السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 08:06 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

أحداث من الواقع اليمني

المؤتمرنت - لوسيل فيفرير- ترجمة- نزار العبادي -
التعاون الطبي الفرنسي على بساط الثورة .. (نقلاً عن الفرنسية)
في نهاية يونيو 1947م وصل الدكتور "بيرا فيفرير" إلى صنعاء لينضم إلى البعثة الطبية الفرنسية التي كان يرأسها شخص قدمته الكاتبة بوصفه (العقيد الطبيب). وكان "فيفرير" اصطحب معه زوجته "لويزا"، وابنته "لوسيل" البالغة 17 عاماً، وولديه "لوسين" البالغ 21 عاماً، و"بيرا" 13 عاماً. إلاّ أن "فيفرير" لم يصمد أكثر من أربعة أشهر فمات بعدها.
سمح الإمام يحيى- الذي كان موضع عناية "فيريرا"- لعائلته بالبقاء في دارهم في "بير العزب" حتى ينتهي من ترتيب عودتهم إلى فرنسا. إلاّ أن الإمام ما لبث أن تعرض للاغتيال في عام 1948م مما تترتب عن ذلك بقاء عائلة الدكتور حتى شهر يوليو التالي في العاصمة صنعاء.
سردت "لوسيل فيفرير" قصتها عن الفترة التي أمضتها في صنعاء معرجة على رحلتهم البحرية من طنجة إلى عدن،ومن ثم الرحلة إلى الحديدة براً، مروراً بمرتفعات تعز؛ حيث وقع الوالدان، والأنباء بخديعة ولي العهد، الذي كان يستعد لاستقبالهم.
كانت عائلة "فيفرير" محافظة، وسعيدة في حياتها؛ فالأبناء كانوا مسرورين باستكشاف الأشياء القديمة، والعالم الخلاب المحيط بهم، لكن سعادتهم نغصها موت والدهم الذي جّر عليهم شكوى أليمة من مؤامرات العقيد الطبيب.
كان على "لويزا فيفرير" وأبنائها التوجه إلى مكان ما في ذلك المجتمع الأوربي الصغير، بحثاً عمن يخفف عنهم وقع الفاجعة، فكانوا أن توجهوا نحو "الفونس ليبمان" وهو رفيق سابق، وإلى "جون هويت" صاحب مكتب مسح الأراضي الصحرواية، وإلى "ماركوس دانزكر" الرجل الغريب الأطوار، والطيب أيضاً الذي كان يعمل كبير المهندسين عند الإمام.
احتفظت المؤلفة بكثير من التفاصيل الصحفية عن تلك الأسابيع الخمسة الصاخبة لتستمد منها أحداث الفصلين التي كتبتهما عن اغتيال الإمام يحيى، والثورة التي لم يكتب لها عمر طويل بقيادة عبدالله الوزير، والتي انتهت بحصار، واعتقال، وبنهب صنعاء على أيدي القوات الملكية للإمام أحمد.
إنها هوامش تاريخية فريدة، ومثيرة تعقبت مفرداتها اليومية فتاة صافية الذهن على نحو مثير للاهتمام. وقد تضمن كتابتها صوراً عديدة ومختلفة بينها صورة مفزعة لرأس أحد المتآمرين الذين تم إعدامهم أمام الملأ، والتي لا يجرؤ أحد من إخوانها رؤيتها.
سمح الإمام يحيى بدفن الدكتور "فيفرير" عند حافة تل على مسافة بضع كيلوا مترات من صنعاء، ووضع عليه صليب حجري لتمييز القبر. ثم عاودت لوسيل فيفرير المجيء إلى صنعاء عام 1981م لتزور القبر من غير أن تضع في حسبانها التغيرات التي قد تجدها بعد غياب طال (33) عاماً. لكن سرعان ما دبّت السكينة في نفسها من خلال الاستقبال الحار، والودود.. وكم كانت مسرورة إذا لاحظت أن شوارع المدينة تخلوا تماماً من أولئك السجناء الذين تكبل القيود أقدامهم.
إن هذا السرد الروائي الواقعي للحياة اليمنية خلال الأربعينيات يحاكي ما كتبته "كلوديا فاين" في (كنت طبيبة في اليمن) والتي كانت إحدى الملتحقات بالبعثة الطبية الفرنسية في عام 1950م؛ فرواية لوسيل ثرية بالحكايات الشعبية، ومفعمة بروح الشباب، ولعل كتاب "لوسيل فيفرير" سيكون مثيراً، وممتعاً، ومسلياً، لكل أولئك الذين يشاطرونها الأحاسيس مع اليمن، وشعبها.
وما يجدر أن أسجله هو أن لمن المحزن حقاً أن نرى اسم ذلك المكان التاريخي (زبيد) وقد انقلب إلى (زبيب) على الخرائط، وفي الكتابات، وأن نرى (بير العزب) قد فارقها سكونها المعهود .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024