السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 01:21 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/عادل الشجاع
د/عادل الشجاع -
عندما يبدأ العاجزون في صناعة العنف
نحن نحتمل جهل الجاهل أو حمق الأحمق أو سفاهة السفيه، نحتمل هذه الصفات القبيحة حين تكون مفرقة بين الأشخاص، لكننا لا نحتملها حين تجتمع في شخص أو حين تشيع في الأحزاب، بل نحن لا نفاجأ بجريمة قتل هنا أو هناك لأن ذلك يحدث في كل المجتمعات المتقدمة، لكننا لا نحتمل بالطبع أن نعيش في وسط مليء بالقتلة والإرهابيين.
ما دفعني لكتابة هذه المقدمة هو شخص معتوه يدعى طاهر طماح أصدر بياناً يقول فيه «إننا في كتائب سرو حمير الحراك المسلح لتحرير أرض الجنوب العربي من المهرة إلى عدن ندعو إلى النضال المسلح ضد الاحتلال اليمني لأرضنا الجنوب العربي» ويعترف في هذا البيان أنه وجماعته نفذوا أكثر من عشر عمليات واستخدام السلاح ضد اللجان الأمنية للانتخابات، إذا نحن أمام أبطال العبث يشهرون سلاحهم في وجه الأمن والاستقرار ويفاخرون بذلك.
إن السكوت عن مثل هذه الممارسات يجعلها تتوطن وتتجذر وتصبح طريقة حياة ونظاماً معمولاً به في كل شأن وفي كل مجال في الشارع والبيت وفي السياسة والمجتمع.
على السلطة أن تقوم بدورها في حماية الأمن والاستقرار وتنفيذ القانون لأن هؤلاء لا يحبون الحق و لا يحتكمون للقانون، وإنما يمتثلون للقوة، صحيح أن السلطة أكبر من أن تهتز أو تغضب أو تنفعل لأن أحد من الأقزام قد فقد وعيه وتطاول على السيادة الوطنية لأن مثل هؤلاء ليس لهم مكان سوى مزبلة التاريخ، لأنهم غرباء عن هذا الوطن وهم في حقيقة الأمر يعبرون عن مرارات فشلهم وعجزهم عن مواكبة العصر، لكن ذلك لا يعني عدم مساءلتهم وتطبيق القانون عليهم خاصة وأنهم قد استخدموا العنف وعرضوا أمن المجتمع للخطر.
إنهم ينطلقون من خيبات الأمل يتحركون في نطاق مسرح اللعبة زمراً منفعلة تغذي توتراتها هجانات مناطقية، تحركها مشاريع صغيرة تقودها زمر تتقن الاستثمار الديمقراطي للهذيان، والأمر هنا يثير تداعياته، فاليساريون أقاموا من الأضرحة والمزارات، ما لم تعرفه أضرحة الأولياء أحزاب تجمع على المقاطعة لتعيد رجع الصدى لديمقراطية أفواه البنادق التي شكلت أزمة بناء الدولة.
إنهم يراهنون على دورهم في قيادة عملية تغيير .. ولكن كيف ذلك وهم في الوقت ذاته وكلاء الايديولوجيات القديمة، فكيف لهم أن يفرزوا واقعاً جديداً وهم ما زالوا حراس العنف السابق والوكلاء الجدد لأصحاب المشاريع الصغيرة، إن مشروعاً كهذا لن يفلت من التصدع فهو ناتج عن أزمة بنيوية لدى هؤلاء ولن يبقى منه سوى الشظايا داخل ذهنيات الوكلاء.
صحيح أن أحزاب المعارضة تستخدم خطاباً سياسياً مموهاً يخلو من لغة الحرب والعنف والاقتتال والتعصب، ولكن رموز هذه الأحزاب تحمل في رحم تفكيرها السياسي بذور التخصيب لإعادة الحرب مجدداً.
وما تطرحه هذه الأحزاب في هذه الأيام تحت مسمى «الحوار الوطني» يميط اللثام عن أصل اللعبة كلها .. وكأن اليمني وحريته لا يكونان جديرين بالطرح، إلا أن يوضع موضع كبش الفداء وجعله أعمى يقاد بمشاريع سياسية عوراء تنتهك حقوقه، وكأن هذا المواطن كتب عليه أن ينزف كي تعتاش اللعبة من دمائه، ولم تسأل هذه الأحزاب نفسها لماذا تصر على تعطيل الانتخابات؟ ولماذا تريد خنق الديمقراطية؟
إن المقاطعة لن يكون المستقبل معها إلا معتماً .. وسوف يسجل التاريخ أنه ليس من أحزاب رفعت لعبة النعامة إلى هذا المستوى السياسي سوى المعارضة اليمنية.
إن الانخراط الوحيد في عملية الإصلاح والبناء هو في خلق تراكم سياسي واستنهاض وعي جماعي يضع حدا للمتاجرة في قيم الديمقراطية، حيث الوطن يجب أن يكون الخط الأحمر وبحيث تقدم له ما يليق به وبتاريخه وبحياة أبنائه.
ها هي أحزاب المعارضة تجلس القرفصاء على هشيم حياة الوهم، قانونها التنصل والإسقاط والتخلص من الالتزامات السياسية، فالعاجزون ينحازون دوماً إلى مصدر عجزهم ويبحثون عن حظوظهم في قوائم اليانصيب وضرب الودع والتعويض بالغلو في المطالب والبحث عن التوازن المنهار، عندما يصل توغل شعور العجز إلى كل جزء من حياة العاجزين، يصبح التبخيس هو البضاعة الرائجة والتقليل من إنجازات الآخر، والكل في قلب العاصفة المجنونة والجعجعة كبيرة، أما الطحين فقليل .
ها هي المعارضة تحاول تغطية عجزها بالتجاسر على السلطة وعندما تتجاوز السلطة ذلك فإن هذه الأحزاب تستثمر هذا الخلل وتعمل على تضخيمه بالدعاية والتحريض .. ويبدأ العاجزون في صناعة العنف وتقديم الناس للمحرقة وليس أدل على ذلك من حالة التيه التي تعيشها هذه الأحزاب في المناطق الجنوبية والحركات الفردية غير المتصلة والتي ليس لها غاية سوى أنها تحولت إلى حالة سادية ضد السلطة.
خلاصة القول إن هذا العجز ناتج عن حالة الشعور بالكراهية المزمنة والتي تولدت من أخطاء ايديولوجية ما زالت تمارس دورها حتى اليوم ولم تستطع هذه الأحزاب الاستفادة من تجارب دول المنطقة لرسم معالم المستقبل.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024