الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 11:42 ص - آخر تحديث: 02:33 ص (33: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة
المؤتمر نت - كوكبان

المؤتمرنت - ترجمة عماد طاهر -
رحلة إلى كوكبان اليمن
أطل أمامنا ونحن ذاهبون إلى مدينة كوكبان الأثرية فضاء واسع من هضبة واسعة فكان أن رأينا وادي فسيح اضطرني إلى النزول للاستمتاع بذلك المنظر ولكن إلى أي مكان انظر؟ إن الامتداد المترامي الأطراف الممتد أمامي جعلني انظر في هذه النزهة في الأراضي المرتفعة اليمنية في خريطة مرسومة يدويا والتي قام بنسخها مضيفنا يحيى من خريطة أخرى يدوية غير معروف أصلها والتي كانت مضاف إليها أسماء قرى يمنية بالعربية.
من حسن حظي، أن انطلاقي كان إلى قرية محصنة مثل كوكبان ما يبرهن انك أصبحت يمني مقابل أن تبدل التزامات لمدة ساعة، لقد كان هناك واحد من عدة رجال يسيرون عبر طريق ترابي انه مدرس يمني، ومدرسته تقع في هذا الوادي قال متهللا ، انظر إليهم مشيرا إلى واحد من عدة رجال يسيرون عبر الهضبة المتربة إلى الطريق طلاب من كوكبان حيث كان يمر من هناك أربعة رجال يمشون خارجين من منازلهم إلى مختلف المدارس حيث كانوا يدرسون .


كان المعلم الذي كنت اتبعه بناظري يعمل في مدرسة بعيدة، في قرية تدعى( بدجة) ، الذي قال انه يستغرق منه المجئ منها ما بين ساعة إلى ساعتين ونصف من المشي كل يوم. في نهاية اليوم الدراسي يعود بعد الظهر مشيا إلى كوكبان. يقول نذرت أن لا أشكوا أبدا من أي وقت مضى من يوميتي مرة أخرى.
لم نستغرق وقتا طويلا من اجل استنفاذ كل إمكاناتنا في لغة الآخرين ، ونحن استقرينا في صمت جميل وكأننا في مغامرة عبر هذه الهضبة ، مع تقدمنا بين الفينة والأخرى لمواكبة مشيته التي تظهر بنقاوة بشكل واضح من المشي الطويل في كثير من الأحيان.
هذا الجزء من اليمن ،يبعد عن العاصمة صنعاء بضع ساعات بالسيارة ، تتميز الصخور المرتفعة الرسوبية ، بطبقة صلبة، لقد كانت هذه الطبقات هي المسئولة عن الجفاف في هذه الهضبة الجافة والفقيرة التي يبلغ طولها حوالي 20كم ، منها 5 كم على طول الوادي.
على مر السنين نحتت الرياح والمياه في الطبقات الأقل ليونة ، وخلقت المنحدرات مجرد نقوش على الهضبة وأحيانا فقط خلقت خطوط ملاحة في الوادي الذي كنا فيه.


ونحن ننحدر نحو قرية كوكبان رأينا هناك ثلاثة مدرسين آخرين واحدا تلو الآخر ، يأتون نحونا على الطريق فانحرفت بنا بالسيارة إلى المسار اليمين على الطريق التي كانت ترى بالكاد لقد كانت فرصة لاكتشاف تلك المنطقة الأصيلة.


بعد ساعتين ، وصلنا إلى شفة الوادي ، وتمكنا من رؤية البيوت المبنية من الطين و الملونة بالألوان الزاهية الجميلة والحقول الخصبة مرتبة على شكل هلال.
اخترنا طريقنا إلى الأسفل من خلال سلسلة من المسارات السهلة على حافة حقول المدرجات على مشارف القرية ، وعند هذه النقطة افترقنا ونحن متشابكين الأيدي لكنني لم أكن اعرف أنني لدي قدرة على البقاء على قيد الحياة في هذا ارتفاع.



في غضون بضع دقائق ، كان هناك بعض أطفال في تلك القرية يرقبوني من بعيد ثم أتوا نحوي بسرعة وكانوا يتفوهون لي بكلمات توحي بالمساعدة حسب ما عندي من كلمات من اللغة العربية لكن الكلمات نفسها عبارة عن صورة توحي إلى أنهم قد تأثروا بعالم السياحة .
وفي واحدة من هذه الهضاب الممتدة في الوادي ، أصبح الطريق أكثر وضوحا بكثير على الرغم من هواجس مرشدنا ، وبان لنا أننا في نهاية الطريق ، وكان واضحا أن السكان المحليين استخدموا هذه الطريق بهذا النحو للسير بما يعادل السير على الطريق السريع.

وفي القسم الضيق من الطريق التي تؤدي إلى قرية الأخرى الواقعة على مفترق طرق مع طريق أخر التي ايضا كانت بالكاد ترى باستثناء بعض خطوط الكهرباء التي تربط هذه القرية بالعالم الخارجي ، بدا أن الأمر لم يتغير من قبل ألف سنة، المنازل مبنية من الطين والصخور على الطراز البدائي و على النمط اليمني الأصيل كما لو أنها تريد أن تنمو على شكل متناسق من قاع الوادي وتبدوا الأبواب والنوافذ مصنوعة من جذوع الأشجار المحلية، على الطراز المعماري الأصيل الذي يعكس الخصوصية التي يتميز بها اليمن..
إلى هنا كانت الجداول تتدفق وعلى كل متر مربع تغطيه الزراعة من خلال هذه المدرجات المبنية بشكل مثير للإعجاب ، على الرغم من أن شجرة القات تواصل هيمنتها على هذا المجال من حين لآخر إلا أن هناك بعض البقول وغيرها من المحاصيل الغذائية المفيدة و تنتشر في جميع أنحاء مزارع القات أبراج صغيرة تستخدم لحراسة شجيرات القات من السرقة .

لقد قضينا ساعات قليلة لتتبع المسارات المتعرجة على الأقدام التي تشكل الطريق الرئيسي إلى أسفل الوادي ، عبر ممر واحد من الجداول الأخرى ، وأحيانا أجد نفسي عالقا في طريق مسدود مما يضطرني إلى العبور في المرعى و الذهاب عبر القرية لاختيار المسار الرئيسي أو التراجع إلى مفترق طرق آخر.
في ذلك الوقت أصبح الوادي مسطحا وأصبحت الصخور جرداء ، وفي الجانب الآخر هناك طبقة من الصخور الرسوبية الثابتة التي تعرت من التآكل ، مما جعلت من الوادي يبدوا وكأنه معلقا في نهايته مع بروز الصخور التي تقع على الجانب الأخر من القرية المحصنة.

لقد كان الأطفال المحليين يلعبون بمرح في برك من المياه التي تأتي من المنبع حيث كانت نساء القرية تستخدمه لتنظيف الملابس والأواني على بعد 50 متر أو نحو ذلك ، لقد كان الجدول يتدفق إلى الوادي الواسع حيث تقع قرية الأهجر الموجودة على جانب طريق.

لقد أغلقت نافذة السيارة، ليس لأنني لست بحاجة لأن أرى الطريق لكن بسبب التأثير الذي بدا واضحا عندما بدأت الاستماع إلى جوقة مألوفة "فلوس" أنها آتية من بعض الأطفال، لقد تبين أنهم أكثر إصرارا من إخوانهم في القرية الأخرى وكنت اقل سعادة عندما غادرتهم خالي الوفاض، وأنا في طريقي إلى جانب سلسلة من التعرجات الصخرية إلى الوادي الرئيسي ، سمعت ورأيت قبضة صغيرة الحجم تأتي من الصخور التي تتطاير في الهواء كما انه كان هناك صبيين عبروا عن استيائهم من ذلك، لحسن حظي أنني انحرفت عن الطريق بعد فترة وجيزة وضعني خارج نطاقها.

لقد خلدت هذه الرحلة في ذاكرتي ذكريات لن أنساها انه بلد الألف ليلة والأرض السعيدة فعلا كما وصفها الأقدمون.

المصدر / The National Newspaper
بقلم / John Henzell








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024