الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 02:12 م - آخر تحديث: 02:03 م (03: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - نصر طه مصطفى
نصر طه مصطفى -
حديث المستقبل (3) مصر... الثورة الملهمة!
وكأن ما حدث في تونس أعاد ثقة المواطن العربي بنفسه وبقدرته على إحداث التغيير والانتصار على الفساد والاستبداد، فإذا بشباب مصر يحتشدون خلال تسعة أيام من سقوط بن علي للنزول إلى الشارع، وعبر تقنية "فيسبوك" توالت النداءات إلى مظاهرة سلمية يوم 25 يناير، فإذا بالشباب الذين لم يكن عددهم كبيرا بما يكفي يفاجأون بردة الفعل العنيفة من الأمن المصري الذي أراد -كما يبدو- أن ينسف من أذهان الشباب فكرة تكرار ما حدث في تونس في مصر.. لكن العنف أدى إلى ردود فعل دفعت بأعداد أكبر من الشباب إلى الشارع، فيما بدأ الارتباك يسود صُنّاع القرار حتى حدثت الصدمة الحقيقية للنظام يوم الجمعة 28 يناير عندما امتلأ ميدان التحرير وما حوله بالجماهير الغاضبة التي صعدت خلال الأيام الثلاثة مطالبها من الإصلاحات إلى إسقاط النظام، وتحديدا الرئيس حسني مبارك نفسه!

كان نظام الرئيس حسني مبارك قد وصل إلى منتهاه -وفقا لقراءتنا السننية- فسادا واستبدادا، فالفساد أصبح حالة مستعصية ورائحتها تزكم الأنوف، لكن الاستبداد أخذ وقتا حتى بلغ ذروته خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في شهر نوفمبر الماضي والتي أقصى فيها النظام كل مناوئيه بدءا من الأحزاب الليبرالية الصغيرة وانتهاءً بحركة الإخوان المسلمين في حالة استحواذ غير مسبوقة منذ انتهاج التعددية السياسية والحزبية، فحقت عليه سُنة الله في التغيير. وإلى ما سبق، فقد تقدم العمر بالرئيس مبارك إلى جانب مرضه واكتئابه حزنا على حفيده الذي تُوفي قبل عامين تقريبا، ممّا جعل اتخاذ القرار بالنسبة له عملية بطيئة دفعته لإعطاء مساحة كبيرة منها لنجله جمال خلال السنوات السبع الماضية وبدلا من أن يصبح هذا الأخير أملا وملاذا لشباب جيله وبالذات القريبين من مستواه تعليميا وثقافيا واجتماعيا، فإذا به يصبح بالنسبة لهم شيئا أقرب إلى الكابوس بسبب الفساد المستشري ونظرية التزاوج بين السلطة والمال ورجال الأعمال التي تبناها.. فالمعلوم هو أن ثورة الشباب قادها شباب الطبقة المتوسطة الحاصلون على تعليم أكاديمي متميّز والمتمتعون بمستوى معيشي جيّد، وهم –بلا شك- استفادوا من الثورة التقنية التي قادها رئيس الوزراء السابق أحمد نظيف والمتمثلة بتخفيض رسوم استخدام خدمة الإنترنت إلى أقلّ الحدود المُمكنة سعيا وراء إنهاء الأمية الإلكترونية حتى وصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر بين عشرين إلى خمسة وعشرين مليون مواطن، الأمر الذي كان له الدور الحاسم في التواصل والتوعية قبل وخلال ثورة 25 يناير.

من المؤكد أن الرئيس السابق حسني مبارك قد صُدم وهو يلاحظ التصميم الكبير لدى شباب بلاده على تنحيه، لكن ردود فعله البطيئة ومبادراته المتأخرة كانت تزيد المشكلة تعقيدا. فكثيرون -على سبيل المثال- تساءلوا: لماذا لم يتضمّن خطابه الأول يوم 28يناير ما جاء في خطابه الأخير يوم 10 فبراير؟ وتساءل آخرون: لماذا لم يحسن الاستفادة من تعاطف غالبية المصريين معه عقب إلقائه خطابه الثاني الذي قال فيه إنه يريد أن يموت في وطنه بالإعلان عن إصلاحات حقيقية؟ فهم خرجوا بأعداد كبيرة إلى الشوارع في اليوم التالي للمطالبة بالموافقة على رغبته في إنهاء فترته الدستورية، لكن نجله جمال ومعه قادة الحزب الوطني ظنوا أن الثورة انتهت وأنهم استعادوا تعاطف الشارع معهم فأرسلوا بلاطجتهم يوم الأربعاء الدامي 2 فبراير ببغالهم وجمالهم لتصفية ميدان التحرير من الشباب المعتصمين، فيما اشتهر يومها "بموقعة الجمل" الذي صمد فيه الشباب واندحر البلاطجة. وفي ظني أن جمال قضى يومها على كل فرص والده بالاستمرار حتى نهاية فترته. بل وأسوأ من هذا فقد قضى على أي تعاطف محتمل يمكن أن يحدث لاحقا مع الرئيس الذي تعدى الثمانين عاما، وانقلب التعاطف مع مبارك الأب إلى نقمة وسخط شديدين عليه، بحيث لم يعد مُجديا معه أي تنازلات يمكنه تقديمها لاحقا. ولم يعد أمام الجيش سوى حسم الأمر وإعطاء مبارك فرصة أخيرة بتفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان، فإن قبلها المصريون كان بها ما لم فلن يكون هناك أي خيار آخر سوى التنحي والخروج بماء الوجه على أن يضمن له الجيش الخروج المشرّف والاستقرار في مصر حتى وفاته. وهو ما حدث بالفعل يوم الجمعة 11 فبراير عقب رفض المواطنين التفويض الذي جاء في خطابه الأخير.

وممّا زاد وضع الرئيس السابق حرجا وسُوءا الغياب التلقائي التام للحزب الوطني الحاكم أثناء الأزمة وبالذات من يوم الجمعة 28 يناير، وكأنه -بحسب تعبير أحبابنا المصريين- "فص ملح وذاب".. وكذلك الانسحاب المتعمد لجهاز الشرطة من الشارع في ذات الليلة بغرض إثارة الفوضى وإشاعة الخوف، وهو كان تكتيكا مفضوحا زاد عموم المصريين تعاطفا مع أبنائهم الثائرين المعتصمين بميدان التحرير وبعض المُدن المصرية الأخرى، وهو الأمر الذي تحول إلى فضيحة مدوية لاحقا. وإلى جانب هذين الأمرين ومجريات "موقعة الجمل" الشهيرة، فإن نزول حركة الإخوان المسلمين بثقلها إلى الشارع لمناصرة الثورة الشبابية كل هذه العوامل كان لها الدور الحاسم في إنهاء حُكم الرئيس مبارك بتلك الصورة الدراماتيكية التي قدّم من خلالها شباب مصر أنموذجا حضاريا مُلهما في التغيير ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم كله الذي لم يخف قادته ومثقفوه إعجابهم بذلك الصمود والأداء الراقي. وفيما انتهى نظام الرئيس مبارك بأسلوب مختلف عن الأسلوب الذي انتهى به نظام الرئيس بن علي، فإن المنطقة العربية المأخوذة بالثورة المصرية المُلهمة تحاول حث الخطى والمضي في مشروع التغيير من الخليج شرقا حتى المحيط غربا محاولة استلهامه حينا واستنساخه حينا آخر في دول تبدو جميعها -من حيث الشكل- أكثر هشاشة إذا ما قُورنت بالأنظمة الأمنية المستبدة في تونس ومصر وليبيا التي اتضح أنها كانت عبارة عن نمور من ورق. وللحديث بقية...".

من المؤلم، ونحن في هذا الظرف الحساس، أن يلجأ البعض لأساليب تقليدية مهترئة عفا عليها الزمن تتمثل في حجب بعض المواقع الإلكترونية مثل موقع المصدر أون لاين ونشوان نيوز. إنه إجراء صادم بكل المقاييس ويثير المزيد من الحنق والغضب، وفي الوقت ذاته لا يسمن ولا يغني من جوع، ولا يحقق الهدف المرجو منه. فالذين يحجبون يعيشون خارج العصر بالتأكيد، ويعلمون تماما أن هناك وسائل تقنية تمكن الجميع من تصفّح المواقع المحجوبة. إنهم "المخلصون" مرة أخرى!!








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024