الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 01:22 م - آخر تحديث: 02:23 ص (23: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم-فيصل الصوفي -
من الخليفة الواثق إلى الذين حلبوا التيس

في ليلة باردة نهض الخليفة العباسي الواثق بالله من نومه مفزوعاً كما ذكرت الأخبار التي قالت إن الخليفة رأى في منامه تلك الليلة إن سور الصين أنهار!
ولكي يطمأن الخليفة أوفد الرحالة سلام الترجمان مع 50 خبيراً للتحقق في ما إذا كان السور انهار حقاً. وبعد عام كامل أمضاه سلام، وأعضاء الفريق في رحلة الذهاب، والإياب عاد ليخبر الخليفة بسور الصين العظيم بأنه لا يزال قائماً؛ بل ولا تبدو عليه أية علامات تدل على انهيار وشيك!!
المؤرخون والأدباء والفقهاء الذين دونوا هذه الواقعة في القرن التاسع الميلادي وأولئك الذين وقفوا عليها، وعلى كثير من الوقائع المشابهة منذ زمن، وحتى اليوم لا يبدون حيالها أي تعليق، لأنَّ مثل نمط التفكير والسلوك هذا هو المألوف دون نقدٍ أو تغيير، رغم أن جهوداً وأموالاً عامة في سبيل التحقق من صدق، أو كذبِ حلم ليلة باردة مدعاة للاحتجاج، حتى لو كان صاحب الرؤيا رجلاً بمستوى خليفة المسلمين؛ ناهيك عن كون الرؤيا تتعلق بانهيار سور الصين ، الذين يقع على بعد ملايين الفراسخ من بغداد، بينما لم يفزع الخليفة من انهيار أسوار مدن الخلافة، ولم ينتصر من علم والعلماء، وشئون الرعية في دولته من المظالم والاضطهاد.
إن ذلك النمط من التفكير الذي كان قائماً في القرن التاسع، والقرون التي تلته يكاد يكون نفسه، وأسوء منه، ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين... نحن مشغولون اليوم منع الطالبات من لبس الحجاب في مدارس فرنسا، ولا نأبه بملايين الأميات من نسائنا، ولا ملايين البنات اللاتي لا يجدن فرص التعليم، نمضي الوقت في إحصاء حالات أفراد قيدت حرياتهم في أمريكا، وبريطانيا، ونستنكر منع بلديات أوروبا من وضع مكبرات صوت ورفع منارات المساجد، بينما لا نهتم لأمر شعوبنا المحرومة من الحقوق السياسية كلها، ولا نلاحظ أننا نضرب حظراً على غير المسلمين في بلداننا –مثلاً: نسمح لهم ببناء كنائس، أو ممارسة العبادات، يذهب المبشرون بالمسيحية جهات أفريقيا لنشر النصرانية؛ فنستنكر ذلك ، ونشنع، وكأن الأرض لنا وحدنا، دون أن نفعل شيئاً غير الصياح والتحريض. يُثار تيار التخلف والتعصب على التحريض ضد الشيعة، ويكفرها، ويثير الانقسام بين أبناء المسلمين، ثم نرد ذلك إلى المُؤامرة الصليبية. نسيء التصرف في مواردنا، ونفقر، ونجوع، ثم نلقي باللوم على الآخرين. نصنع شائعات وأكاذيب فنصدقها، ونعيش عليها ونطورها. نمضي الوقت ليله ونهاره، نسمع العالم أننا نختلف عنه، وأنه موضوع فتوحاتنا، وأن ديارنا ديار إيمانٍ، وديارهم ديار كفرٍ، وأننا مميزون عنهم، ومتفوقون عليهم جنساً وديناً، وبعد ذلك نجأر بالشكوى من هذا العالم المعادي لنا.
إن هذا النمط من التفكير هو الذي يبقينا في التخلف، ويساعدنا على تدمير ذاتنا. لا نريد أن نفهم مشكلاتنا الحقيقية، وأسبابها، وبالتالي لن نتوصل إلى حلول لتلك المشكلات؛ بل أنه كلما مرت الوقتُ تكشفت لنا حقيقةُُ مرةُُ هي أننا نصنع لأنفسنا مشكلاتٍ أكثر مما نصنع من حلول.
في القرن التاسع أطلق الخليفة فريقه المكوكي إلى الصين استناداً إلى حلمٍ جاءه في ليلة باردة واليوم شدَّ آلاف الناس رحالهم إلى مدينة حلب، لأن شائعة أطلقها راعي أغنام عن التيس الذي يُدر لبناً، ويشفي الأسقام.
نعم .. لقد ذهبوا ليحلبوا التيس!








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024