الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 02:02 ص - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
محمد حسين العيدروس -
بطولة في بلد البطولات
رغم أن الحضارات القديمة اتخذت من الرياضة مضماراً لصناعة الفرسان والمحاربين، إلا أنها كانت لها أيامها التي تمارس فيها فنون الرياضة لشرح الصدور والأفئدة وتنقية السرائر بما تقيمه من منافسات وتضفيه من ألقاب وأوسمة للأبطال على غرار ما نحن عليه اليوم.
ومع انقضاء عصر الفرسان والمحاربين بالسيوف والرماح تنامت القيم الأخلاقية والإنسانية لمفهوم الرياضة حتى أصبحت المنافسات والبطولات الدورية موضعاً تتسابق الحكومات على احتضانها، خاصةً في ظل ثورة التقنيات الفضائية التي تحوّل أي بطولة رياضية إلى موسم ترويجي لمعاني التآخي والقيم النبيلة التي يلتقي حولها المشاركون، وكذلك لضخ كم هائل من المعلومات التعريفية بالوفود المشاركة وبلدانهم، بجانب الفرص الذهبية التي توفرها للبلد المستضيف لتقديم نفسه والتعريف بتراثه وعاداته ومعالمه السياحية وأنشطته المختلفة.
اليمن، ورغم كل التحديات التي واجهتها، راهنت على احتضانها بطولة كأس «خليجي 20»، ولم يكن رهانها على كأس البطولة، لأن المضامين الجوهرية لاجتماع الأشقاء من دول الخليج والعراق على أرض اليمن هي الأعظم دلالة، والأكبر تشريفاً لليمن من أي كأس أو ميدالية تحظى بها خلال المنافسة الكروية، فهل يمثّل تأكيداً لواحدية جغرافيا وانتماء ومصير هذه الدول المشاركة وشعوبها؟ كما أن المناخ الذي جمع الآلاف من أبناء هذه البلدان، فرصة لا يمكن أن تقارن بثمن، وتوثيق العلاقات الأخوية ومد جسور التواصل الشعبي التي هي قاعدة أي موقف قومي تستدعيه الضرورات، وذلك هو المعنى الذي أكده - أيضاً - فخامة الأخ علي عبداللَّه صالح، رئيس الجمهورية، حين ذهب إلى القول : «إن اليمن فازت بهذه الحشود على أراضيها من الأشقاء في دول الخليج العربية».
لا شك أن إصرار قيادات الاتحادات الكروية المشاركة على مواقفها في إقامة «خليجي 20» في اليمن وبموعده، رغم ضراوة حملة الترهيب والتهويل وبث الإشاعات، حملت في طياتها عدة معانٍ، منها ثقتهم العالية بمصداقية القيادة السياسية اليمنية وقدراتها في الإيفاء بوعودها التي طمأنت بها الدول المشاركة، والمعنى الثاني هو وعيها بطبيعة الرهان الذي حملته قوى الإرهاب والتخريب ومن ركب موجتها من الطابور الخامس ومدى خطورة الانصياع لإرادة قوى تسعى إلى قتل كل جميل في الحياة وكل فرصة للاعتصام بحبل اللَّه، وكل مشروع للأخذ بأيدي الشباب.
لقد أيقن الجميع أن الرياضة في هذا الزمن لم تعد فرصة للتسلية وبناء الأجسام وغرس قيم التآخي والمودّة - فقط - بل إنها أمست السلاح الأشد فتكاً بمواجهة مرضى النفوس، وذلك لكونها الحضن الآمن الذي ينتشل الشباب من العزل والفراغ والانجرار إلى كهوف الدجل ومستنقعات التطرف، وبالتالي فإن الرهان على منع إقامة البطولة أو الترهيب من حضورها لم ينطلق من فراغ، وإنما من الخطر الذي تستشعره تلك القوى الظلامية على فرص استقطابها وتجنيدها للشباب جرَّاء انتعاش الأنشطة الرياضية وانصراف الشباب نحوها وتحررهم من الفراغ.
ومن هنا يمكننا القول إن تكاتف الجهود اليمنية - الخليجية في إنجاح بطولة «خليجي 20» في عدن وأبين، مثَّل - أيضاً - ضربة قاصمة لقوى الظلام والتخريب، أثبتت للعالم أن تلك القوى ليست إلا ظاهرة غوغائية تستمد وجودها من الترويج الإعلامي الغربي لها، كما أكد جدارة حكومات وشعوب دول المنطقة في العمل المشترك وإسقاط أي رهان يستهدف أمنها واستقرارها.
إن تلك الدلالات بمجملها تمثل الفوز الحقيقي لليمن وجميع الدول المشاركة في بطولة «خليجي 20»، أما أولئك الذين يصرّون على التغابي والتنفس بأبواق الإشاعات ومحاولة الانتقاص من أهمية الحدث أو الجهد اليمني، فهم أنفسهم بأمسّ الحاجة إلى الألقاب البطولية التي تنتشلهم من الأوهام والأحقاد التي تغرقهم حتى هاماتهم.
أما اليمن فهي على مدى التاريخ أرض البطولات، ومقبرة الغزاة، وقاهرة التحديات، وإذا كان هناك مَنْ لا يتصفّح كتب التاريخ، أو لم يجالس أهل الذكر، فليسبح في الأرض ليرى بطولات اليمنيين في دول جنوب شرق آسيا والصين وأوروبا يوم حملوا ألوية الإسلام إليها لنشر دين الحق والهداية، أليست تلك بطولة؟ أليس أن يكون بلد الإيمان والحكمة بوصف رَسُوْل اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم، هو بطولة؟ أليس أن يكون أول أساتذة الجامع الأزهر هم علماء زبيد، هي بطولة، أليس أن نكون بلداً مسالماً محباً لأشقائه، مستأنساً بوجودهم على أرضه وفي بيته، هي بطولة؟
وكم كان عظيماً الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، حين ودّع منتخب بلاده المشارك في «خليجي 20» وهو يؤكد لهم أننا جميعاً فائزون في بطولة كأس الخليج بتلاحم بلداننا، فهذه - أيضاً - بطولة في غرس قيم المحبة والتآخي ورص صفوف أبناء الأمة، وهو موقف لا يختلف عن مواقف الآخرين من قادة الدول المشاركة الذين أسهموا جميعاً مع قيادتنا السياسية في كتابة هذه الصفحات الجميلة والمضيئة من أيام «خليجي 20» المفعمة بالحب والتآخي والوفاء.









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024