الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 12:15 م - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
د. عائض القرني -

عدنا من اليمن قبل أربعة أيام بعد زيارة لحضور ملتقى الإسلام والسياحة، وكلما زرتُ اليمن تجدد الحب وزاد الشوق وتعاظم التعلّق بهذا البلد العريق، الذي قال الله عنه: (بلدة طيبة ورب غفور)، ولقينا اليمنيون أهل الإيمان والحكمة أرق الناس قلوباً وألينهم أفئدة وهم صنّاع المجد وأنصار الرسول، صلى الله عليه وسلم، وسيوف الإسلام، وقد التقينا بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح فكان الحديث مباشراً سهلاً واضحاً هادفاً عن دور العلماء والحكام، ثم كانت خطبة الجمعة والصلاة في (جامع الصالح)، وكان يوماً مشهوداً والحضور هائلاً والجموع كموج البحر، وكانت الخطبة رسالة من القلب إلى مهد الحضارات وميلاد العروبة وكتيبة الإسلام إلى الشعب اليمني وعن دوره التاريخي والمستقبل الواعد والغد المشرق الذي ينتظره مع الدعوة إلى الوسطية ونبذ الفرقة والشقاق والاختلاف، ومناداة منْ حمل السلاح على المجتمع المسلم أن يلقي سلاحه وأن يعود إلى العقل والشرع والمنطق والحوار والحجة بدل الرصاص والقنابل والاغتيال والتفجير، ثم مخاطبة الحكام والعلماء وهم المسؤولون أمام الله ثم أمام الشعوب والتاريخ عن الأمانة الملقاة على عواتقهم.


كنت أتحدث إلى شعب اليمن وتكاد الدموع تسبق الكلمات، وحرارة الشوق تعصف بالعبارات، وصدق المشاعر يستولي على النفس؛ لأنني قرأتُ تاريخهم، وحفظت شعرهم، وسافرت مع أدبهم، وعجبت بمسيرتهم، وعشت حياتهم، فاليمني رجل شهم أصيل واضح مباشر سليم من العُقد والكبر والخيلاء والعبوس، كانت تراحيبهم أحلى من عسل جبالهم، ومشاعرهم أرق من ماء غدرانهم، وابتساماتهم أبهى من مزارعهم الخضراء، معهم الدعابة المنعشة والتواضع الآسر والهمة العالية فهم أباة الضيم، وعسكر الإيمان وجند الله، وقابلنا رموزهم ونجومهم كأبناء الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، والشيخ الزنداني، والقاضي حمود الهتار، والدكتور حميد زياد، ووزير السياحة الأستاذ حسن نبيل، لكن سهيل اليماني غاب عنا هذا العام، فهو شيخ المشايخ ورمز الجود والكرم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر –رحمه الله تعالى-.


ذهبنا إلى تعز إلى أسرة هائل سعيد أنعم، أسرة البذل والعطاء في سبل الخير ومشاريع الإصلاح والتعمير، واستمعنا إلى تلاوة شبابهم وفتياتهم في حفل القرآن، وتلت علينا فتاتان في التاسعة عشرة من عمريهما بصوت خاشع شجي مبكٍ، وقد حفظتا كتاب الله كله بالقراءات، فلما ارتفع صوت إحداهما الآسر المؤثر بقوله تعالى: (فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) لم يجد الحاضرون تعبيراً أصدق من إرسال الدموع الحارة الصادقة على الخدود، وزرنا (إب) اللواء الأخضر، حيث روعة الطبيعة وسحر الصباح ومناجاة التل الأخضر والنسيم العليل الذي يداعب حقول القمح والشعير والذرة، وحيث غناء الطيور ونشيد العصافير مع طلة الصباح الباهي، فأكرمنا محافظها القاضي الحجري أيما إكرام، ما أرق مشاعر اليمنيين؟ ما أكرم سجاياهم؟ ما أكثر تواضعهم؟ ما أصدق لهجتهم؟ ما أشد صبرهم؟


لما ركبنا في رحلة داخلية في الطيران من صنعاء إلى تعز أبى كابتن الطائرة الأخ حسن العيدروس إلا أن يجلسني إلى جانبه في قمرة الطائرة؛ حيث يقود الطائرة مع مساعده ويحدثني عن المشاهد تحتي من الجبال والأودية وبقايا الآثار وعبق التاريخ ومعالم الحضارة، وفي صنعاء استقبلنا سفير خادم الحرمين الشريفين، الأستاذ أبو فارس علي الحمدان، الذي كان معنا من أول الرحلة بكرمه وشهامته وذكائه وأصالته،


 لقد قلت في خطبة الجمعة: لا تحزن يا شعب اليمن فالله معك، ومن كان الله معه انتصر على العدو والغم والكرب والجوع والفقر والاختلاف، لا تحزن يا شعب اليمن فقد اجتزت كل أزمة بامتياز، وتخطيت كل كرب بشجاعة حتى قال شاعرهم بعدما صنعوا الاستقلال، وحطموا المستعمر، ودكوا معاقل المحتل:


 • يومٌ من الدهر لم تصنع أشعته ـ شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا.


 لا تحزن يا شعب اليمن فأنت على المنهج الوسط منهج الكتاب والسنة، وسوف تنتصر على أهل الغلو وأرباب التحلل من أعداء الدين، كما انتصرت منذ فجر التاريخ على الأحابيش، والإنجليز والغزاة والطغاة، فصار اليمن مقبرة لكل مستبد وملحد وزنديق، لا تحزن يا شعب اليمن، فأنت حامل رسالة الإسلام وصاحب حضارة، ووريث مجد، وسليل أصالة، وحافظ ميثاق، ومهما نسيت من المشاهد فلن أنسى أبداً جامع الصالح ذاك المعلم الحضاري والصرح الرباني والبناء التاريخي الذي اشتركت فيه العقول والفنون والأيادي، فاجتمع الإبداع والجمال والأصالة والمعاصرة، فصار منبراً للهداية وجامعة للمعرفة، فيا لروعة البناء ويا لعظمة العطاء، ويا لجمال العزة الشماء، فهو بحق شامة في جبين الدهر، وهو تحفة في فنه المعماري، وآية في جمعه لليمنيين، أتباع سيد المرسلين وأنصار رب العالمين وأعداء ماركس ولينين وستالين وغيرهم من الملاعين والشياطين، اللهم أحفظ اليمن موحداً آمناً مطمئناً عزيزاً كريماً وسائر بلاد المسلمين، شكراً لليمنيين الميامين، وتحية لشعب اليمن الأبي المناضل:


• ألا لا أحب السير إلا مصاعداً ـ ولا البرق إلا أن يكون يمانيا.


ومن نسيت من الأعلام والرموز فالعذر عند كرام الناس مقبولُ


* عن الشرق الاوسط









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024