الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 07:59 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - يحيى علي  نوري
يحيى علي نوري -
(على ناصر ) من نماذج الارتهان للماضي التشطيري
عندما قرر أن يؤسس خارج الوطن مركزاً يعنى بالدراسات الاستراتيجية كإطار مدني يسهم في التخفيف من معاناة أمته العربية جراء المشكلات المتفاقمة التي تعتري الحياة العربية – كانت خطوته هذه قد حظيت بإشادة ومباركة الكثيرين ليس على مستوى اليمن وإنما على المستوى العربي لكونها أي هذه الخطوة اعتبرت إشراقة لشخصية يمنية عربية كان لها باع طويل في الحياة السياسية ، وصلت يوماَ ما إلى سدة الحكم في بلادها ..وهي فرصة لها أن تتهذب كثيراً من تشنجات وشطحات ونطحات السياسي العربي وتكون أكثر ارتباطاً بقضايا وطنها وأمتها في إطارِ من الالتزام العلمي والمهني عند كل تعاطِ مع كافة القضايا التي تهم أمته ووطنه .

كما اعتبر الكثيرون أيضاً هذه الخطوة المتمثلة بتأسيس مركز للدراسات فرصة ثمينة لمؤسس هذا المركز للقيام بإجراء مراجعة شاملة وكاملة لتجربته السياسية وخاصة في الحكم بالصورة التي تمكنه من الإسهام الفاعل في تخفيف حدة المعاناة والويلات التي ما زال شعبه يعاني منها والتي خلّفها حكمه الذي اتسم بالصراع والتطاحن وغلبت عليه حالة العداء للحوار المسئول وذهب ضحيته الآلاف من أبناء شعبه نتيجة للمطامع السياسية والمصالح الضيقة التي كان له أن انتصر لها على حساب مصالح الوطن العليا .

وهؤلاء بالطبع الذين أبدوا ارتياحهم البالغ بخطوة هذا القيادي بتأسيسه لهذا المركز المعني بالدراسات الاستراتيجية التي تهم الأمة العربية، توقعوا له يومها أن يلعب دوراً محورياً ورئيسياً ومهماً في خدمة القضايا العربية والاستراتيجية ومنها بالطبع قضايا وطنه لكون تأسيس المركز قد جاء نتاجاً -حسب وجهة نظرهم – طبيعياً لتفكير منطقي دفع به لاستشعار مسئوليته القومية والوطنية إلى الشعور بحالة من الندم والحسرة على كل الأخطاء والتجاوزات الفظيعة التي ارتكبت إبان عهده وتحمل بسببها شعبه ووطنه الكثير من المآسي التي ما زالت تضفي بضلالها القاتمة على كثير من جوانب الحياة في وطنه كإحدى موروثات التشطير البغيضة من حيث ما اتسمت به من ضراوة وفظاعة في ارتكاب أفظع المجازر في حق شعبه .

إنه بالطبع علي ناصر محمد- الأمين العام للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ( القيادة الشرعية 1986-1990م ) - والذي للأسف الشديد نجده يفاجئنا من وقت لآخر بمحاولاته العبثية الظهور على خشبة المسرح السياسي اليمني في دورِ من حين لآخر أقل ما نصفه هنا بالهزيل .

وفي صورة واضحة وجلية لتخّليه عن قراره السابق عن ممارسة السياسة - والتفرغ لإعداد الدراسات والبحوث في إطار مركزه بأسلوب علمي لخدمة أمته ووطنه وهو هدف أعلن عنه كثيراً إبان تأسيسه لمركزه المزعوم .

وحقيقة أن محاولات الرفيق السابق علي ناصر محمد العودة إلى خشبة المسرح السياسي مثلت بكل أبعادها ومدلولاتها عودة غير حميدة ..عودة أكدت وبصراحة تخلّيه عن الأسلوب العلمي والمهني في التعاطي مع قضايا وطنه وأمته وأكدت بصورة قاطعة أنه الأول الذي لم يستفد من أهداف مركزه المزعوم على المستويين الوطني والإقليمي، وأن الأهداف التي أطلقها لم تكن سوى فقاعات حاول من خلالها إيهام الآخرين بأنه السياسي العربي الوحيد الذي فضّل أن يختتم مسيرته السياسية بالعمل في إطار المجتمع المدني والتعاطي مهنياً مع قضايا أمته ووطنه .

وباعتبار أن عودة أمين عام الاشتراكي ( القيادة الشرعية ) مثلت اجتراراً للماضي وبكل ما حفل به من إخفاقات ومآسِ فضيعة ، فإننا نجده وبخطوته هذه قد اختصر المسافات في الوقت والزمان لكل محلل وناقد سياسي وجد في ظهوره الأخير على المستوى الإعلامي تأكيداً على حقيقة ارتهانه لمقولة ( الطبع غلب التطبع ) وهي حقيقة ناصعة باتت تتحكم في سلوك هذا الرجل الذي ما زال يتشدق بقضايا الوطن ويهرول نحو مزيد من الأضواء والظهور ولو كان ذلك على حساب القيم والمثل الوطنية ..وهو ظهور بالطبع - كما يصفه كل المراقبين - غير مشرف حطّ من مكانته بل وقزًّمه وجعل من عودته إلى خشبة المسرح السياسي اليمني عودة ليست للوطن وإنما مزر إلى مستنقعات الماضي التشطيري بل وأكدت قطعياً عدم قدرته على التناغم المقتدر مع التحولات والتطورات التي يشهدها وطنه اليوم في ظل مسيرة الوحدة والتنمية والديمقراطية والمشاركة الشعبية .

وهو بذلك لعمري قدم بسلوكه هذا دليلاً ناصعاً على كونه واحداً من أبرز نماذج الشخوص السياسية العربية غير قادرة على فهم المعطيات الجديدة على صعيد وطنها وأمتها .. نقول ذلك في الوقت الذي نجد فيه كثيرين يشفقون على الحال الذي وصل إليه هذا السياسي وهو حال مزري كان يحتم عليه أن يواصل الانتصار لخدمة وطنه وأمته عبر مركز الدراسات الذي أنشأه حتى يفاد من دور مركزه في خدمة العمل العربي المشترك وتنمية عرى الوحدة والتكافل العربي ، لا أن يظهر هذا السياسي المتهور بمظهر المنجر إلى الماضي وكل تداعياته، وكان الاحرى به أيضاً أن يحرص على تقديم نفسه كرجل سياسة مخضرم يمتلك رؤية وفكراَ كاملين يستوعبان متطلبات حاضر وطنه ومستقبله وأمنه أيضاً .

ولقد كان عليه أيضاً أن يظهر بمظهر المناضل الحقيقي والمكافح بلا هواده في سبيل الانتصار لوطنه وأن يقدم الرؤى العلمية والناضجة التي تحمل المعالجات الناجعة للقضايا والمشكلات التي يعاني منها وطنه اليوم في إطار مسيرته الوحدوية ، بدلاً من الغوص في أتون المزايدات والمناكفات السياسية التي يعلم هو أكثر من غيره أن نتائجها كانت وعبر تاريخ اليمن الجديد وخيمة وكانت مصدر إحباط لتطلعات شعبه نحو بلوغ مستقبل أفضل .

ولكم كان هذا السياسي في موقف محرج في حديثه الصحفي الأخير.. وهو موقف لا يحسد عليه عندما قدم نفسه كرجل بلا قضية، فلا هو الذي ظهر بذلك السياسي المخضرم الذي يمتلك تجربة رشيدة، ولا بذلك الباحث والناقد كرئيس لمركز يُعنى بالدراسات الاستراتيجية حريص على أمته ووطنه .

إنها صورة واضحة وجلية لنموذج من الشخوص السياسية في بلادنا المرتهنة للماضي التشطيري والعاشقة لصراعاته وتطاحناته.. وخلاصةَ يكفي هذا السياسي تلك النصيحة الأخوية والنبيلة التي وجهها له الأخ الدكتور علي مجور رئيس مجلس الوزراء في رد صريح وحاسم على تقولاته الصحفية الأخيرة والتي عبر خلالها الدكتور مجور عن استيائه البالغ لمضامين أحاديثه الصحفية ، مطالباَ إياه بألاًّ يتقمص شخصية لا تنسجم مع ماضيه، مذكراً إياه بالعديد من الكوارث التي حفل بها عهده عًلًّ الذّكرى هنا تنفع المؤمنين.. هذا إذا كانت الذكرى تنفع الرفيق علي ناصر محمد أو تدفع به نحو إصلاح ما أفسده الدهر بيده .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024