الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 07:40 ص - آخر تحديث: 02:40 ص (40: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
عباس غالب -
ثقافة السلاح

والتساؤل الذي يطرح نفسه أولاً: هل للسلاح ثقافة؟!.
الإجابة: دعونا ننظر للأمر من زاوية تاريخية.. لقد ورثت التجمعات البدائية قبل كل شيء النبال والرماح وابتدعت كل أشكال وأنواع السلاح الذي به تمسك بالفرائس وتغير بواسطته على القبائل الأخرى.
ولا غرو فإن السلاح بات بعد ذلك عنواناً للقوة والعنفوان، ومع مرور الزمن اختلطت المسائل، وتداخلت الأمور, حيث باتت الدول تقاس بترسانتها من الأسلحة, وهذه الأسلحة لم تعد مقتصرة على الأسلحة التقليدية بل تفتقت الذهنية البشرية عن أسلحة للدمار شامل.
ولسنا في معرض الإسهاب عن الترسانات التي وصلت إليها الدول والشعوب وامتلاكها لهذه الأسلحة؛ بل أزعم أنني أشير بأصابع مرتعشة إلى مخاطر امتلاك الجماعات المتطرفة للأسلحة التي تلحق الضرر والقتل, حيث باتت الأقطار العربية والإسلامية مرتعاً لهذه الأسلحة والقوى الخارجة عن القانون؛ تستهدف من تشاء وقت ما تشاء!!.
وفي اليمن ارتبطت ثقافة الشعب بالسلاح عنواناً للقوة ومدعاة للفخر والاعتزاز، حيث ظلت هذه الثقافة قائمة حتى اليوم.
وليس غريباً أن تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 50 مليون قطعة سلاح بين أيدي اليمنيين لم يستطع البرلمان منذ أكثر من عقدين سن تشريعات تحد أو تنظم حيازة هذه الأسلحة.
وخلال السنوات التي أعقبت إعادة تحقيق الوحدة ظهرت حروب عديدة كان أبرز عناوينها حرب صيف 94م, وكذلك حرب الحوثية في صعدة.
وثمة حروب استبقت قيام الوحدة عام 90م سواء كانت بين الشطرين والنظامين أم داخل كل نظام شطري على حدة.
ويؤكد ذلك ما حدث عقب قيام ثورة 26 سبتمبر بين الملكيين والجمهوريين، وما حدث بعد ذلك بين الجمهوريين أنفسهم، حيث انقسم الصف الجمهوري إلى قسمين، واتسمت تلك الفترة بثقافة الحسم العسكري على حساب التآلف الوطني.
كما أن جنوب الوطن وبعد سنوات من الاستقلال نجمت عن خلافات «الرفاق» حرب طاحنة أودت بقرابة 16 ألف قتيل خلال أيام قليلة, واتسمت بالحرب الشرسة.
< < <
ويبدو أننا لم نستفد من تلك الدروس والمعاناة حتى الآن خاصة وقد برزت اليوم إلى العلن حرب خفية يقوم بها بعض العناصر الخارجة عن القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية؛ الأمر الذي يجعلنا ننظر إلى المستقبل بقلق كبير.
إن ممارسات هذه العناصر تتسم باستهداف ضحاياها من المناطق الشمالية وتحت خطاب مناطقي استفزازي مقيت!.
ومن يتابع حوادث القتل الجنوني وخطف الناس والاستيلاء على ممتلكاتهم وإخلاء المكاتب التنفيذية من موظفيها بعد نهبها أو إحراقها؛ فضلاً عن التقطع وإشعال الحرائق في المؤسسات الخدمية والاستراتيجية إلى غيرها من أعمال التخريب والهدم؛ يدرك مدى تخوفنا مجدداً على المستقبل.
وأكثر ما نخشاه أن تكون ثقافة السلاح التي تربى عليها أجيال ممن عاشوا الحروب الأهلية داخل النظام التشطيري تحن إلى هذه الفوضى العبثية؛ خاصة أن المؤشرات على الواقع تقودنا إلى مثل هذه الاستنتاجات.
وعلينا أن نتساءل:
لمصلحة من الدعوة إلى إخراج قوات الأمن ومواقع الجيش من بعض تلك المناطق تحديداً؟!.
ولماذا استهداف المواطنين من لون جهوي محدد، واختيار مواطنين مسالمين من المحافظات الشمالية، علماً بأن أبناء المحافظات الجنوبية لا يقرّون مثل هذه الأعمال ويعتبرونها جرماً لا يعبّر عن المطالب الحقوقية لهم بأي حال من الأحوال؟!.
بعض الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في الحبيلين وحبيل جبر وفي ردفان وبعض مديريات الضالع ولحج ويافع وزنجبار تريد أن تمارس الوصاية على أبناء هذه المديريات والمحافظات بمحاولات فرض قانون الغاب وتعطيل كل عمل يهدف إلى إيصال الخدمات إلى أبناء هذه المديريات والمحافظات.
والواجب على العقلاء من اليمنيين إيقاف هذا التراجع في دور الدولة حتى لا تتحول هذه المديريات إلى مربعات للميليشيات وساحة للإعدام وبصورة يصعب اجتثاثها على المدى البعيد.
إن بعض ممارسات هذه العصابات لا تنم عن مطالب حقوقية وإنما تعبر عن كبت داخلي للثقافة الدموية القابعة في أذهان البعض.
ولا بأس هنا من إيراد بعض النماذج على دموية أمثال هؤلاء، ففي بعض الجرائم التي ترتكبها هذه العصابات تبدو وكأنها تمثل نظاماً سياسياً بات في حكم الماضي، حيث تعتمد أسلوب المحاكمات والإعدامات الفورية الميدانية غير القانونية بدم بارد، تدفعها إلى ذلك محاولة إعادة إنتاج ثقافة السلاح، وفي مخيلتها صور الماضي عندما كانت تتعمد إطلاق النار على المتجمهرين لتحميل فريق في العمل الكفاحي المسلح مسئولية ذلك وهو ما تتعمد اليوم ممارسته, حيث لا تتورع عن قتل أنصار لها لتحميل السلطة مسؤولية ذلك!!.
< < <
مثل هذه الجماعات الخارجة عن القانون في حمل السلاح مع فلول القاعدة وأنصار الحوثي وكل من له حسابات مع السلطة المركزية وغيرها؛ تقوم بكل ذلك من أجل إثارة الفوضى والعبث حتى يتسنى لها السيطرة الكاملة على هذه المناطق وتحويلها إلى مربعات للقتل وتفريغها من عوامل الأمن والاستقرار بما في ذلك الاستفراد بمواطنيها وتحويلهم إلى مجرد مخطوفين كما تفعل ميليشيات الفتن في كل عصر وزمان!!.
< < <
فهل حان الوقت لنزع فتيل هذه الثقافة التي تغذيها الرصاص والدماء والدمار والضغط على الزناد حتى لا تتكرر المأساة وندخل في نفق مظلم لا نستفيق منه إلا بعد فوات الأوان؟!.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024