واشنطن تروّج لـ"انهيار نظام الخرطوم" أكدت الإدارة الأمريكية، أمس، أنها ستراقب عن كثب كيفية تعامل الحكومة السودانية مع مسيرة المعارضة اليوم (الخميس)، وأعربت عن خشيتها من أن يؤول الأمر إلى “انهيار النظام”، فيما بدا غريباً هذا الذي يصدر عن واشنطن، وهل يندرج في باب الأمنيات أم الحرص؟ وقالت مصادر أمريكية مطلعة ل”الخليج” ان ادارة الرئيس باراك أوباما ستراقب وستتابع عن كثب الموقف في السودان، خاصة أسلوب تعامل الحكومة اليوم مع مسيرة المعارضة . وأوضحت ان ادارة أوباما يهمها بالأساس تطبيق اتفاق نيفاشا للسلام الشامل بين جنوب وشمال السودان، خصوصاً قانون الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب المقرر في أول ،2011 والذي تسبقه انتخابات ابريل/نيسان ،2010 وذلك بغض النظر عن أي تفاهمات أو أجواء إيجابية تمت مؤخراً بين الخرطوم وواشنطن، أو خلال زيارة المبعوث الأمريكي سكوت غريشن . علمت “الخليج” أنه رغم التفاهمات المبدئية بين الخرطوم وواشنطن فيما يتعلق بالتعاون الأمني، إلا أن الإدارة الامريكية وضعت خارطة توقعات لما قد تسفر عنه مسيرة المعارضة اليوم، والتي قال مراقبون في واشنطن ل”الخليج” إنها قد تصل إلى مستوى التهديد بنهاية الحكومة السودانية الحالية إذا ما قرر الجناح المتشدد مواجهة المسيرة بالقمع والعنف . وادعى هؤلاء المراقبون ان واشنطن لديها تقييمات بقرب نهاية النظام السوداني، لأن الشارع يبدو هذه المرة متوحداً في ظل موجة الغلاء غير المسبوق، وتحسب قوى المعارضة من احتمال تقسيم السودان، وهو الأمر الذي تحاول هذه القوى بكل ما تملك منعه حتى يظل السودان موحداً . وكان غريشن قد أعرب عن قلقه العميق إزاء التطورات الجارية في السودان، وحث الاطراف كافة على ممارسة ضبط النفس، وشدد على أن المفاوضات حول القضايا المنصوص عليها في اتفاق السلام لا يمكن أن تتم في أجواء الترهيب . وكانت الخارجية الامريكية قد دعت الحكومة السودانية في بيان رسمي إلى السماح بحرية التعبير والتظاهر السلمي وفقاً لروح الدستور الانتقالي، وشددت على ضرورة تهيئة المناخ بما من شأنه أن يفضي إلى انتخابات ذات مصداقية . ودان البيان قمع حرية التعبير والتجمهر وانتهاك حقوق الحماية ضد الاعتقال والاحتجاز التعسفي . كما دان استخدام العنف ضد المتظاهرين في مسيرة الثلاثاء والتعرض للشخصيات السياسية بالاحتجاز والعنف . |