السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 01:20 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمرنت -
شكراً.. اقتنعت بعدالة القضية!...............د. عبدالله السويجي
قبل نحو خمسة عشر عاماً، جاء شخص من جمعية الصداقة الامريكية العربية وطرح فكرة إنشاء محطة تلفزيونية في الولايات المتحدة الامريكية، ناطقة باللغة الانجليزية، يكون احد اهدافها التأثير في الرأي العام الامريكي. وقد قوبلت الفكرة في البداية بالاستهجان، اذ كيف لمحطة تلفزيونية ان تغير رأيا عاما، وهل السياسة الامريكية في الأصل تأخذ بالرأي العام الامريكي؟ وفي الواقع دار جدال لم يكن في مصلحة دعم الفكرة، لأنها بدت غريبة وعجيبة، ان لم يتهم صاحبها بالسعي وراء مصالحه الخاصة!

والآن، وبعد مضي اكثر من عقد ونصف من الزمان على تلك الفكرة، بدأت الولايات المتحدة الامريكية ذاتها، باستخدام الاسلوب ذاته وتطمح الى الهدف ذاته، ولكن الغاية هذه المرة هي العقلية العربية، وتغيير نظرتها عن السياسة الامريكية بعد أن اكتشفت الولايات المتحدة (متأخرة) ان العداء في صفوف الشعب العربي لها أكثر وأكبر مما كانت تتوقع، بل ان العداء لها في العالم اكبر مما كان يظن السياسيون وأصحاب القرار في البيت الابيض. ومن دارها انطلق السؤال المدهش والمستهجن: لماذا يكره العالم أمريكا؟ وطرحه المثقفون والكتّاب، تلك الطبقة التي تذهب أبعد من جني الاموال الطائلة وتوسيع دائرة اعمال ونفوذ شركات ما وراء البحار.

اطلقت الولايات المتحدة محطة تلفزيونية ناطقة باللغة العربية، واستقطبت إعلاميين عرباً من بلدان عربية مختلفة، لهم خبرة واسعة في العمل الاعلامي، وافتتحت محطة ال “سي ان ان” خدمة اخبارية باللغة العربية من خلال موقعها على الانترنت، وأنشأت محطة أغان باللغة العربية تبث موجز أخبار كل نصف ساعة! ناهيك عن مجلة هنا ونشرة هناك ورعاية كتاب وإصدار دراسة وغيرها.. في إطار حملة لتجميل الوجه الامريكي الذي بات قبيحاً وغير مقبول جراء السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني، وبعد احتلالها للعراق، اضافة الى اسباب كثيرة وجدية، كفيلة بأن تزرع الحقد والكراهية في نفس كل عربي مخلص لعروبته وعقيدته.

ان كل ما ذكرناه يقودنا الى فكرة الإعلام الموجه. ونود ان نسأل كل المحطات التلفزيونية العربية، الفضائية والأرضية، وكل الإذاعات والصحف والمجلات، وكل المؤسسات الثقافية وكل الجمعيات الاجتماعية وكل الكتاب العرب من المحيط الى الخليج، بل في العالم اجمع: لمن توجهون هذه الحملات والكتابات والبرامج والمهرجانات، والأنشطة والفعاليات التي تتحدث عن السياسات الصهيونية التي تنتهج أساليب متوحشة وبريرية، الى آخر الأوصاف اللاإنسانية واللاقانونية؟ هل توجهونها الى المشاهد العربي او الى المستمع العربي او القارئ العربي او الإنسان العربي أينما كان وإلى أية فئة انتمى؟

هذا الإنسان الذي لا نشك في إيمانه المطلق بعدالة القضايا العربية وعدالة القضية الفلسطينية، وبكل مضامين الحقوق السياسة والإنسانية والوطنية والأخلاقية وغيرها؟

إنسان، رغم كل ما قد يظنه البعض بأنه محبط ومهزوم ومستسلم، لا يزال على استعداد للمواجهة والتضحية بالغالي والنفيس من أجل استعادة كرامته قبل استعادة ارضه، واستعادة شخصيته وشموخه، ونحن على يقين بأن الحكومات العربية (اذا ارادت) تستطيع المراهنة على هذا الإنسان وستجده مارداً يخرج كالنار من قمقمه صافعاً كل من راهن على صمته. وإنه ليس في حاجة الى توجيه برامج تلفزيونية وتقارير ومقالات ومهرجانات وخطب عصماء ومعارض كي نكتشف مدى عمق انتمائه وأصالته وشموخه وعطاءاته. ولنأخذ موضوع جدار الفصل العنصري الذي تبنيه الحكومة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، والذي قطع أوصال المدن والقرى والأراضي الفلسطينية، كما قطع الاحتلال اوصال كل فلسطين. ونسأل: هل يقف اي فرد من الشعب العربي من المحيط الى الخليج الى جانب بناءالجدار؟ وهل يرى فيه احد انه قانوني وانساني ويوفر الاستقرار في المنطقة؟ انا على يقين بأن الاجابة بالنفي القاطع، الكل يرفض كل ما يفعله الاحتلال، بل يرفض وجود الاحتلال ذاته في الاراضي الفلسطينية، بل ويرفض الوجود الصهيوني على كل شبر من الارض الفلسطينية. فلماذا اذن ننظم أنشطة تتكلف وقتاً وجهداً وأموالاً لتنظيم هكذا حملات؟! ولماذا يتعب القائمون على المحطات التلفزيونية أنفسهم في الاعداد والتقديم والتصوير لموضوع محسوم لدى الانسان العربي؟

إننا في حاجة ماسة الى اعادة التفكير بأهداف العمل الاعلامي والثقافي والاجتماعي العربي خاصة في ما يتعلق بالعمل الموجه، بحيث تتوجه كل فعالية الى عقلية الآخر، تلك العقلية التي تتعرض منذ عقود طويلة الى غسل دماغ من قبل اللوبي الصهيوني، والجماعات المعادية للمصالح العربية بمختلف اشكالها. وتتعرض لترويج أفكار كاذبة وصور مشوهة للإنسان العربي، وذلك نتيجة الغياب المفجع للعمل العربي خارج الوطن العربي، والغياب المفجع للإعلام العربي عن الساحة الدولية، والغياب الكارثي للهيئات الدبلوماسية العربية في المجتمعات الاجنبية، والغياب المحبط لمؤسسات الجامعة العربية في

العالم.

إننا في أمسّ الحاجة الى محطات تلفزيونية فضائية ناطقة باللغات الانجليزية والفرنسية والالمانية والروسية والصينية والاوردية، محطات قوية في برامجها وتمويلها يعمل فيها وبإشراف عربي إعلاميون انجليز وأمريكان وألمان وروس، اضافة الى اعلاميين من كل دول العالم، وتنطلق من عواصم الدول الخمس الكبرى، تتوجه اليهم بأساليب راقية، وبلغة علمية موثقة، وبجدية تعتمد على طرح الحقيقة الدامغة التي شوهتها وسائل الاعلام الصهيونية التي تسيطر حالياً على الجو الاعلامي الامريكي وعدد من اجهزة الاعلام في المدن الرئيسية في العالم.

إن على رأس المال العربي ان يتحرك باتجاه هذا الفعل، بشقيه الخاص والحكومي، أما الخاص فهو استثمار في امرين هما رأس المال والقضية العادلة، وأما الحكومي فهو في العمل المشترك او الفردي. وأما العمل المشترك فيجب ان يكون من خلال مؤسسات متضامنة أو من خلال جامعة الدول العربية، وهذه الجامعة، بعد الانتكاسة التي منيت بها في تونس، عليها كما أرى، ان تتحول الى العمل الاعلامي البحت، وأن تحول ميزانيتها لبناء المؤسسات الاعلامية الناطقة بغير اللغة العربية، فالحرب اليوم ليست حرب بيانات ومناشدات، ولكنها الحرب الاعلامية الطاحنة التي تنصب أو تخلع حكومات.

نحن، حتى لا يسيء البعض فهمنا، لسنا ضد العمل الوطني الداخلي لإبقاء جذوة القضية العربية العادلة مشتعلة، ولكننا ضد توجيه كل الأنشطة الى الانسان العربي، لأننا في ذلك، نكون كمن “يبيع الماء في حارة السقايين”

الخليج الاماراتية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024