أيها الأبطال الميــامين تتضاءل محاولاتنا أمام حقكِم علينا.. نتضاءل كلما قارنَّا فعلكم بعجزنا .. وتضحياتكم بحيادنا.. أيها الأبطال .. نطلب منكم الصفح إذ أننا لا ننحني لهاماتكم ولا نعترف بجميلكم ولا نفرش خدودنا لخطواتكم... نعتذر إذ نسيناكم في زحمة أوقاتنا المهدورة وانشغالاتنا التافهة نقارنها بحجم عطائكم... هل نتجرأ أن نطلب العذر...؟ وانتم تعيشون لحظاتِ الخوف ثمناً لأمننا ,فلا تفيض مجالسنا بطيب ذكركُم وأريج عطائكُم.. وأنتم تغادرون بعيداَ عن أهاليكم لنقتربَ أكثرَ من أطفالنا وزوجاتنا, ثم لا نذكر لهم سبب دفئِهم وطمأنينتهم, ولا نزرع فيهم جميلَ الاعتراف بجميلكم وروعة الاقتداء بمُثُلِكم.. وأنتم تقدمون مُهجكم الغالية فداء لوطننا الكبير, نسافر في إرجائه على بساط من الفرح والنشوة والأمان , ثم لا تدفعنا أيامُنا للحظةِ امتنانٍ نترجمها تحيةَ حبٍ , ونظرةَ افتخارٍ, وسلوكَ احترامٍ إذا ما لقيناكم في صحراءَ حارقة , أو جبلِ شاهق , أو بحرِ هائج.. هل تغفرون لنا..؟؟ وأنتم تحملون أرواحكم على أكفــكم فداءً لوطنكم , وحفظاً لأمتكم , وانتصاراً لدينكم , ودفاعاً عن سنة نبيكم .. ثم لا تلهجُ أرواحُنا بالدعاء لكم ومنابرُنا باستجلاب النصر لصبركم مع كرمنا البالغ في منحها لمن لايصلُ إلى جهادكم.. نتوارى من تفانيكم خجلا ودماؤُكم الطاهرة الزكية تتحول على قداستها إلى فرصةٍ للمماحكات , ووسيلةٍ للكسب الحرام يقود محاولاتها مشتركُ إفكٍ , ومنظماتُ ابتذالٍ يرقصون على أشلائُكم , ويرتشفون كؤوسَ التشفي على عظيمِ تضحياتـُكم .. نذوب منكم خجلا إذ نطالع وجوهاٌ كالحةً تتسابقُ على قنوات الضِرار وشاشات الحقد لتشويه روعتكم , والظهور الكاذب على إشراقات ارواحكم ,ونزف جراحاتكم . أيها الأبطال الميامين.. ماأ روعكم وأنتم تلقون بكل تفاهاتنا وجهلنا وقبحنا ونكراننا خلف ظهوركم , لَتتعملقوا في حياتنا .. حباٌ .. وتضحيةٌ .. وفداء. |