الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 11:30 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
سمير رشاد اليوسفي -
السلطنة..!
حُظيت بالسفر إلى سلطنة عمان، الأسبوع الماضي، في زيارة خاطفة، شبيهة برحلات السندباد، أو السفر إلى عالم الأساطير، وربما تولّد هذا الانطباع بسبب قصر المدة، والالتزام بالبروتوكول الرسمي الصارم..وعمان، التي يحرص أبناؤها على كتابتها، بضم العين، تمييزاً لها عن العاصمة الأردنية، دولة قليلة الكلام، كثيرة العمل، يتحدث غالب مواطنيها اللهجة اليمنية، بل هم يمنيون أصلاً، فهناك بيت الرحبي، والمعمري، والشيباني، والمذحجي، والحارثي، والشبيبي، وحتى اليوسفي..
وهذا ليس اكتشافاً جديداً، فمعظم الأسر في الجزيرة والخليج، تمتد بجذورها إلى اليمن، لكن ما لفت انتباهي هو مفاخرة كبار المسئولين العمانيين بتلك الوشائج والصلات، وحديثهم عن التراث والثقافة العمانية، باعتبارها جزءاً متفرعاً من الحضارة اليمنية.

ويلحظ الزائر للسلطنة أن العمانيين لا يأبهون كثيراً لأحاديث الحكم والسياسة، كما يستحيل أن تسمع أو تقرأ عن إرهابي أو متطرف أو عضو في تنظيم القاعدة ينتمي إلى سلطنة عمان؛ فالجميع مشغولون بما هو أهم من الأيديولوجيا والسياسة، ومقتنعون أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ولهم الحق في الإيمان بذلك بعد الذي تحقق لبلدهم خلال حكم السلطان قابوس.

وفي هذا الصدد روى لي مواطن عماني في الخمسينيات من عمره وعيونه تقطر بالفضل والامتنان، أن قابوس زار المملكة العربية السعودية قبل تسلُّمه الحكم، وهناك وجد أبناء بلده من المغتربين يعملون في مهن خدمية، الأمر الذي أزعجه وجعله يعود إلى بلده وهو أكثر إصراراً على التغيير، فكان أن تسلّم حكم السلطنة من والده، ووجّه بعودة العمانيين من الخارج ليسهموا في إعمار بلدهم ويشاركوا في عملية البناء والتنمية، والتي يجنون ثمارها اليوم، حيث لا توجد بطالة هناك، فالجميع يعمل كالنمل، وراتب أبسط عامل أو موظف لا يقل عن ثلاثمائة ريال عماني، أي مائة وثمانين ألف ريال يمني تقريباً!!.

والدولة هناك تدفع خمسة عشر ألف ريال عماني قرضاً ميسراً لكل مواطن يرغب في بناء مسكن، إلاَّ أنها لاتزال تعاني مشكلة غلاء المهور، حيث يصل مهر العروس هناك إلى أكثر من مليون ونصف ريال يمني.

ولا يستنكف العمانيون من العمل بوظائف أو مهن بسيطة، فالعمل ليس عيباً، فقد تجد هناك شاباً يعمل سائقاً لسيارة أجرة، أو شابة تخدم في فندق، والغالبية يعملون في أكثر من وظيفة، وشخصياً تعرفت على صاحب تاكسي تفوح منه رائحة العود المخلوط بالصندل، يعمل موظفاً في الصباح، ويمتلك محلاً في سوق «مطرح» أشهر الأسواق الشعبية في مسقط للملابس المستوردة، يسافر إلى جنوب شرق آسيا ويجلبها بنفسه.

ويتشكل الزي الرسمي للرجال من الثوب المنزوع الرقبة؛ يطلقون عليه «الدشداشة» والجنبية التي يسمّونها خنجراً، والشال المزخرف الذي يربط به الرجال رؤوسهم، ويسمّونه «المصر» ويسمّون الفوطة "الوزار" ويلبسونها تحت الدشداشة، ومن المستحيل أن تجد عمانياً بغير ذلك الزي، وحتى الهنود والفلبينيين الذين يعملون هناك صاروا يرتدونه في بعض المناسبات.

ومن المفارقات في هذا الموضوع أنني أبديت استغرابي لظاهرة سيطرة الهنود على مختلف الأعمال والمحال التجارية، أمام صاحب تاكسي يبدو من ملبسه أنَّه من أبناء البلد، وكدت أصعق عندما أخبرني الرجل باللهجة العمانية أنه هندي الأصل والفصل!!.

وعلى ذكر العاملين هناك، فاليمنيون ندرة، وبينهم صاحب محل يمني، ربما يكون التاجر اليمني الوحيد؛ اشتريت منه علاجاً شعبياً؛ وكذلك بعض الأساتذة الذين يدرّسون في جامعة السلطان قابوس.

كما تعرفت في سوق مطرح، في زيارتي الثانية للسلطنة قبل عامين على عجوز تبيع البخور والعطورات المصنوعة في صلالة، قالت إنها ولدت في يافع، وعاشت في الحبشة، وألقت رحالها أخيراً في ظفار، الأمر ليس مهماً إذا تذكّرنا أن معظم العمانيين يفاخرون بانتسابهم إلى اليمن، ومنهم يوسف اليوسفي الذي يرأس قناة التلفزيون الثانية.

صحيح أنَّ العين في سلطنة عمان مرفوعة بالضمة، لكنها مرفوعة أكثر بإخلاص أبنائها وتفانيهم في حب السلطنة والسلطان.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024