الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 11:18 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

(مقالـــــــة رأي)

بقلم : نـزار خضير العبادي -
أّضعف الإيمان.. محكمة
المتخلفون عن رحلة "لاهاي" قد لا يعلمون أنها كانت الرحلة العربية الأخيرة إلى أروقة المجتمع الدولي، وإن كان الفلسطينيون يحتفظون في أيدي أطفالهم ما لا يحصى من الحجارة التي بمقدورها انتزاع فرص أخرى، وأخرى حتى يشاء الله لهم ليس هدم الجدار العنصري، وحسب، بل وإنهاء الاحتلال الصهيوني أيضاً.
الفلسطينيون نجحوا في تدويل قضيتهم بشأن جدار الفصل العنصري رغم كل ظروفهم الصعبة للغاية. وهم حين فعلوا ذلك كانوا يأملون وضع جميع الأنظمة السياسية العربية التي أعياها البكاء، والنحيب على الشعب الفلسطيني منذ أن اعتلت عروشها، وحتى الساعة، أمام فرصة ذهبية لاستعادة كرامتهم السياسية التي هشمتها العصا الأمريكية، والوقاحة الصهيونية التي تحدّت إرادتهم جميعاً، وارتكبت أبشع المجازر أمام أعينهم، وراهنت العالم أن يتحرك أياً من جيوشهم لردعها، أو حتى إقلاقها.
وربما ظن الفلسطينيون أنهم بإعلانهم يوم الثالث والعشرين من فبراير يوماً للتضامن ضد جدار الفصل العنصري، سيجدون في الحكومات العربية، ومؤسساتها المدنية ما يكفل لهم إيصال صوتهم الإنساني إلى كل بقاع العالم- سواء من خلال مسيرات جماهيرية حاشدة في مختلف العواصم غير العربية، أو أية أنشطة، وفعاليات أخرى على الصعيد الداخلي، أو الخارجي في عواصم العالم - قد تلهب مشاعر الشعوب فيتبلور منها رأي دولي صاخب يضغط باتجاه مناصرة الحق الفلسطيني على منصات المرافعات لمحكمة العدل الدولية.
الفلسطينيون متفائلون، ومستبشرون كعادتهم- حتى وهم يرون الدبابات الصهيونية تهدم بيوتهم، وتتركهم بلا مأوى- لكن بمشاركة عشر دول عربية من بين 22 دولة في مرافعات المحكمة الدولية، لا يبدو لنا أن الأنظمة العربية تتمتع بالكثير من الوعي السياسي، أو تمتلك الحدود الدنيا من المهارات التي تؤهلها لإدارة اللعبة السياسية بما ينم عن استيعاب لواقع حركة العالم الخارجي المحيط بها.
فالثابت بتجارب التاريخ أن من تُعجزه قواه عن نيل مراده بوسعه بلوغه بالحكمة، أو الحيلة. ومادامت الأنظمة تتهيب هول ما يفصلها عن التفوق التكنولوجي العسكري للكيان الصهيوني، والولايات المتحدة، يصبح من الأولى لها استثمار فرص العمل السياسي الديبلوماسي، الذي قد يترتب على أي نصر فيه فوزٌ بدعم، ومؤازرة بعض الأقطاب الدولية المؤثرة التي تحتفظ بالكثير من المصالح من العالم العربي. وهو الأمر الذي من شأنه رفع معدلات الموازنة العربية مع الأقطاب المناوئة.
"أرئيل شارون" – رغم كونه الطرف الظالم- كان الأشطر ممن تخلف من العرب عن رحلة "لاهاي"، ووجد في الموسم الجليدي للسياسة العربية، ما يشجعه للتفكير بمخطط قلب طاولة محكمة العدل الدولية على رؤوس الفلسطينيين، ومن رافقهم من ممثلي الدول العشر. فقد بعث (شارون) إلى "لاهاي" ببعثة إعلامية كبيرة جداً برئاسة "عاموسحيرمون" الذي تزامن وصوله مع الجلسة الأولى للمحكمة- فأدلى بتصريح قال فيه:(موقف القضاة لا يهمنا كثيراً. هذه حرب نحن نريد استغلال المسرح الإعلامي لنبين لوسائل الإعلام الدولية قصة الإرهاب، وعدد القتلى قبل بناء الجدار، وبعده).
وأضافت مصادر أخرى في نفس بعثة شارون الإعلامية (أن الحملة الإسرائيلية ستكون أكبر حملة منظمة وجديِّة قامت بها إسرائيل إلى الإطلاق).
وفي الوقت الذي عقدت المحكمة أولى جلساتها كانت هناك خارج المبنى مظاهرتان مركزيتان مؤيدتان لإسرائيل، والجدار الفاصل.. الأولى بمشاركة 500 من أبناء الجاليات اليهودية من أنحاء مختلفة من أوروبا. أما الثانية فهي بمشاركة نحو 1000 شخص من أبناء عائلات فقدوا أقاربهم في عمليات قام بها فلسطينيون، وكانوا يحملون صور قتلاهم،الى جانب مشاركة منظمات مسيحية داعمة لإسرائيل.
لا أظن العرب لا يعلمون أن طول جدار الفصل العنصري حوالي 370 كيلو متراً، وإن طول المرحلة الأولى منه 140 كيلو متراً. أي أنه أطول من جدار برلين، وكذلك أطول من سور الصين العظيم، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار قياس ذلك إلى المساحة الكلية للبلد. وهو بهذا يمثل مؤامرة خطيرة جداً، وذات عواقب مستقبلية من شأنها نسف كل أمل للسلام، أو التعايش الثنائي. وتلك حقيقة سبق لرئيس وزراء الكياني الصهيوني تأكيدها، ووصف العلاقة مع العرب بـ(أن العرب كالأفعى، وليس هناك من يضع يده في فم أفعى).
وعلى الرغم من هذه النظرة المعلنة، والإهانة المسبقة تردد الكثير- من المطبعين عن دعم الموقف الفلسطيني، وتهيبوا خدش حياء (السيد شارون) وأدب الكنيست الإسرائيلي في الوقت الذي وقف أربعة من أكبر المحامين اليهود في العالم يترافعون لصالح القضية الفلسطينية العادلة. وهو موقف يذكرنا بمقولة الرئيس علي عبد الله صالح قبيل أيام (أن العرب ليست لديهم أي مشكلة مع اليهود) مستشهداً بقوله تعالى:(لكم دينكم، ولي دين).
أحد الصحافيين الأوربيين قال:(إن شارون يمتلك داخل نفسه جداراً فاصلاً) لكنني سأتجرأ وأسأل أصحاب الفخامة والسيادة والسمو.ياترى ما الذي منعهم عن تسويق الصوت الفلسطيني العادل على النحو الذي يستحقه؟ ما الذي منع خروج العرب إلى شوارع أوربا، وأمريكا، وآسيا حاملين صور القتل، والخراب، والدمار الوحشي الصهيوني كما فعل اليهود في أوربا؟
"أرئيل شارون"يا سادة ياكرام، ويا حملة بيارق (العروبة والاسلام) أمر بإرسال الباص الذي دمرته العملية الاستشهادية الأخيرة إلى "لاهاي" ليقول للعالم هذا إرهاب العرب، وليقلب طاولة الدعاية الإعلامية على الفلسطينيين . بينما عجزت أنظمتكم عن إرسال مندوب إلى محكمة "لاهاي"، أو تسيير مسيرة، أو إقامة معرض، أو حتى إصدار منشور مصور بجرائم الكيان الصهيوني على غرار ما فعلت كلاب تل أبيب.. ربما هي آخر فرص إثبات الذات، وتنقية الكرامة التي فَّوتها البعض على نفسه.. وختاماً نسأل كل من تخلف عن رحلة "لاهاي" ألم تكن "محكمة لاهاي" هي أضعف الإيمان..يا أصحاب الفخامة ؟








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024