السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 05:25 م - آخر تحديث: 03:56 م (56: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
حوار
المؤتمر نت - اجرت صحيفة الميثاق حواراً مع الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الامين العام للمؤتمر الشعبي العام تطرق فيه الى العديد من القضايا المطروحة على الساحة ،ولاهمية ما جاء في الحوار يعيد(المؤتمرنت) نشره.
وفيما يلي نص الحوار:
المؤتمر نت - -
الدكتور الارياني.. الفراغات في المنطقة العربية تغري الاخرين
اجرت صحيفة الميثاق حواراً مع الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الامين العام للمؤتمر الشعبي العام تطرق فيه الى العديد من القضايا المطروحة على الساحة ،ولاهمية ما جاء في الحوار يعيد(المؤتمرنت) نشره.
وفيما يلي نص الحوار:

_ العدوان الإسرائيلي على أشده.. والاحتلال الأمريكي للعراق مستمر. كيف يبدو لكم المشهد السياسي العربي الآن؟
· لا شك أن المشهد العربي يبدو كئيباً ومظلماً ومحبطاً بسبب هذه الحيثيات، والأمل الوحيد أن هذه التداعيات توقظ ضمائر الحكام والشعوب لإنقاذ الأمة العربية من الهوة السحيقة التي تنحدر إليها والتي هي أقوى سلاح بيد الأعداء.
-

تأجيل القمة:
- هناك من يرى أن تأجيل القمة العربية يفسح الطريق للمشروع الأمريكي: الشرق الأوسط الكبير" ما تعليقكم؟
· أنا لا أعتقد ذلك، لسبب بسيط وهو أن حيثيات التأجيل لم تكن على درجة من المنطقية لتعطينا هذا الشعور، حيثيات التأجيل كانت مفاجئة وغير مبررة على الأقل للقارئ والسامع العربي وغير العربي. فالربط بين أن ذلك يساعد على تمرير فكرة الشرق الأوسط الكبير، لا أعتقد ذلك، وسمعت من بعض المصادر أن مسألة الشرق الأوسط الكبير لم تكن محل جدل كبير، بمعنى لم تكن مقبولة مائة بالمائة كما أوردها الأمريكان، فإذا كان ذلك هو الصحيح فمعناه أنها لم تكن قضية تعيق عقد القمة بحيث تؤجل لكي تتخبط أكثر.
كما سمعت من بعض من كانوا في تونس بأن القضية لم تكن هي السبب الأساسي الذي لأجله ألغيت أو أجلت القمة – هذه هي النقطة الأخرى التي أثارت الاستغراب لو كان قيل إنها أجلت لكان مقبولا فقد حصل تأجيل لقمة فاس مرة- لكن عندما قيل أنها ألغيت كان الشيء الطبيعي ردة الفعل لدى الشارع العربي والمفكر العربي إن هذه كارثة.
لكن عندما يكون الشرق الأوسط الكبير بحد ذاته هو نقطة الجدل التي بسببها تم التأجيل لو كان كذلك يمكن تبرير هذه المقولة.

عدم الجدية:
- لكن الإصلاحات العربية الداخلية كانت إحدى الأسباب التي أدت لانهيار القمة قبل أن تبدأ.. كما تفيد بعض التقارير- ما رأيكم؟
· التعبير عن الإصلاحات وليس الإصلاحات ذاتها كان مثار جدل.. فعلى سبيل المثال قيل إن جدلاً طويلاً دار حول كلمتي "الديمقراطية أو الشورى" وهذه ظاهرة غير صحية على الإطلاق، أن تتجادل دولتان طويلاً- هل نسميها ديمقراطية أم نسميها شورى؟ القرآن الكريم يحتوي على كلمات ليست عربية، إذا كانت الديمقراطية ليست عربية فليس بيان الرؤساء والملوك العرب أكثر قداسة من القرآن الكريم بحيث يحتوي على كلمة ليست عربية.
السندس والقسطاس وردت في القرآن الكريم وهي كلمات ليست عربية، قيل إن الجدل كان أيضاً تطرق لكلمة الديمقراطية هل هي عربية أم ليست عربية.. فالعالم صراحة ترجم كلمة الديمقراطية. إذا نحن نخاطب العالم، والعالم يفهم كلمة ديمقراطية أدق من كلمة الشورى، وإذا كنا نخاطب المواطن العربي فأنا على يقين بأنه يفهم كلمة الديمقراطية: ماذا تعني دون جدل، بينما كلمة الشورى كلمة أثارت جدلاً، وهناك من الكتاب والمثقفين في الشأن الإسلامي من يراها كلمة ملزمة في القرآن، وهناك من لا يراها كلمة ملزمة،وهناك من يراها مجرد تشاور، فالتشعب إلى شورى أو ديمقراطية كان مع الأسف الشديد في رأيي تشعباً –يدل- ربما على عدم الجدية في الوصول إلى نصوص نهائية.

فراغات:
- مشاريع أجنبية تنهال اليوم على المنطقة العربية، ولا يوجد حتى مجرد استشارة لأهل المنطقة.. هل تعتقد أن هذا دليل على وجود فراغ استراتيجي في المنطقة العربية لم يحاول العرب ملؤه؟
· الحقيقة في المنطقة فراغات وليس فراغاً واحداً.. وعندما تتعدد الفراغات تتعدد الجزئيات التي تملأ ذلك الفراغ، فالفراغات في الوطن العربي هي مدعاة لأن تجتهد قوى خارج الوطن العربي لتقول: لديكم هذا الفراغ وسنسده بهذه الطريقة.. وآخر يأتي ليسد فراغاً آخر.. فتتعدد الفراغات في الوطن العربي، فراغ الديمقراطية، فراغ إصلاح النظام العربي، فراغ الديمقراطية .. فراغ إصلاح النظام العربي.. فراغ المجتمع المدني. فراغات عدة لا بد أن نعترف بها، لكن ذلك لا يعني أن من جاء لينصحنا كيف نسد هذه الفراغات أن نستمع إليه.. ولا يجوز أن نقول لمن يقول على المنطقة العربية أو الحكام العرب أو مؤسسات الحكم أن تشجع مثلاً منظمات المجتمع المدني. إن هذا له نية سيئة، مفروض ألا ننتظر حتى يقولوا لنا هذا الكلام.. نحن نقوله ولكن أيضاً نقوله ونحدد كيف سنصل إليه، إما الوضع الحالي فهذه الفراغات تغري الآخرين.

مشروع بديل:
- هل في وسع العرب أن يقدموا بديلاً لمشروع الشرق الأوسط الكبير وغيره من المشاريع؟
· لا أعتقد شخصياً أن العرب بحاجة إلى تقديم مشروع بديل للشرق الأوسط الكبير.
أولاً: الشرق الأوسط الكبير جملة جديدة وفكرة قديمة، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي وفي أوائل التسعينيات كان هناك مقالات لكتاب مرموقين في الولايات المتحدة. إحدى المقالات كانت ترى أن الشرق الأوسط يجب أن يمتد إلى أواسط آسيا في إطار الاستراتيجية الأمريكية نفسها، ليس في إطار سياسة أمريكا نحو العرب، لكن في إطار الاستراتيجية العسكرية أو قوات التدخل السريع أن يمتد نفوذها أو دائرة تحركها لتشمل معظم دول أواسط آسيا.
ففكرة أن يكون هناك شرق أوسط أكبر مما نعرفه الآن والذي هو محصور في الوطن العربي، ليست جديدة، التعبير عنها بكلمة الشرق الأوسط الكبير هي التي أثارت الجدل.
أنا لا أعتبره شرق أوسط إذا كان ما نشرته بعض الصحف عن هذه الفكرة فإن الجهات الرسمية الأمريكية على العكس.. بعضهم انتقد ما ورد في الصحافة على هذه الفكرة.. ورسمياً لم ترد هذه الفكرة.
- لكنها سربت للصحافة؟
· سربت أو تسربت لكن هناك من قال إن هذه الأفكار خاطئة، فما دامت ليست فكرة رسمية لا يمكن أن تقول عندي هذه الفكرة.. هذه ناحية والناحية الثانية إذا كانت ستخرج عن دائرة الشرق الأوسط المعروفة منذ القرن التاسع عشر، فلم يعد شرق أوسط بما معنى: ما الذي يجمع جامعة الدول العربية مع دولة في أواسط (أوزبكستان)، أو أذربيجان، أو حتى أفغانستان أو باكستان، ليس شرق أوسط، هذه أقرب أو ما عرفناه في الخمسينيات حلف بغداد، هذه الأفكار هي نفسها، ليست ثوباً جديداً لكن لا هدف لها، إلا خدمة المصالح الأمريكية، فإذا خدمت المصالح الأمريكية ليست شرق أوسط فقط، اليوم أمريكا قوة عظمى في العالم.. والعالم بالتأكيد مقسم إلى مناطق استراتيجية. كما هم يسمونه شرق أوسط أعتقد أن هذا أمر يهمهم أكثر مما يهمنا.
· أما نحن فلا اعتقد أن ننجر إلى هذه الفكرة في إطارها الخفي والواقع إن هناك إطارين لهذه الفكرة المسماة الشرق الأوسط الكبير، إذا صح ما سُرب، إطار ظاهر وإطار خفي، الإطار الظاهر إن قضية النزاع العربي – الإسرائيلي ليست أزمة من أزمات الشرق الأوسط وإطارها الخفي أعتقد هو إنهاء الجامعة العربية.
· في هذين الإطارين إذا صح هذا الاستنتاج أعتقد أنه لا بد من الوقوف وقفة حازمة أمام الوصول إلى هذين الهدفين، وفي اعتقادي أن الجامعة العربية بالنسبة لبعض الدوائر في الولايات المتحدة فكرة غير مقبولة سواء جاء من الشرق الأوسط الكبير أو أي فكرة أخرى في دوائر بما يسمى المحافظون الجدد لا يقبلون بفكرة القومية العربية أو الجامعة العربية أو الوحدة العربية، كل فعل عربي بحت هو اليوم غير مقبول في دوائر واسعة – ولا أقول كل الدوائر- يسيطر عليها المحافظون الجدد في الولايات المتحدة، فعلينا أن نواجه هذه الأفكار بمعرفة الأهداف التي تبديها وتخفيها ونتعامل معها من هذا المنظور الآن، التعامل مع الشرق الأوسط الكبير ما زال في إطار ما نجهله أكثر مما نعرفه، ولذلك فلم أكن أتوقع أن فكرة الشرق الأوسط الكبير يأخذ حيزاً واسعاً في القمة لا بالضرورة بالرفض ، يجب أن ينظر إليها على أنها فكرة لدولة عظمى تخدم مصالحها، عندما تقدم لنا رسمياً ويقال لنا نريد أن نسمي الشرق الأوسط الكبير هكذا ونريدكم أن تكونوا في هذه الدائرة بدلاً من دائرتكم العربية – عند ذلك يجب أن يكون للعرب رأي قوى.

المؤيدون:
- هناك من الاتجاهات السياسية العربية وحتى لدنيا في اليمن حزب "الإصلاح" مثلاً يرحبون بفكرة الشرق الأوسط الكبير؟
· ربما لدى بعض الحركات الإسلامية –الشرق الأوسط الكبير يشمل دولاً إسلامية.. وأنا أعرف أن بعض المفكرين في اليمن حتى في كتبنا المدرسية سابقاً- من يقول بالجامعة الإسلامية وليس الجامعة العربية.
فهذا الفكر، ليس غريباً على التربية اليمنية ولكنه من حسن الحظ لم ينبت، لا نبتة ثابتة ولا متفرعة، فلست مستغرباً – أنا لم أقرأ لمن يقول هذا- لكني لا أستغرب أن يكون في الإصلاح جناح أو أفراد يحبذون الفكرة، لكن ينظرون إليه من منظور آخر وهو أن تنضم دول إسلامية أخرى إلى تجمع أقرب مفهوم تجمع إسلامي.
وأعتقد أن قضية حلف بغداد عندما طورت الفكرة وشملت باكستان على ما أذكر كان الترويج له في ذلك العصر – الخمسينيات- أنه أوسع من الجامعة العربية، تركيا إيران وباكستان، وأن هذا تجمع إسلامي مرغوب فيه هي نفس الأفكار جاءت ملفوفة بأوراق جديدة ولذلك ستجد من يؤيدها.

الإصلاح من الداخل:
- بالمقابل فإن الذين يرفضون فكرة الإصلاحات الأمريكية من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير يرون أن الإصلاحات يجب أن تتم في الداخل .. ما تعليقكم؟
· أولاً: أعتقد أنه لا يختلف اثنان على أن أي إصلاح يجب أن يكون من الداخل.. لكن على سبيل المثال إن أحد الفراغات هي هذه الإصلاحات للنظام العربي التي استغلتها أمريكا. فإذا تبنت أمريكا أفكاراً في الإصلاحات- الحقيقة كنا نحن مصدرها- هل نرفضها؟ أمريكا لم تكن هي المصدر، مثلاً إصلاح النظام العربي مطروح منذ الثمانينات، كأنه جاء وقت وجدت أمريكا في هذه الفكرة ما دامت لم تنفذ فإنها تخدم مصالحها، بعد ذلك عندما تأتي أمريكا تتبناها، نبدأ نحن نرفضها هذا تناقض مخيف، على سبيل المثال تقرير التنمية الإنسانية العربية الأول والثاني، التقرير الأول تحدث عن التنمية بشكل عام وفراغاتها ونواقصها الرهيبة. كتب عنه كُتّاب مرموقون أمريكان -في الصحف الأمريكية- سواء في "النيويورك تايمز" أو "الواشنطن بوست" أو التعليقات في الـ "سي، إن، إن"- وكتبوا عنه بإعجاب وقالوا إن هذا تقرير في غاية الأهمية لأنه يشخص الواقع العربي كما هو.
ففي البداية التقرير لم يقبل قبولاً شاملا، وهناك من رحب وهناك من انتقده في الوطن العربي، ولكن كان هو أول تقرير لم تستقطب قوى ضده إلا لاحقاً، فإذا بالتقرير الأول محل نقد وإذا بالتقرير الثاني محل نقد، وأنا على يقين من أن التقرير الثالث والقادم في نهاية هذا العام سيكون محل نقد أكثر للناقدين أن ينتقدوا فهذا شيء طبيعي، لكن أن يقال إن هذه أفكار أمريكية وإيحاءات أمريكية وخدمة لمصالح أمريكية، وخدمة لبرامج أمريكية. التقرير الأول أعد في 2001م تقريباً وبلور وصدر في 2002م، وفكرة التقرير نابعة من تقارير تنمية بشرية لكل دولة على حدة، ولكل إقليم في العالم تتبناه الأمم المتحدة، ولكل منظمة إقليمية والدول التي في إطارها على حده،واليمن أصدرت تقريراً للتنمية البشرية قبل أن يصدر تقرير التنمية البشرية العربية الأول.
وحقيقة ما ودر في التقرير اليمني عن اليمن أقسى بكثير، وأنا كنت طرفاً فيه، لكن قرأته ولم أعترض عليه، لأنه يخص المشكلة، شخَّص الواقع وأتى بالحقائق، وأتذكر أن صحف المعارضة تلقفته بنهم شديد، وكتبت عنه كثيراً واعتبرت أن الحكومة أدانت نفسها ولكن لم تتحسس الحكومة ولم تقل نحن متنصلون من هذا التقرير ولا نريده، لأن المعارضة قد تلقفته.
المشكلة أن دوائر أمريكية تلقفت تقرير التنمية الإنسانية العربية وأعجبت به وأشادت به وبلورت سياسات في ضوئه. الآن هناك من يقول: هذا مرفوض وأن هناك دوائر أمريكية أصبحت تضع سياساتها بناءً عليه، أنا اعتبر هذا غاية الارتداد، ولا أقول ردةً.

الانتقائية:
- لكن . تقريري التنمية الإنسانية العربية الأول والثاني تم تحريرهما على نحو انتقائي من خلال أوراق خلفية أعدها باحثون وكتاب عرب. وحتى المبادرة الأمريكية والشرق الأوسط الكبير عملية انتقائية من التقريرين.. انتقوا منه ما يحلوا لهم وصاغوا مشروعهم؟
· أولاً: أقرأ التقرير قراءة متأنية – طبعاً كتبه أفراد- وبعضهم يقال له أكتب عشر صفحات يأتي بأربعين صفحة.. أي شخص لمَّا تطلب منه جهة أن يكتب لها ورقة تستطيع أن تقتبسها وليس باسمه، وفي إطار ما يعدون له إعداداً نهائياً يقتبسون من ورقته، إذا كان هناك تحريف وليس انتقاءً، يجب أن يعرف الكاتب أنه سوف يتم الانتقاء من مقاله.
فمعروف أن كل من سيكتب لهذا التقرير. .المحررون النهائيون سوف يوائمون بين كل ما كتب ليصدروا تقريرهم. اقرأ هذا التقرير، إذا كنت أحد الكتاب وكتبوا فكرتك محرفة مزورة ومشوهة ولكنهم لم يذكروا اسمك. القارئ لا يعرف أنه أنت الذي قلت هذا الكلام، طبعاً إذا كان لديه انطباع أنه تم تحريف كلامه يفترض به مخاطبة إدارة التحرير.
إلى الآن الذي أعرفه أن إدارة التحرير لم تخاطب رسمياً برفض لما كُتب للتقريرين وليس لما كتبه الكُتَاب، فهذا الانتقاد مردود عليه ولا اعتبره موضوعياً، فإذا كانت هناك شكوى من أحد الكتاب كان عليه أن يترك الكُتَابة، الكتاب كما سمعنا تجادلوا حول: هل يشاركون في التقرير الثالث أم لا. أعتقد أن بعضهم تركه وهذا حر، وبعضهم كتب ولكن كلهم يعرفون أنهم لا يكتبون لأسمائهم ولكن يكتبون لهيئة تحرير تريد إصدار تقرير عن موضوع محدد وأنت تعرف بالضبط عما تكتب وما يمكن أن يقوموا باقتباسه في هذا الإطار.
وأكرر التقرير لم يكتبه ليقول أنا اقتبست من فلان. هو يقول هيئة التحرير وفي الورقة الخلفية وهذه أسماؤهم لكن أي جملة وردت من هؤلاء أنت لا تعرفها.

موقف قومي:
- هناك من الاتجاهات الحزبية المعارضة في بلادنا تدعو إلى مؤتمر وطني لمناقشة المبادرات الأجنبية للإصلاحات العربية.. ما رأيكم؟
· أولاً: أنا قد سئلت هذا السؤال حول موقف اليمن من المبادرات الأجنبية ومنها المبادرة الأمريكية ومبادرة "بوش "حول إصلاح النظام العربي والديمقراطي، والمجتمع المدني وحرية الصحافة في برنامج تلفزيوني مشهور في بريطانيا. .كان هذا هو أول سؤال: ما هو موقف اليمن من المبادرات الأمريكية؟.. وكان ردي لا يمكن أن يكون لليمن موقف لأننا قد سبقنا "بوش" في إصلاح حالنا ولم نكن بحاجة لانتظار "بوش" حتى يقولها، ولسنا بحاجة لأن نقبل مقولة "بوش" إذا كنا نحن قد سبقناه ونقدناه.
هذا الأمر يخص أي دولة تشعر أنها بحاجة إلى موقف من هذا، أما نحن فموقفنا معلن ومنفذ ومنذ عام 1990م والحراك الديمقراطي، والمجتمع المدني، النقابات، حرية الصحافة، كل ذلك دينامية مستمرة ومتواصلة سواء جاءت مبادرة "بوس" أو لم تأتِ.
فكوننا بحاجة إلى مؤتمر وطني فلماذا؟ هل نحن بحاجة إلى أن نقول نعم يا "بوش" نحن معك؟
اليمن بالذات ليست بحاجة لتقول "لبوش" نحن معك، نحن قد تبنينا هذا الاتجاه وأصلحنا أنفسنا وتبنينا الديمقراطية وسائرون فيها ونطور مؤسسات المجتمع المدني، ولذلك فلا حاجة لنا لنقول نحن معك. في نفس الوقت لو طُلب من اليمن في الإطار العربي وليس في الإطار الوطني البحث في أن يكون لليمن موقف لا أتصور إلا أن اليمن تقول: ليست القضية قضية بوش، القضية أن هذه الإصلاحات لصالحنا فإن كنا نريدها فلنعمل جماعة، لأن اليمن تريدها وعملتها، وإن لم نكن نريدها فليكن.. ردوا على "بوش" يا عرب وقولوا له لا نريد كلامك.
فاليمن لا تحتاج إلى أن يكون لها موقف من هذه المبادرات ما عدا ما هو في الإطار القومي العربي، يجب أن يكون لها موقف، ولكن في ذلك الإطار وليس في إطار مؤتمر يمني يتحدث عن المبادرات.

اليمن نموذج للحراك الديمقراطي:
- كيف تبدو لك عملية الإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تمضي بها اليمن؟
· أعتقد إلى الآن المجتمع الدولي يُقيم الجهود اليمنية بإيجابية جداً.. أضرب لك مثلاً بالندوة التي حضرتها عن الديمقراطية في الوطن العربي في هولندا – كان في مقدمة الملف إعلان صنعاء عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ودور محكمة الجنايات الدولية، جلستا نقاش كانت اليمن والمغرب هما النموذج الذي يدور حوله النقاش ويقاس به التوجه الديمقراطي في الوطن العربي، فهذا أكبر دليل على أن اليمن تسير في الاتجاه الصحيح، طبعاً هناك نواقص.. مثلاً أثير في إحدى الجلسات موضوع الذين يحبسون في الوطن العربي بدون محاكمة، وأثاروا أن في اليمن أناساً مسجونين دون محاكمة، وهذا كلام غير صحيح، ومخالفة لقوانين اليمن، ولكنَّ ظروفاً دولية ربما تؤجل هذه القضايا، ومع ذلك فإجراءات التحضير للمحاكمة تتم ولا ننكر أن في اليمن نواقص، يجب أن تنتقد ولكن ما جرى في اليمن ويجري يعتبر نموذجاً يقاس به الحراك الديمقراطي في الوطن العربي.

لا يمكن فصل القضايا القومية:
- هناك أطراف عربية لا ترى إدراج الإصلاحات ضمن الأولويات في المرحلة الحالية بدعوى خصوصية محلية، ضمن الأولويات، وأخرى ربطت عملية الإصلاحات بحل القضايا القومية فلسطين- العراق..؟
· أولاً: دعنا نقول إن القضايا القومية لا يمكن فصلها. مهمة الإصلاح الآن واجب، النضال من أجل القضايا القومية الأخرى فلسطين والجولان والعراق الآن. فهذا أمر لا يمكن تأجيله حتى تتم الإصلاحات.
وكذلك الإصلاحات – الإدعاء بإنها ليست أكثر إلحاحاً من هذه القضايا هو هروب منها، وبالتالي ليس أمام الأمة العربية إلا أن تخوض المعارك التي تواجهها مهما تعددت ما دامت مترابطة ومتداعية.
إصلاح النظام العربي والنضال من أجل العراق وتحريره، ليس بينهما تناقض. من يقول إن لكل بلد خصوصياته، طبيعي ولا شك أن ما يصلح لليمن لا يصلح للآخر، لكن المبدأ هذا نهج إصلاحي. أكرر ليس اختراعاً أمريكياً، هو محصلة عربية لنقاش طال وطال كثيراً، تبلور بصورة واضحة في تقرير التنمية العربية الأول والذي قال سنعد ثلاثة تقارير لاحقاً، أي تقارير التنمية الإنسانية العربية، إلى الآن هم التزموا سنة 2000م وأصدروا سنة 2001م، إن هناك ثلاث قضايا رئيسية: المعرفة الحريات، والحكم الصالح، وقضية المرأة. هذه التقارير الإنسانية العربية نريد أن نسأل الناقدين هل هي قضايا حيوية بحيث نقول أجّلوها حتى يتم تحرير فلسطين؟ أو العراق؟ أو استعادة الجولان؟ إذا كانت بهذه الدرجة من الحيوية فمن حق هذا البلد أن يقول أجلوا هذه الإصلاحات، لكن أن لم أسمع بلداً عربياً يقول الإصلاحات ليست مهمة، وعلينا أن نستمر في النضال لتحرير فلسطين أو العراق أو أي بلد عربي يحتل مستقبلاًُ إذاً فالأفضل لنا لاَّ نتحدث أصلاً.
تقارير التنمية العربية جاءت لتقول هذه هي النواقص، ومنها تبلورت أفكار كثيرة لإصلاح النظام العربي وكما قلت جاء من يريد أن يستغل هذه التقارير ليخدم استراتيجية لسنا ملزمين أن نقول له على العين والرأس، لأن هذا يخدم استراتيجيتك، لكن علينا أن نقول: هل هذا حيوي بالنسبة لنا أم لا، فإذا كان حيوياً فليقل عنه الآخرون ما يريدون سلباً وإيجاباً، وإن لم يكن حيوياً فبالأحرى ألا نستمع للآخرين. لماذا نتحسس من كلام الآخرين وقد رفضنا كلامنا الذي أورده تقرير التنمية الإنسانية العربية.
هنا قضية الارتداد والتراجع أخطر بكثير في رأيي من الوضوح في القول نعم أولاً.

الخروج عن جدول القمة:
- هل تتوقع إذا ما انعقدت القمة العربية في القريب العاجل أنها ستقف على القضايا الحيوية التي كانت قمة تونس ستناقشها؟
· الشيء الطبيعي ألا نخرج عنها ولا أعتقد أن هناك ما هو ذو أهمية كبيرة يضاف إليها على الرغم من إحدى الدول العربية، أمس قالت حتى جدول الأعمال هو محل بحث، لكن إذا جدول الأعمال محل بحث في إطار قضايا حيوية بحجة أنها كانت محل خلاف وجدل، فأنا اعتبر ذلك تراجعاً.

مبادرة إيجابية:
- المبادرة اليمنية الأخيرة للقمة ما مصيرها؟
* هي مشاريع قرارات الأول بشأن العراق والثاني فلسطين.. وهما قراران ورئيسيان على أمل أن القمة تتبناهما، ولكن لا نحب الخلط بين مبادرة إصلاح النظام العربي، وبين مشاريع قرارات تقدم إلى القمة على أمل أن تُناقش وقد تُعدل، ولكن تصدر كجزء من قرارات القمة العربية.وفي مبادرة إيجابية جداً ولقيت ترحيباً واسعاً، ولكن في النهاية لن تكون قرارات إلا إذا أقرتها القمة العربية.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوار"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024