عن الذين يخرجون صباحاً لتحطيم مستقبلهم !! يتمادى البعض في الإساءة إلى وطنهم وإلى السمعة الحضارية التي يتمتع بها اليمنيون وذلك من خلال ارتكاب جرائم التخريب ونهب المحال التجارية والإضرار بالممتلكات الخاصة والعامة ونشر الذعر بين المواطنين.. وأمثال هؤلاء لايمثلون الوجه المشـرق والحضاري لأبناء اليمن الحقيقيين الحريصين على الوحدة والسلم الاجتماعي وعدم الإضرار بالمكتسبات الوطنية.. كما أنهم لايعكسون الصورة الرائعة التي نشرها اليمنيون في الداخل والخارج ،حيث ضربوا أروع الأمثلة في صنعاء السريرة ونقاء الضمير ورحابة الصدر والقبول بالآخر مهما كان فضلاً عن تمثلهم روح الإسلام الحنيف القائم على مبادئ السلام والخلق الكريم والإحسان إلى الآخرين ومد يد العون والمساعدة ونصرة المظلوم وغيرها من الخصال الحميدة. إن التصرفات والسلوكيات المسيئة للإنسان في تعامل هذه المجموعات التي بدت تبث سموم عدم القبول بالآخر هي تصرفات مذمومة ولاتعبر عن طبيعة وجوهر الإنسان اليمني الحضارية.. وإلا فما معنى أن يتجمهر هؤلاء في وجه إخوة لهم فيبثون الرعب في قلوبهم وينعتونهم بشتى صنوف العبارات النابية،ويمارسون معهم تصرفات تنم عــــــن المناطقية المقيتة والعنصرية المذمومة.. بل ما معنى أن يخول هؤلاء لأنفسهم إطلاق الأحكام على الناس وفرض وصاية بالدخول أو الخروج عبر مناطق يمنية يفترض أنها محكومة بظلال القانون ولاتخضع لعصابات التقطع والبحث في هويات الأشخـــــــــاص وانتماءاتهم المناطقية. لاأدري مبلغ هذا الجرم، لكنه يدخل في أكثر الدلالات واضعة وخسة.. وأفدح الأعمال المنافية للأخلاق والوطنية والإنسانية؟ ومع الاحترام لبعض الاعتبارات التي تراعيها جهات الأمن في عدم ملاحقة ومعاقبة أمثال هؤلاء .. فإن الأمر قد يتطور إلى أبعد من ذلك فلا يعود للأمن قائمة أو للدولة وجود أو للقانون سطوة!؟ فماذا يفيد إذا أمسكت هذه العصابات بزمام أمور الأمن في مناطقها وصارت هي القاضي والجلاد وألغت كل مايمس الدولة أو النظام والقانون بشيء؟! إن استــــــــــمراء هذه الجماعات أعمال النهب والتخريب وتعمد الإساءة إلــــــى المواطنين من مناطق ومحافظات أخرى فإنها تكون قد وطنت نفسها بأن تكون هي البديل عن الدولة وهنا تكمن المصيبة! <<< قد يعذرني القارئ إذا لمس في طرحي حماساً شديداً وإفراطاً في الحث على معاقبة هؤلاء دون أن أتلمس لهم ولتجمهراتهم وأعمالهم التي تلحق الضرر الكبير بالاستقرار العذر والتبرير ! ومع ذلك أتساءل هنا عما إذا كان التخريب سيكون مدخلاً لسد بطون الجائعين!. وهل بإغلاق محلات إخوانهم في هذه المنطقة أو تلك يمكن القضاء على الفساد؟ بل هل بالتصرفات والسلوكيات الانفصالية نصحح الاعوجاج في برامج الحكومة؟ هذه التساؤلات قد لايهتم بها السياسيون الذين ارتضوا أن يدخل الوطن في المجهول، لأنهم خارج دائرة الحرص على الاستقرار وهذه التساؤلات أيضاً قد لايهتم بها الذين قرروا إغلاق عقولهم عن الحاضر المشرق، وأبقوا على مشاعر الحنين إلى الماضي. لكنها ــ أي التساؤلات ـ حرية بأن يقرأها هؤلاء الذين يخرجون صباحاً لتحطيم كل شيء أمامهم بما في ذلك مستقبلهم!!. |