الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 10:33 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم-صالح الخباني -
يحقدون حتى على الموتى
جامعتا "الأحقاف" و "مرعي" مؤسستان علميتان تمارسان دوراً مشرفاً، ومشرقاً في إعادة الاعتبار إلى وجداننا الروحي بعد أن ألحق المتشددون بسماحة الدين الحنيف مساوئ العنف والتطرف.
"الأحقاف" تقع في محافظ حضرموت، فيما تربض جامعة "مرعي" في محافظة الحديدة. ومن هاتين المنارتين يرتفع الق العلم مشعاً في الفضاءات الرحبة مبدداً العتمة التي لملمتها من الدياجير تلك الرؤوس التي أصبحت خزنات مغلقة لا شيء فيها سوى العنف، والتطرف، ولا يعشعش داخلها سوى الظلام، وعشق السكاكين ومعاول الهدم، والموت.
وفي خضم هذا الجموح، لم تترد جماعات الجهل عن استهداف هاتين الجامعتين. ولعلعت الدعوات الكسيرة في بيان حمل عنوان "نداء وتحذير" يهاجم الجامعتين، ويدعو إلى الانقضاض على القبور.
البيان بحد ذاته مدعاة للسخرية والهزء، مبعث السخرية أن نبش القبور الذي كان مادة في الحكايات القديمة التي تهدهد بها الأمهات رؤوس الأطفال قبيل نومهم، قد خرجت من الأسطورة الفجة إلى الواقع على أساس أنه دين، وصار بمستطاع المرء رؤية رجال لا يخجلون من حمل رايات الحروب ضد المقابر والموتى من المسلمين، ثم يعلنون أسمائهم على ملأ كأبطال مجاهدين.
ولم يكن لافتاً أن يصف أصحاب البيان تلك الجامعتين بأنها "مقيتتين" ذلك أن أحزاب الخفافيش لا يجدوا في النور متنفساً لممارسة حياتهم فيحاولون إطفاء النور حتى يتسنى لهم نشر الفساد.
وقد تزامن البيان الحاث على أسوأ الأفكار مع حملة جهادية طالت العديد من قبور المسلمين تدميراً ونبشاً، ولم تبرح جماعة متطرفة أعمال سيوفها غرزاً في قبر العلامة محمد بن شيخان بن علي السقاف الواقع في مديرية دار سعد بمدينة عدن، وكذلك هدم القبة الواقعة في المسجد الذي بني هناك عام 1948م. وقبل هذا تم طرد إمام المسجد واستبداله بإمام آخر ذو ولاء حزبي لمظلة النباشين.
وإلى جانب الانتكاس العقلاني في الحرب الدائرة على القبور ثمة انتكاس آخر يتصل بالبنى القيمية الإنسانية عاكساً أشرس صور السقوط، فالذي يحمل راية الجهاد على ضريح العلامة محمد بن شيخان هو –عضو المجلس المحلي عن حزب الإصلاح- أحد الذين لاقت اسرته رعاية ذلك الرجل الصالح والترعرع تحت سقفه !
ولا أقول بذلك أن نباش القبور لا يراعي المعروف، ذلك أن الظاهرة الفكرية تتجاوزه إلى عرض طوابير من النباشين انطلقوا من قمقم واحد تزداد عتمته حيناً بعد حين. هؤلاء الذين يقضون مضاجع الآمنين ينبثون مثل الجراد المشرد، يجدون في المساجد مناكر، وفي صفوف الراكعين والساجدين أهدافاً لشرورهم المستطيرة، ويفردون عضلاتهم شاهرين السيوف والرماح في صدور الموتى، يعشقون الدمار والخراب ويتمنون رؤيتها تطال كل شيء حتى الأضرحة لم تسلم من عوث أياديهم.
وهنا فإن الحاجة إلى مدارس دينية معتدلة تضع في الرؤوس نور الله وحبه وحب عباده، على غرار جامعتي "الأحقاف" و "دار المصطفى" و"جامعة "مرعي" وغيرها باتت مسيسة، بعد أن صالت مدارس العنف التي لوثت الحياة بدمى بشرية نشرت الرعب حتى داخل المسجد التي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم من دخل المسجد فهو آمن.. تابعوا المآسي التي لم تجف.. ففي لحج، وعمران، وصنعاء، وذمار سقطت جثث المصلين في بيوت الله بتلك الأيادي المضرجة، وما عسى أن يقال عندما يندفع متشدد ليفجر كل ما لديه من أسلحة وحقد فوق جموع الساجدين من نساء، وأطفال، وشيوخ، ورجال ثم يبرر جريمته بأنه يطهر قريته كحال حادثة مديرية عتمه بمحافظة ذمار الأسبوع الفائت.
إنه الحقد الذي قذف به على رؤوس الاحياء ،وما انفك الحاقدون ينفثون سمومهم حتى في تراب الموتى.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024