكم العربي البليد لم يستوعب الدرس بعد وما زال غارقا في ممارساته الاستبدادية وفي ابراز قدرات فائقة علي تدمير الذات وتمزيق اواصر القربي. تدير هذه الحكومات الظهر لدعوات الاصلاح الشامل وتجديد بناها العتيقة والتقليدية التي اصبحت لا تشكل خطرا علي شعوبها فحسب بل امتد دمارها الراعب الي مناطق مختلفة من العالم.


نقلاً عن الراية القطرية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024