الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 12:58 م - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم: نـزار خضيرالعبـادي -
وعـادت كربـلاء.. فأين "الحُســين" ؟

رأى "غاندي" أن المسلمين في بلاده يتبرعون بالمال طوال العام إلى صندوق في مسجدهم حتى إذا دنا موسم الحج أفرغوا ما فيه، وأخذوه معهم. فسأل مستشاريه عن الجهة التي يهبون لها المال. فقيل: أنهم يتبرعون بها لمرقد الإمام الحسين بن علي في العراق. فأثار الموضوع فضوله للقراءة عن هذه الشخصية. وبعد سنوات من ذلك قاد "غاندي" ثورته الشهيرة، وانتصر فيها. وفي أول خطاب رسمي له قال لشعبه:" لقد تعلمت من ثورة الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر".
لا شك أن الحسين بن علي (عليه السلام) حمل مشروعه الاستشهادي العظيم في ذلك الزمن القاهر ليؤسس به على أرض كربلاء مدرسة الإسلام الجهادية الاستشهادية، وكان يأمل أن تقتفي الأجيال أثره ، فلا يُغتصب عليها حق إلاّ وبذلت لاسترجاعه الأرواح رخيصة . فبات حقاً على الأمة الإسلامية إحياء ذكرى مصاب يوم عاشوراء الذي سُفك به دم سبط رسول الله (ص) الذي قال فيه جّده (حُسين منّي وأنا من حُسين)، كما سُبيت به نساء بيت النبوة، وتخضبت أرض كربلاء بدماء ما يناهز (72) رجلاً من خيرة صحابة رسول الله (ص)، وبينهم أبناء الحسين، وبعض أقاربه.
لربما عادت شيعة أهل العراق لأحياء أيام كربلاء بمسيراتهم العزائية بكل هذه الجموع التي قاربت الثلاثة ملايين ليرتووا من ظمأ العقود الثلاثة التي حرمهم النظام السابق من ممارسة شعائرهم التقليدية فيها، ولكن لم يكن بوسع أحدٍ التكهن بأن تلك الأرض قد تاقت – أيضاً- لشرب الدماء الزكية، ولعبق الشهادة، وللكرب والبلاء الذي تتقن صنعه الأيادي الأثيمة، من بقية قتلة ذرية رسول الله وأصحابه ليؤكدوا للعالم أجمع بشاعة الوجه الذي سلّ ابن بنت رسول الله (ص) سيفه –آنذاك- لسلخه وقطع عروقه الشيطانية.
وهكذا عادت كربلاء تنتفض غضباً من جور ما ألمّت بها من أحزان، لكنها عادت هذه المرة من غير (حُسين) يلقن الأمة دروس الجهاد، والاستشهاد من أجل قيم حقه، خالصة لإنسانيتها، وأسباب وجودها.. رافضة أية مساومة، أو تنازل لمن كان معتدٍ أثيم.
وعلى ما يبدو –فإن غاندي حمل حب الحُسين نصاً وروحاً فصنع أسباب نصره من عزائمه، في حين لم تجد شيعة العراق ما تستلهمه من دروس تستقيها من ثورة الحسين غير أن تعزي نفسها بمصابه، وتنتحب لفقدانه، وتلهب صدورها لطماً- لوعة بلوى ما أصابه، وألمَّ بأهل بيته من بعده.. بينما دبابات أعدائهم تطوق مواكبهم العزائية، وجنود الاحتلال تدوس ديارهم، وتسفك دماء إخوانهم، وتنتهك أعراض المسلمات من بنات قومهم، وتحرق ممتلكاتهم، وتنهب خيرات بلدهم، وتحوك المؤامرات القذرة على مستقبل أبنائهم..!
أليس من يقتدي بالحسين يعمل بعمله!؟ ألم يثر الحسين بن علي ضد الظلم، وملّة الضلالة ، رغم الفارق الهائل في العدة بينه، وبينهم؟ وأمريكا اليوم هي الظلم بعينه- بل (الشيطان الأكبر) على حد تعبير الإمام الخميني رحمه الله- وإذا كان عذر الامتناع عن مواجهة أمريكا فارق القوة ، فإن الحسين ألغى كل الفوارق. . فكيف لشيعة بيت النبوة أن تهادن الغزاة ، السفاحين الصهاينة، وصوت الحسين مازال نابضاً على الألسن، رافضاً مهادنة ابن زياد، والنزول عند ما تتمناه الأعداء ، صارخاً بوجوههم:(والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أقر إقرار العبيد..)!؟
كيف لحملة لواء سيد الشهداء (وسيد شباب أهل الجنة) على حدّ وصف جده له "صلوات ربي وسلامه عليهم جميعاً" أن يرتضوا لأنفسهم وأبناء شعبهم أن يكونوا رعايا حاكم محتل طاغي ، لا تأخذه رحمة بقتل الأبرياء ، وهدمٍ المنازل ، وانتهاك الحُرمات .. وفي وقت كان الحسين يقف أمام سرايا جيش يزيد بن معاوية متحدياً، يقول:(والله لا يحكم فينا ابن الدّعي..أطعنكم بالرمح حتى تنثني)..!؟
ذاك هو الحسين بن علي ، وتلك هي كربلاء المحناة بدماء الشهداء.. وهانحن اليوم نعيش أياماً كربلائية ، إذْ تعود (الطَّف) فينا، وتتناثر أشلاء الشهداء الأبرار عليها.. ولكن ما بال (حُسيننا) لم يَعُدْ..! وما بال مآذن العراق لم ترفع تكبيرات الجهاد ، والذود عن حمى المسلمين..! وما بال الأغراب يدوسون الديار، ويملئونها ظلماً وجورا، ويبيحون لأنفسهم كل ما فيها.. !؟
اعتقد أن الحسين بن علي (عليهما السلام) كانت ستسرّه بسمات المنتصرين، وهي تسمو بهامات شيعته ، وستحزنه كثيراً دموع المخذولين ، ممن ينتحب عند مرقده الطاهر، وبنادق الاحتلال تغتال أمنه وسلامه ، وتضرم نيران الفتن في كل ركن من بيته العراقي الكبير، وما زالت تنتظر أن تلتهم ألسنة الفتن كل مجد خالد فيه.. حتى ذكرى الحسين ، ويوم عاشوارء ... فليسامح الله شيعة آل بيت النبوة- وكاتب المقال أحدهم- فقد عظّموا بطولات سيِّد شباب أهل الجنة، لكنهم نسوا أن يتحلوا بخلقه وشجاعته ، ورفضه للطغيان.. فسبقهم إليها هندوسي من أقصى الأرض يدعى "غانـدي" .. فكان أحق بالنصر منا.. لكننا لم نقطع الرجاء بأن لكر بلاء "طفوف" ، إذا ما ثارت ثائرتها لن يكون لمستعمر على أرض العراق وطن ، أو خبز ، أو عنوان ..








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024