الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 06:50 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. عبده  البحش
د. عبده البحش -
صناعة الإرهاب في اليمن(دور المدارس الدينية)
شهد العالم العربي والإسلامي في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين وحتى يومنا هذا ظاهرة انتشار المدارس الدينية المختلفة والمتعددة في الرؤى والمذاهب وحتى المتناقضة أيضاً في الكثير من التفسيرات والعقائد وساعد على ذلك التوجه الاستراتيجي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية التي عمدت إلى إذكاء الروح الدينية في بلدان العالم الثالث لأغراض سياسية تتعلق بمواجهة المد الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي الذي كان الخصم اللدود للولايات المتحدة الأمريكية ومنظومة الدول الرأسمالية الأوربية والتي تكتلت وشكلت حلف الناتو ، والذي ما يزال قائماً حتى الآن، بينما انهار خصمه التقليدي حلف وارسو، الذي كان يضم مجموعة الدول الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفيتي الذي انهار عام 1990م.
ولأن اليمن جزء من العالم العربي والإسلامي يتأثر بما يجري وما يحدث في هذا العالم، لذا فقد شهد اليمن ظاهرة انتشار المدارس والمراكز الدينية بشكل كبير، حيث تشير بعض الإحصائيات أن عدد هذه المدارس والمراكز بلغ (4000) آلاف مركزاً ومدرسة منتشرة وموزعة في مختلف محافظات الجمهورية ، وهذه المدارس والمراكز الدينية تمارس نشاطاتها بمعزل عن إشراف أو توجيه أو رقابة الدولة وإنما كانت تمارس نشاطاتها وفقاً لتوجيهات وسياسات الجماعات الدينية القائمة عليها والتي هي بطبيعة الحال جماعات متعددة ومختلفة منها السلفية المتشددة والسلفية المعتدلة وجماعة الإخوان المسلمين التي تشارك في الحياة السياسية والديمقراطية من خلال حزب الإصلاح المعارض أكبر أحزاب اللقاء المشترك ، ومنها الشيعة الإثنا عشرية والشيعة الزيدية والشيعة الإسماعيلية ...الخ.
المدارس الدينية والتطرف في اليمن
عرف اليمن عبر تاريخه الطويل بالتسامح الديني والمذهبي فعاش اليمنيون عبر تاريخهم في أمن وسلام ومحبة وتسامح عدا بعض الصراعات البسيطة ولفترات مؤقتة سرعان ما كانت تنتهي ويعم الأمن والسلام والمحبة والتسامح وتعود الحياة إلى طبعتها ويتعايش الجميع بالرغم من تنوع وتعدد مذاهبهم ، ولم يكن التطرف والغلو سمة من سمات اليمنيين عبر تاريخهم ، كما أن التطرف لم يجد له طريقاً أو منفذاً إلى حياتهم التي كان يسودها التسامح والتعايش السلمي.
ولكن بعد انتشار المدارس والمراكز الدينية في اليمن كما أشرنا سابقاً والتي كانت تنشط بحرية مطلقة ، ومع شديد الأسف فقد كرست بعض هذه المدارس نشاطاتها بطريقة غير سليمة فعبأت الشباب بالأفكار المتطرفة والمتحجرة التي لا تقبل الحوار ولا العقل ولا المنطق واستغلت هذه الجماعات الدينية الشباب وهم في مراحل عمرية صغيرة غير واعية وغير قادرة على التمييز بين الصواب والخطأ ، فأنتجت جيلاً من المتطرفين سببوا وما زالوا يسببون الأذى الكبير للدولة والمجتمع سواءً بأفكارهم المتطرفة أو بتصرفاتهم وسلوكهم الذي لا ينسجم مع طبيعة وجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى الوسطية والتسامح والابتعاد عن التطرف والتشدد والغلو.
المدارس الدينية وتكريس الطائفية في اليمن
مع انتشار المدارس والمراكز الدينية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ونظراً لأن هذه المدارس والمراكز متعددة ومختلفة من نواحٍ عديدة وخصوصاً الناحية المذهبية من قبيل سنية ، شيعة ، سلفية ، صوفية ، إخوانية ، اثنا عشرية شيعية ، زيدية شيعية ، إسماعيلية شيعية ...الخ.
وبطبيعة تنوع هذه الجماعات وهذه المدارس فقد سعت كل طائفة إلى تكريس معتقداتها ونشر أفكارها في أوساط المجتمع مما أدى إلى نشوب صراعات فكرية طائفية بين مختلف هذه الجماعات وسارع كل فريق إلى محاربة الفريق الآخر والسعي إلى إقناع أكبر عدد من الناس وكسبهم إلى جانبه ، فشهدت العديد من المدن والقرى مصادمات بين هذه الجماعات الطائفية للاستيلاء على المساجد وتسخيرها لنشر خطبهم وأفكارهم ومعتقداتهم الطائفية كما ارتفعت حدة الصراع والتنافس بين الجماعات الدينية الطائفية على الصعيد الفكري والعقائدي والذي تمثل في افتتاح المدارس والمراكز الدينية الطائفية في العديد من محافظات الجمهورية وبدعم من بعض القوى الخارجية ، وكذلك ما يسمونهم فاعلي الخير والجمعيات الخيرية.
هذا التنافس الطائفي المحموم أدى إلى تأزم الأوضاع الاجتماعية في عموم اليمن وأصبح الحديث في الشؤون الطائفية والمذهبية هو السائد في الأوساط الاجتماعية التي بطبيعة الحال تتأثر بما يجري من تكريس للطائفية من قبل عموم الجماعات الدينية التي تدير وتشرف وتوجه المدارس والمراكز الدينية من دون أي رقابة من قبل وزارة الأوقاف.

المدارس الدينية وعمليات العنف والإرهاب في اليمن.
شهدت اليمن في السنوات القليلة الماضية عمليات عنف إرهابية وحروب متتالية بين الجيش والجماعات الإرهابية آخرها الحرب السادسة التي تدور الآن بين قوات الجيش والأمن وجماعة الحوثي الإرهابية في محافظة صعده وبعض مديريات محافظة عمران. هذه العمليات الإرهابية الإجرامية كما نلاحظ وللأسف الشديد أنها جاءت نتيجة إفرازات المدارس الدينية التي مارست نشاطها وكرست أفكار التطرف والغلو في أوساط الشباب الذين تم تجنيدهم وتطويعهم ومن ثم دفعهم لارتكاب أعمال إجرامية إرهابية لا يقرها دين ولا منطق ولا عقل ولا ضمير ، من قبيل قتل السواح الأجانب ، اختطاف السواح والدبلوماسيين الأجانب ، قتل واختطاف العاملين الأجانب في بلادنا وكذلك ضرب المصالح الحكومية والسفارات الأجنبية واغتيال الشخصيات السياسية كما حدث في جريمة اغتيال السياسي المعروف جار الله عمر وكذلك استهداف رجال القوات المسلحة والأمن والاستيلاء على المقرات الحكومية وتخريب الممتلكات العامة وهو ما تقوم به جماعة الحوثي الإرهابية التي تتمرد على الدولة وتخالف النظام والدستور والقانون وتحاول أن تفرض على الناس أفكارها الطائفية الغريبة بواسطة استعمال القوة والعنف والإرهاب كما أن تنظيم القاعدة الإرهابي نفذ العديد من العمليات الإرهابية في اليمن من قبيل قتل السواح الأجانب الأبرياء وضيوف اليمن ومهاجمة السفارات الأجنبية في اليمن واستهداف السفن الأجنبية في موانئنا ، وبهذا قدم الإرهابيون صورة مشوهة وبشعة عن الإسلام وأساءوا إساءة بالغة إلى سمعة الجمهورية اليمنية حتى بات الآخرون يتصورون أن الإسلام هو دين الإرهاب والقتل وسفك الدماء وأن اليمن هي معقل الإرهاب والتطرف والعنف.
الآثار المترتبة على عمليات العنف والإرهاب
عانت الجمهورية اليمنية ما لم تعانيه البلدان الأخرى من وطأة الإرهاب وعمليات الإرهابيين الإجرامية التي كلفت الدولة ثمناً غالياً تدفعه على حساب الاقتصاد الوطني والتنمية الشاملة فضلاً عن الخسائر البشرية المتمثلة بقوافل الشهداء من رجال القوات المسلحة والأمن الأبطال خيرة أبناءنا وكذلك الخسائر في الممتلكات والمعدات التي تقدر بـ عشرات المليارات من الريالات ، ناهيك عن الخسائر في القطاع السياحي الذي كان يشهد نمواً مضطرداً ويعود بالخير على الخزينة العامة للدولة وأفراد المجتمع ، ولكن بعد العمليات الإرهابية التي استهدفت السواح الأجانب أصيب القطاع السياحي بالشلل وتوقفت السياحة بشكل شبه تام وحرمت الخزينة العامة للدولة من أحد الروافد الهامة في شرايين الاقتصاد الوطني ، كما أن قطاع الاستثمار في اليمن تضرر هو الآخر بسبب العمليات الإرهابية سواءً الاستثمار الأجنبي أو الاستثمار المحلي فالمستثمرون يبحثون عن بيئات آمنة ومستقرة تضمن سلامة استثماراتهم وأموالهم وهو ما تفتقره اليمن وللأسف الشديد بسبب الأعمال الإرهابية التي شهدتها وتشهدها اليمن ، الأمر الذي جعل المستثمرين العرب والأجانب يحجمون عن الاستثمار في اليمن وبذلك خسر اليمن رؤوس أموال كبيرة كان من الممكن جلبها إلى اليمن لإنعاش الحياة الاقتصادية وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل ، بل أن الأقسى من هذا والأمر أن بعض المستثمرين الأجانب بدءوا يسحبون استثماراتهم من اليمن ، وأيضاً المستثمرين المحليين بدءوا يفكرون باستثمار أموالهم خارج اليمن بسبب الأوضاع الأمنية المتردية التي سببها الإرهابيون في محافظة صعده وغيرها من المحافظات التي تشهد عمليات قتل واغتيالات وتقطعات من قبل الجماعات الإرهابية التي لا تريد لليمن الأمن والاستقرار والرفاء.
الحلول والمعالجات
لكل داء دواء ولكل مشكلة حل وللحد من ظاهرة الإرهاب والعنف في الجمهورية اليمنية خصوصاً بعد أن وصل مرحلة لا يمكن السكوت عليه وأصبحت وحدة البلاد مهددة بالخطر ونظامها الجمهوري أيضاً مهدداً ناهيك عن ما أصاب اليمن من سمعة دولية سيئة بوصفه من معاقل الإرهاب الدولي ولهذا نقترح جملة من الحلول والمعالجات للقضاء على الإرهاب وعلى النحو التالي:
1- إغلاق المدارس والمراكز الدينية غيرالمرخصة في عموم محافظات الجمهورية أياً كان نوعها أو شكلها وعدم السماح لأي جهة أياً كانت بممارسة التعليم الديني من دون رقابة وإشراف من قبل الدولة.
2- حث وزارة الأوقاف والإرشاد أن تتحمل مسؤولياتها في الإشراف على المراكز والمدارس الدينية وإعداد مناهج دينية تنسجم مع المصلحة الوطنية العليا وتعزيز السلام والأمن الاجتماعيين.
3- عدم السماح بممارسة الأنشطة التي تكرس الطائفية وتعمل على توتر العلاقات الاجتماعية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.
4- إعداد قائمة بالعناصر المتطرفة وكذلك العناصر الطائفية ومنعها من مزاولة التعليم الديني والخطاب الوعظي والإرشادي.
5- ترشيد الخطاب الديني في المساجد ورسم الخطوط العامة للخطباء بحيث يؤدي الخطاب الوعظي والإرشادي مهامه النبيلة بما يعزز وحدة الأمة المسلمة ويحفظ مصالح الشعب ويدعم الأمن والاستقرار ويحفظ السكينة العامة.
6- حث وسائل الإعلام المختلفة كي تولي أهمية بالغة في إبراز الخطاب الديني الوسطي المعتدل الذي يحث على التسامح وينبذ التعصب والتطرف بما يعزز ثقافة التسامح والاعتدال التي هي أساس وجوهر الدين الإسلامي الحنيف.
7- حث وزارة الأوقاف والإرشاد كي تقوم بتعيين خطباء للمساجد في كل أنحاء الجمهورية وتوجيههم الوجهة السليمة ومنع الأحزاب والجماعات الدينية المتطرفة والطائفية من استغلال المنابر والمساجد لصالح أهدافها ومشاريعها الهدامة.
[email protected]









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024