الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 08:49 م - آخر تحديث: 08:08 م (08: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
محمد حسين العيدروس -
يمنيون بالسراء والضراء
ما كان لعمق التاريخ الحضاري للشعوب قيمة في التفاضل لولا أنه عنوان صقل ثقافتها وإثراء تجاربها وترسيخ أصالتها .. ومن هنا جاء تباهينا بيمانيتنا، إذ رغم كل تحديات حقب التاريخ ومرارات العهود البائدة ظلت نخوة وشهامة وكرم أبناء شعبنا هي العنوان الذي يستدل به العالم علينا، وهي رهاننا على أن نحيا بكرامة ونبني مستقبلاً أفضل لأجيالنا.

لقد شاء الله تعالى أن يمتحن إرادتنا قبل أسابيع قليلة بنكبة القيضانات والسيول التي اجتاحت حضرموت والمهرة وغيرهما من مدن اليمن، وأحدثت فيها من الخراب والدمار ما يوصف بالكارثة بكل معنى الكلمة، غير أن الله عز وجل ما أنزل البلاء إلا وقد سبقه برحمة عظيمة بأن فضل علينا بنعمة التراحم والتكافل والمحبة التي يتحلى بها أبناء شعبنا .. ونعمة الحاكم الرحيم الذي يخشى ربه فيما أؤتمن من ولاية أمر البلاد والعباد .. فضلاً عن نعمة الدين الحنيف الذي فيه من القيم والتعاليم ما تجمع مشارق الأرض بمغاربها.

ما أستطيع قوله اليوم وقد زال الخطر وأطمأنت النفوس، هو أن شعبنا اجتاز الاختبار الإلهي بامتياز، وضرب مثلاً رائعاً في الحب الذي التقى عليه في حضرموت أبناء كل مدن وقرى اليمن، الذين هرعوا لإغاثة إخوانهم بغير حساب لمناطقية أو مذهبية أو حزبية أو طبقية، بل منطلقين من هويتهم اليمنية الإسلامية، وانتمائهم لأسرة اليمن الكبيرة، لذلك لم يستغرب أحد أن تصل «جمعية صنعاء» الى حضرموت والسيول ما زالت في أوج هيجانها، وأن تكون قافلة محافظة عمران أول قوافل الإغاثة الواصلة الى حضرموت، وأن تكون يد فخامة الأخ علي عبدالله صالح أول الأيادي التي تمتد لانتشال ضحايا السيول وتكفيف دموع الأسر المنكوبة..!!

رغم آلام النكبة وجسامة الكارثة والذهول الذي انتاب الناس، إلا أن لا أحد من أبناء حضرموت سينسى كيف شقت طائرة الأخ الرئيس طريقها وسط المياه بمطار الريان كما سفينة تمخر عباب بحر عاصف، وكيف وقف الأخ الرئيس تحت المطر يسأل ملهوفاً فيما لو تسببت السيول بخسائر بأرواح أبناء حضرموت، فمن ذا الذي يغامر بقيادة طائرة مروحية في جو عاصف، لولا أنها رحمة الله بشعبنا أن يجد حاكما يسابق غيره من المواطنين في إغاثة أبنائه وإخوانه المنكوبين.

من المؤكد أن قدر الخالق عز وجل وإن ألحق دماراً بالكثير من المناطق إلا أنه أرانا ما في نفوسنا من محبة ومودة وتراحم وتكافل لبعضنا البعض، وفتح عيوننا على قوة صفنا الوحدوي حين كان الجميع يتدفق بالإغاثة الى المناطق المنكوبة قادمين من كل أرجاء الوطن الحبيب، بل أنه أيضا رص صفنا العربي مع الأشقاء الذين هرعوا لتقديم الغوث والمساعدة بسخاء وأضاف خطوة أخرى للأمام مع الأصدقاء من دول مختلفة من العالم الذين لم يقفوا متفرجين، ومدوا يد العون أيضاً.

جهود عظيمة وجبارة بذلها الجميع وشجاعة رائعة ترجمها أفراد القوات المسلحة والأمن الذين غامروا بأرواحهم واقتحموا السيول الهائجة لانتشال الغرقى أو انقاذ من أصبحوا تحت الانقاض بعد انهيار منازلهم .. وقد استكمل أدوارهم الأخوة في السلطات المحلية الذين لم تغمض أجفانهم طوال أيام وهم في سعي متواصل كخلايا النحل.

لكن المشهد الوحيد الذي ظل يحز في النفوس هو ذلك الموقف البائس لبعض مرضى النفوس الذين غلبتهم شياطينهم، فاطلقوا أبواقهم ومزاميرهم للتحريض، والتشويش، وبث الإشاعات وبدلاً من تجنيد إمكانياتهم المادية والبشرية لمساعدة المنكوبين، سخروها لتشويه سمعة البلاد، وتوجيه الدعوات للدول الشقيقة والصديقة لعدم إرسال مواد إغاثة، وشن الحملات الإعلامية على القاصي والداني، من غير أن يسلم من ألسنتهم حتى أفراد القوات المسلحة والأمن الذين كانوا في تلك اللحظات يغامرون بأرواحهم لإنقاذ الناس.

ومع أنهم قلة يعدون بالأصابع، لكن حز في النفوس أن يخرج من صفنا الوحدوي ولو شخص واحد يحمل هوية الوطن اليمنية، لأننا جسد واحد - كما وصف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حال المسلمين في توادهم وتراحمهم - وكان الأجدر أن نتوجع لآلام بعضنا، ونفرح لأفراح بعضنا البعض أيضاً.

وعلى كل حال فإن الطريقة التي التقى بها الجهد الشعبي مع الجهد الحكومي خلال أعمال الإغاثة تؤكد مدى قدراتنا على تبني رهانات وطنية كبيرة، وقهر كل التحديات التي تعترض مسيرة بنائنا ونهضة وطننا الغالي.

ولا شك أن القيادة الحكيمة المتفانية في خدمة شعبها هي المدرسة الأكبر التي ينبغي أن يتعلم منها الجميع فن صناعة الحياة الكريمة، ونشر المحبة والتسامح وغرس روح التكافل والتعاون طالما والكل يمنيون بالسراء والضراء.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024