الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 05:06 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -

عبدالرحمن بجاش -
تريم ... صباح الخير
هذا الصباح سيكون حضرمياً بامتياز، وبالتوازي سيكون إسلامياً، حيثُ ستُتوَّج عروسُ الحواضر «تريم» عاصمةً للثقافة الإسلامية، وهي فُرصةٌ لو تعلمون عظيمة، أن يمدَّ العالم ناظريه إلى حيثُ أبدع الإنسان أوَّل ناطحات سحابٍ طينيةٍ وبأيدٍ يمنيةٍ من حضرموت الوهج الذي خرج من واديها وساحلها ليُضيء ما حوله من بحارٍ ويابسةٍ حتَّى غطَّى المساحة منها إلى ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة، وكُلّ تلك الجهات جنوب شرق آسيا.
الحضارم هُناك بنوا في كُلِّ وادٍ داراً، وصاروا عبر السنين سُفراء الإسلام إلى حيثُ هدى اللَّه تعالى الْبَشَر رافداً للدِّين العظيم، فصار أمر الدِّين مقروناً هُناك بالسُّفراء القادمين من شبه الجزيرة، وهل أذكى من الحضارم؟ بل هل هُناك أكثر منهم خُلقاً ودماثةً ومدنيةً؟

تزدان اليوم تريم، عروسُ اليمن الإسلامية، وترنو إليها كُلّ المدائن مُرسلةً أبناءها ليحيوا ما استطاعوا عُرسها، عُرس اليمن، الذي سيُتوَّج بكثيرٍ من الفعاليات، التي أهمّها - في نظري - خُروج تريم إلى العالم، وبعدها سيُمكن للأُخريات من مُدن التاريخ والتُّراث أن تسير في نفس الطريق، تصل إلى أذهان الآخرين، علماً وثقافةً وتُراثاً، وكُلّ فُنون المعمار التي لا نملك باسم كُلّ بيتٍ هُناك وكُلّ زُقاق، إلاَّ أن نُوجِّه باسمها ونيابةً عنَّا كُلّ مشاعر التقدير والاحترام لهذه الفنَّانة المعمارية المُتبتِّلة في محراب المعمار، وبالذات الإسلامي منه أينما وُجِد، في حضرموت، في زبيد، في صنعاء، أينما يكون، إذ لا بُدَّ لنا أن نشكر المُهندسة ريم عبدالغني، التي هي محورٌ قائمٌ بذاته في هذه الفعالية، التي ستستمرّ حتَّى نُوفمبر القادم، فهُناك بَشَرٌ بفعلهم العام والدائم، الذي يُمارسونه بهُدوءٍ بدُون ضجيج، ولو علمتم يعشق الإنسان الحجر والطين واللَّمسة الإنسانية في هذا الجدار أو ذاك، ويستطيع أن يتشمَّم روائح التاريخ، بالتأكيد يكون الإنسان استثنائياً لأنَّه يُحبّ ما يعمل، ولم أدرك هذا إلاَّ حين رأيتُ جمال الغيطاني في أزقَّة صنعاء القديمة، بيده مُفكِّرته، يجول بناظريه في الجُدران والتشقُّقات والقمريات والأبواب الخشبية، ويصيخ السمع، حين سألته : ماذا تفعل؟ قال : اسمع!! فتعجَّبت، ومن لحظتها وأنا أُدرِّب حاسَّة السمع لديَّ على سماع همس الحجر.

تريم باختيارها عاصمةً للثقافة الإسلامية، فقد أُعيد إليها اعتبارها، أُعيد الاعتبار للتاريخ، للتُّراث، لدور الإنسان في الفعل، في نقله حضارته إلى الآخرين، حيثُ لم تبخل تريم وحضرموت عبر الأربطة، وعبر أسماء الأعلام من عُلمائها، على الآخرين بشيءٍ من علمهم، خاصَّةً في علوم الدِّين، كما لم يبخلوا باللُّغة وكُلّ ما هُو تُراثٌ إنساني، وأجمل ما في الأمر أنَّ تريم ستُرمَّم عماراتها خلال عامها، ويكون للجُهد الذي تبذله ريم عبدالغني شُكرنا وتقديرنا.

وما نتمنَّاه أن لا تكون تريم وحدها العروس، بل إنَّ زبيد نُريد أن نراها عروساً عربيةً أو إسلاميةً مُستقبلاً، فتاريخها وتُراثها كفيلان بإثارة، ليس إعجاب الْبَشَر، بل واهتمامهم، ويكون للأمر فائدته الأُخرى أن يُعاد الاهتمام، بل وبالضرورة، أن تُعاد صنعاء القديمة إلى الواجهة، فصنعاء في هذه اللَّحظة لا تسرّ عدوَّاً ولا حبيباً، فكيف هُو السبيل لإعادتها إلى واجهة الصُّورة؟ فكُلّ ما فيها يستحقّ أن يُهتمّ به، والمُدن الأُخرى في بلادنا، وهي كثيرة، بحاجةٍ إلى جُهدٍ وطنيٍّ بالضرورة أن نراه ليس رسمياً - فقط - بل نُريد أن نرى جمعيةً في كُلِّ مدينةٍ تاريخيةٍ وأثريةٍ تُحرِّض الوعي الشعبي على المُحافظة والاهتمام، وتعمل كُلّ مُنظَّمةٍ على لفت الجُهد الرسمي إلى مدينتها، وتريم فُرصة - رُبَّما - لإعادة النظر في أنماط المعمار الحالية والوافدة، حتَّى لا يطغى الهجين في كُلِّ شيءٍ على الأنماط المعمارية، وبالذات النمط الصنعاني، الذي أُضيف إلى أنماط المعمار العالمي.
إنَّ لدينا بضاعةً لو أحسَّنا عرضها والاهتمام بـ «رصّ» أدواتها وفي «الخانات» المُناسبة، فسنأتي بالزبون الذي هُو المُهتمّ من أقاصي الدُّنيا، ومُدن هذه البلاد زاخرةٌ بكُلِّ ما يرفد الحضارة الإنسانية بالجديد الذي هُو قديمنا، فقط علينا أن نُنمِّي الوعي العام، ونُحسن أداء الإدارة لإخراج كُنوزٍ لا تزال في السُّهول والسواحل والجبال وبطون الأودية وتحت التُّراب.

وبالمُناسبة، لا أدري لماذا نغفل الحديث دائماً عن الجوف، فكامل مساحتها، وهي بكر، لا تزال تحتفظ بما سيأسر الألباب، اهتماماً وإعجاباً بتاريخ اليمنيين.
وتخيَّل الأمر، فأن ينطلق الإنسان في رحابها ابتداءً من الجوف وحتَّى أقاصي المَهَرَة، مُروراً بشبوة، التي هي الأُخرى جُزءٌ من تاريخٍ وتُراثٍ عظيمين، تخيَّلوا ما تكتنزه الأرض في هذه المساحة التي لا تحدّها إلاَّ حُدود تاريخٍ أسراره لا تزال مدفونةً تنتظر اليد المُدركة والواعية والعلمية أن تنفض عنها التُّراب وعن وجهها الغُبار.
ولاحظوا هُنا أنَّني لم أُشر إلى وزارة الثقافة وإدارة احتفائية «تريم»، التي ستكون رسالتنا إليهما في نهاية الفعالية ... وصباح الخير يا تريم.

البحري نُموذجاً
{ لكي أقرن القول بالفعل، وما قُلته بالاتِّصال، أُسجِّله كتابةً، فهُناك من العاملين حولكَ مَنْ يعمل بصمت، يحترم نفسه، يبني قُدراته، يُشيد بنيان حياته بهُدوء، يُنجز عمله هُنا وهُناك بلا ضجيج، تكاد لا تسمع حسّه، إنَّما يصيخ سمعكَ لما ينجز، الزميل عبدالواحد البحري نُموذجٌ يستحقّ التقدير
*نقلا عن الثورة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024