الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 08:17 م - آخر تحديث: 08:16 م (16: 05) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
براين أونيل- ترجمة : نـزار العبادي - -
الولايات المتحدة تـزّج اليمن بمأزق الشيخ (الإرهابي)

رغم ما يحظى به الشيخ عبد المجيد الزنداني من احترام في جميع أنحاء اليمن، لم تتوان إدارة الخزانة بالولايات المتحدة الأمريكية عن اتهامه بتقديم الدعم لتنظيم القاعدة، والأخذ بيدها، والارتباط بعدد كبير من قياداتها، فضلاً عن لعب دور مهم في تاريخ اليمن المعاصر. ولعل اصطدام الزنداني بالولايات المتحدة سيسلط أضواءً على التحديات الكبيرة التي سيواجهها الرئيس علي عبد الله صالح في وقت يحاول فيه مساعدة الولايات المتحدة في مكافحة التطرف الإسلامي.

*تاريخ اليمن المعاصر:
السياسة في اليمن ليست إلاّ لعبة صعبة المراس؛ فالرئيس صالح أعقب رئيسين لقيا حتفهما اغتيالاً في ظروف غامضة- فأحدهما وُجد في غرفة فندق محاطاً بالمخدرات والعاهرات، بينما قُتل الآخر في مكتبه بحقيبة ملغومة. وعندما تولى الرئيس صالح زمام حكم اليمن عام 1978م كان ينبغي عليه التعامل مع القبائل التي تتمتع بنفوذ استقلالي، ومصالح اقتصادية مؤثرة، مضافاً إليها التدخلات السعودية، فضلاً عن عدو في الجنوب، متمثل في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الماركسية.
الرئيس صالح استطاع التعايش، وتجاوز التحديات، بل والعبور إلى الوحدة عام 1990م بفضل مايتمتع به من شخصية استثنائية .لكن الوحدة لم تكن بالأمر السهل ، إذ سرعان ما نشب الصراع على الحكم بينه، وبين القادة الجنوبيين في إطار دولة الوحدة الحديثة العهد. فقد أجريت الانتخابات البرلمانية الأولى في عام 1993م، وتصدر حزب المؤتمر الشعبي العام –حزب الرئيس صالح- الفوز بأغلبية كبيرة، فيما احتل الحزب الاشتراكي اليمني المركز الثالث. و تبوأ المركز الثاني في الانتخابات حزب إسلامي مؤلف من جماعة يمنية تدعو للإصلاح، وتعرف –أيضاً- باسم الإصلاح ، ومن هنا دخلت السياسة اليمنية في مسارها الجديد.
كانت هناك أسباب عديدة وراء النهاية القوية التي انتهت إليها الجماعة الإصلاحية اليمنية في الانتخابات. فقد استقطبوا الدعم لأنفسهم في الشمال- الموصوف بالإسلامي والتقليدي- من خلال اللعب على المخاوف على وحدة القبيلة من الاشتراكية العلمانية الفاسدة، (المتأتية من الجنوب الماركسي). وتمثل العامل الثاني بزعيمهم الشيخ عبد الله الأحمر- شيخ مشائخ قبيلة حاشد، التي تعتبر من أكبر القبائل ، والأكثر توحداً مع بعضها البعض في اليمن. وفي الحقيقة إن قبيلة الرئيس صالح تنتمي إلى حاشد –أيضاً- وأن حاشد انبثق عنها بعض الناقمين الذين شاركوا في الحلف .
كان هناك تحالف بين المؤتمر الشعبي العام، والإصلاح، غير أنه لا يولي كثيراً من الاعتبارات للانتماءات القبيلة. وعلى الرغم من أن دور القبائل مهم في اليمن، إلاّ أنه ليس بتلك الأهمية العظيمة-خاصة بالنسبة للرئيس صالح- الذي تعد قبيلته من القبائل المتمدنة (حضرية)، وارتباطاتها مع قبائل حاشد الريفية ضعيفة إلى حد ما. والسياسة لا يحكمها عامل واحد، إذْ أن المؤتمر الشعبي العام، والإصلاح كانا يودان تحييد الماركسيين الداعين للتغيير.
إن نتيجة الانتخابات زادت من حجم دور الإصلاح.. فقد أصبح زعيمهم الشيخ الأحمر رئيساً للمجلس النيابي- وهو المركز الذي مازال يشغله؛ والإصلاح وفقاً لتوصيف الكاتب "باول دريش" ليس حزباً إسلامياً راديكالياً (متطرفاً)، بل هو حزب إسلامي يضم بعض العناصر المتطرفة.
فالشيخ الأحمر لم يكن ممن يعول عليه التأثير في الوضع العام، أو زعزعته، بل كان هناك أشخاص آخرون من الإصلاح يعول عليهم ذلك أمثال الشيخ الزنداني، الذي تم تعيينه عقب الانتخابات كأحد أعضاء المجلس الرئاسي، المؤلف من خمسة.
ففي الوقت الذي كانت اليمن تسير باتجاه الحرب الأهلية كان الزنداني يلعب دوراً مهماً؛ وفي سابق التاريخ اليمني احتل الزنداني مراكز مختلفة- بما فيها وزيراً للتعليم، وكان متعصباً في مركزه ، لكن الحال لم يستمر على ما هو عليه حتى اندلاع الحرب بين الاتحاد السوفيتي وأفغانستان، إذْ أنه –آنذاك- اهتدى إلى غايته فعلاً، وأصبح رجل الاستقطاب الأول في اليمن، الذي يقوم بتجنيد المجاهدين، وإرسالهم إلى المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول، ثم ما لبث إن التقى أسامة بن لادن، وأصبح مستشاره- وفقاً لما تقوله التقارير.
وبعد عودته من أفغانستان تزعم الزنداني الجناح المتطرف في حزب الإصلاح، فيما واصل عمله كمستشار لما يسمى بـ"الأفغان العرب"، على أن الشيخ الزنداني مشهور بالأشرطة الدينية الحماسية اللاهبة، التي من بين مواضيعها تحميل الرئيس الأمريكي "جورج بوش"، واليهود عامة مسئولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر على مدينتي نيويورك وواشنطن ، كما كان الزنداني متهماً بالإيعاز لرجاله من المجاهدين لقتل القادة الجنوبيين في الفترة الواقعة بين الوحدة، والحرب الأهلية.
عندما اندلعت الحرب الأهلية في اليمن عام 1994م، كان متوقعاً ألا يكون للزنداني فيها شأن كبير، إلاّ أنه حشد جماعته، من "الأفغان" للقتال بجانب الشمال، علاوة على أنهم أخذوا يلقون خطبهم الإسلامية ذات الصبغة الوهابية على الجيش الشمالي. وكانت المملكة العربية السعودية هي الداعم الأكبر للجنوب، على نحو لم يكن ظاهراً للعيان، لكنها لم تستطع الحشد إلى جانبها سوى دول قليلة، كالسودان، وليبيا، وأرض الصومال التي لم تكن قد نالت اعتراف المجتمع الدولي بها، ولا حاجة للقول أن السعودية فشلت في حشد المجتمع الدولي إلى حلفها. وفي النهاية انتصرت الوحدة، واستطاع الرئيس صالح تأمين مكانته.
لكن الأمن الذي حظي به الرئيس صالح لم يكن بمنأى عن تعدد خيوط ارتباطه؛ فالجناح المتطرف وجد فرصة سانحة لفرض أفكاره بالقوة في الجنوب، وقام بأعمال تخريب، من بينها تدمير مصنع البيرة. كان الرئيس صالح مديناً للإصلاح بالدعم الذي قدمه له رغم المعارضة السعودية، وكذلك لرجال قبائل حاشد الذين قاتلوا معه. لقد ترك الشمال دون مساس من قبل الحكومة المركزية، وعمل على إعادة إعمار المجتمع في الجنوب بغير حساب.

*اليمن كلاعب دولي
بعد أحداث 11 سبتمبر.. أخذت الولايات المتحدة تنظر إلى اليمن كما لو أنها أفغانستان أخرى تستدعى الحاجة لغزوها، واستئصال الإرهابيين منها، لكن صالح سرعان ما عرض على الولايات المتحدة استعداده للمساعدة، متجنباً بذلك الغزو، فالإرهابيون في بلده كانوا يشكلون خطراً ، خاصة وإن اقتصاده واصل الانتكاس، وتضاءلت فرص العمل أمام الشباب من شعبه. وكان الرئيس صالح مدركاً أنه سيحظى بمساعدة ودعم الولايات المتحدة لتمكينه من خوض حربه، كما أدرك أن أمامه فرصة لتغيير صورة اليمن. التي قيل أنها مرتع للمتطرفين الإسلاميين، إلى حليف فاعل في الحرب ضد الإرهاب. وكان من المتوقع أيضاً أن تقوم هذه الخطوة بتحسين المستوى الاقتصادي المتدني.
غير أن المواجهات التي خاضها الرئيس علي عبد الله صالح في حربه على الإرهاب -كشريك دولي- لم تبديه بهيئة الرجل الخانع المتذلل للولايات المتحدة، أو بالجهد الذي ترغب فيه الإدارة الحليفة أن تراه فارداً عضلاته، وعندما قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقتل ستة من عناصر القاعدة، بينهم قائد سالم سنان الحارثي زعيم التنظيم في اليمن ، كان من المتفق عليه أن يقال إن الإرهابيين قُتلوا بواسطة متفجرات كانت بحوزتهم، لكن واشنطن سرعان ما أظهرت ضلوعها بالموضوع لتسبب مزيداً من الإحراجات للرئيس صالح، وللرأي العام في اليمن، وهو الأمر الذي قاد الرئيس صالح إلى رفض مبادلة الحارثي عندما تم إلقاء القبض عليه..
لم توقف اليمن حربها الداخلية، وكذلك لم توقف الولايات المتحدة اعتمادها عليها في حربها الخارجية، فالقوات الخاصة الأمريكية الآن في اليمن تقوم بتدريب قوات يمنية لمكافحة الإرهاب التي تقدمت كثيراً - نوعاً وعدداً - في عملياتها. ففي أوائل شهر مارس شنت قوات مكافحة الإرهاب اليمنية حملة كبيرة استهدفت بها عدة إرهابيين بارزين، من بينهم شخص كانت تطارده مصر، وتم تسليمه إليها.
ومع كل ذلك فإن الأمور لم تستقر بعد. القبائل الشمالية تقف مع الرئيس صالح، لأن الشيخ الحمر- إلى حد ما- الذي يرأس مجلس النواب، والذي يهيمن على الموارد المالية، يخشى مثلما الرئيس صالح من تعكير صفو الحملة الجارية. لكن رجال القبائل ما زالوا مطيعين ، ويتعاونون ليس لأنهم تواقين لمساعدة الولايات المتحدة ، بل من أجل اليمن؛ إضافة إلى أنهم يبغضون الوهابيين. ولو فكرت الولايات المتحدة أن ترسل مزيداً من الجنود، أو تضاعف من تدخلها ، فقد تُقابل بثورة من قبل رجال القبائل.
هذه هي البيئة التي أتى منها الزنداني.. إنه –تقريباً- من المستحيل للرئيس صالح تسليم الزنداني للمحاكم الأمريكية، أو لرحمة وحدات الجيش الأمريكي في خليج غوانتنامو بكوبا- الذي سيكون خياراً أسوءً. وما لم يفعل ذلك فإنه سيكون بمثابة التحدي المفتوح لواشنطن.
لكن يبدو أن هناك بعض إشارات التعاون بهذا الصدد ، إذْ أن عبد الوهاب الآنسي- الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح- تساءل في "اليمن تايمز":(هل لدى الولايات المتحدة البراهين التي تدعم اتهاماتها؟ فلو كانت لديها تلك الإثباتات فلتقدمها للحكومة اليمنية) وأشار إلى أن حكومة الرئيس صالح ستكون أكثر سعادة، فيما لو تهيأ لها أي غطاء سياسي للتخلص من الزنداني.
لكن في الوقت الحاضر يبدو ذلك مستبعداً.. فالرئيس صالح ليس متحمساً للتورط بأمر كهذا لمجرد أن إدارة الخزانة الأمريكية تريده، فالزنداني ربما يكون أخطر رجل في اليمن، لكنه أحد الذين تتخوف الحكومة من الانسياق خلفه. إن الرئيس صالح –الذي أرسل الحملات مباشرة متتبعاً أثر الاتهام- ربما سيحاول أن يرسل للولايات المتحدة رسالة مفادها أنه مازال بجانبها – باستثناء الزنداني.
لقد وجد الرئيس صالح نفسه في لعبة خطرة تقتضي منه تهدئة كلا الجانبين، وهي اللعبة التي يملي قوانينها موروث التاريخ اليمني الصعب، والمرتبك. فاللعبة الآن أصبحت على نحو اعتباري أكثر حرجاً في ظل الزنداني، الذي يتصدر قائمة المطلوبين بإلحاح لأمريكا.


نقلاً عن: Asiantimes.com








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024