السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 07:36 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د/ رؤوفة حسن
د- رؤوفة حسن -
سنوات الجمر
هذا عنوان مسلسل تلفزيوني من تأليف الدكتور أحمد الحملي يتألف من 31 حلقة تلفزيونية وتدور أحداثه في فترات الصراع الجمهوري الملكي التي وقعت خلال فترة ثورة 26 سبتمبر 1962 م وحتى مطلع السبعينات عندما انسحبت القوات المصرية من الجانب الجمهوري، وانسحبت المساندة السعودية الاردنية البريطانية عن الجانب الملكي.
وإذا كانت الثورة المصرية قد حظيت بسلسلة من الافلام السينمائية والتلفزيونية، وتم وضع تصورات لفترة الخمسينات والستينات التي ارتبطت بمرحلة عبد الناصر والقوى السياسية التي سادت الفترة السابقة واللاحقة له، فإن الثورتين اليمنيتين في الشمال والجنوب قلما تم تخليد أحداثهما في عمل تلفزيوني متكامل. من ناحية لقلة النصوص الصالحة، ومن ناحية ثانية لفقدان القدرة التمويلية والإدارية الضرورية لعملية الإنتاج، ومن ناحية ثالثة لسوء الظن وعدم القدرة على التعامل مع الماضي بحيادية وقبول بتعدد الرؤى حوله.
أخيرا هناك نص:
المسلسل يقع في 713 صفحة لكني بمجرد استلامه لم استطع أن اضعه من يدي قبل ان انتهي منه في يومين. كانت نهاية كل حلقة تشدني الى الحلقة الأخرى. وكان أبطال المسلسل يرسمون ملامحهم في خيالي ويزرعون ألقاً من الرومانسية يشبه بعض ما فعله العمل الأدبي "رد قلبي" في مراهقتي عندما قرأته رواية ثم عندما شاهدته في ما بعد مسلسلا تلفزيونيا. ووجدت نفسي بعد نهاية القراءة أصرخ في أعماقي " أخيرا هناك نص".
أزمة النصوص تظل قائمة فهذا نص نادر من النصوص القابلة للتنفيذ فورا إذا توفرت الإرادة والمخرج والإمكانيات المالية. فالمسلسل باللهجة الدارجة ولكن على نحو يجعلها مقبولة ومفهومة كاللهجة الخليجية أو السورية أو المصرية التي نشرتها المسلسلات التلفزيونية من هذه البلدان وجعلت الناس يألفون سماعها ويستسيغون معانيها.
والقضايا التي يطرحها المسلسل تقع بين الوثائقية التاريخية لمرحلة لا يزال الفهم لها مغلوطا، ومناداة البعض بعودة النظام الذي ثار ضده الناس قائمة على غياب المعلومات وعدم كشف الوقائع، فهو دون أن يقسوا على من تم التغرير بهم من الناس الذين ساندوا ذلك النظام لأنهم يمنيون بالدرجة الأولى، وعادوا عن مواقفهم بالدرجة الثانية، إلا أنه يكشف سوأة النظام الملكي الذي لم يقم إمامة دينية عادلة ولا تمكن من تحقيق ملكية مستنيرة أو حتى قوية، كما يكشف المسلسل حجم التراث الكبير من التخلف والجهل الذي كان سائدا والذي كان يرسخه ذلك النظام والعاملون معه.
البناء الدرامي للمسلسل:
عدد من الشخوص يلعبون دور البطولة على نحو متوازن، وتلعب تفاصيل الحياة اليومية والديكور وطريقة البناء المعماري للشوارع والأزقة في القرى والجبال اليمنية الدور الأكبر. جميع الناس في المسلسل - ملكيين وجمهوريين - لم يأتوا من فراغ، فهم نتاج واقع متشابه، وصراعات ذات جذور متشعبة. وهذا يفسر أسباب عودة اليمنيين إلى بعضهم البعض بعد انسحاب الدعم الخارجي والأكتفاء بالخلاص من رموز النظام الملكي المحصور بالأسرة المالكة وعدد قليل من أتباعها، وانتصار النظام الجمهوري بشكل نهائي.
وبرغم وثائقية المسلسل وحرصه على الوقائع التاريخية، إلا أنه يعمد الى الرمز في بعض المواقف حيث تحتل الأرض مساحة كبيرة من أسباب الصراع، ويكون حلم الأم قبل وفاتها هو عودة الأرض الى أهلها من ناهبيها.
وتأتي الحرب والمعارك والوقائع العسكرية والجروف والمدافع والبنادق لتشكل تحديا حقيقيا لمخرجي المعارك، بحيث تصبح القدرة على تصوير معركة واحدة منها سجلاً تاريخياً ليس لنا حتى الآن، تصور عن كيفية قيامه. وستكون عملية التصوير في الجبال، والقدرة على التمييز بين القوات النظامية الجمهورية وبين القوات الشعبية المساندة لها وبين القوات الملكية المناوئة، عمل تارخي وفني وإبداعي من الدرجة الأولى كما يصوره المسلسل وكما أتخيل ان التنفيذ سيقوم به.
وتأتي الزوامل والأشعار الشعبية وحفلات الزفاف والطقوس التي تتم في طريقة عقد الزواج وتقاليد الخطوبة ومابعد يوم الفرح كسجل تارخي لتقاليد أوشكت أن تتلاشى من ذاكرة اليمنيين وتنتهي من التراث الشعبي بنهاية من تبقى على قيد الحياة وذكرياتهم عن الشكل الذي كان تراثهم متداولا بينهم في سنوات العزلة.
بكل حال فإن مقالا مثل هذا لايمكن أن ينصف مسلسلا يعكس سنوات الجمر مثل اسمه، لكنه يلفت نظر المعنيين بالتراث والمعنيين بالتاريخ، والمعنيين بالدراما، إلى أن النص اللازم موجود، وأن عليهم ترجمته اداء وتمثيلا لتشاهده الأجيال التي تفقد الذاكرة والهوية يوما بعد يوم.
ولو كانت هناك صعوبات محلية في التنفيذ فيمكن الاستعانة برأس المال الخليجي مع القدرات الفنية المحلية مطعمة بقدرات عربية كما فعل المخرج السينمائي اليمني بدر الحرسي. المهم أن المسلسل يستحق الإنتاج ويستطيع المنافسة في سوق الدراما العربية.
وهنيئا للدكتور الحملي هذا العمل الإبداعي وهذه الذاكرة الزاخرة المليئة بالتفاصيل والمترعة بالحب لليمن
ولتاريخه المثقل بمحاولات الخلاص الدائمة.
[email protected]
عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024