الإثنين, 21-أبريل-2025 الساعة: 05:00 ص - آخر تحديث: 03:43 ص (43: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
اوس الإرياني -
((ثورة)).. ولو طارت
يحكى أن رجلين خرجا للصيد، فإذ بهما يلمحان كتلة سوداء مبهمة من مسافة بعيدة، فقال أولهما: هو غراب، وقال الثاني: بل عنزة، وظلا على جدالهما، غراب بل عنزة، غراب بل عنزة، حتى طار ما يتجادلان عليه، فقال أولهما: أرايت؟ هو غراب، فقال الثاني: بل (عنزة) ولو طارت.
وهذا هو حال أخواننا الشباب الذين استطاعوا بنجاح أن يقنعونا أن ما يقومون به ثورة، بل ودرجت على ألسنتنا ألفاظ مثل الثورة، والثورة السلمية، والثوار، وغيرها من الألفاظ الثورية، على الرغم من أن (حراكهم) هذا يفتقد لأهم عنصر من عناصر الثورة ألا وهو الإجماع أو حتى في أسوأ الأحوال تحقيق الأغلبية.
إن ما يحدث في اليمن لبعيد جداً عما حدث في تونس ومصر، فالشرط المفقود هنا هو الإجماع وهذا هو الشرط الأساس لأي ثورة (تحترم نفسها)، فلو أن أي مجموعة حتى لو بلغت 20 أو 25 بالمئة من الشعب قررت كما قرر الأخوة الشباب أن يسقطوا النظام فسندخل في حلقة مفرغة عديمة الجدوى، فلنفترض أن الرئيس تنحى اليوم عن السلطة، وتولى الحكم شخص ما وليكن من يكون، وقام المؤيدون للنظام السابق بالخروج إلى الشارع وتنفيذ اعتصامات تدعو السلطة الجديدة إلى (الرحيل)، فهل سترحل؟ لقد طرحت هذا السؤال على أحد الأخوة المشاركين في الاعتصام، فأجاب: نعم يجب أن ترحل السلطة الجديدة إذا خرجت أعداد كبيرة مطالبة برحيلها، حتى لو كانت بنفس الأعداد التي خرجت في اليمن الآن!! وجوابه هذا يحتمل تفسيرين لا ثالث لهما، إما أنه جاهل لا يفقه شيئاً ولا يعرف أننا إذا صار الحال كذلك سنعيش في حلقة مفرغة من السقوط والصعود، أو أنه يهدف إلى إسقاط السلطة الحالية ثم (يلحس) كلمته، وترفض السلطة القادمة الامتثال لرغبة الشعب والحجج حينئذ كثيرة.
ولما كان هذا الشاب المتحمس ذكياً واعياً يملك عقلاً راجحاً، فإني أستبعد تماماً، وبأسف، الاحتمال الأول، وكم كنت أتمنى أن يكون جاهلاً لا متآمراً، وأرى والحال كذلك أن علينا أن نضيف بنداً رئاسياً إلى المبادرات المطروحة على الساحة يقضي بأن يتم بناء (درج كهربائي) في قصر الرئاسة لتسهيل صعود ونزول الرؤساء.
أنا لا أقول بالتأكيد أن أعداد المعتصمين والمطالبين بالتغيير قليلة، لكن أعدادهم بالتأكيد لا تعطيهم النصاب الكافي لتحويلهم إلى (ثوار) ولا تسمح بتحول (حراكهم) إلى (ثورة)، لكن أعدادهم بالتأكيد تفرض على السلطة وعلى رأسها فخامة الرئيس أن تتقدم بحلول وليس مبادرات، وأقولها صراحة أن الملايين المؤيدة التي خرجت للتأييد تضع على عاتقك يا فخامة الرئيس عبئاً ثقيلاً، لن ينزاح عنك إلا باتخاذ قرارات جريئة قوية صادمة، لا تنقصك الشجاعة لاتخاذها، وكم أتمنى أن لا تجعلك هذه الملايين ترى المعتصمين بعين الاستخفاف والاستهزاء.
إن القرارات المرتقبة يجب أن تراعي مطالب الشباب لا الأحزاب، فأنت الآن –سيدي الرئيس- أمام مفترق طرق، فطريق الشباب أكثر وطنية، وأكثر صدقاً، إلا أن ثقلهم للأسف ليس كبيراً، بينما طريق الأحزاب قد يكون وعراً، صعباً، ثقيلاً، لا يحقق الكثير للوطن ولكنه بالتأكيد أكثر تأثيراً، وأقدر على إنهاء أزمة الوطن أو على الأصح تأجيلها.
سيدي الرئيس، (ما خاب من كان الشباب سلاحه)، راهن على الشباب، هم الأقدر على نصرتك، والأجدر بثقتك، هم الأكثر خطراً عليك إن خيبت ظنهم، وخير حماية لك إن بادلتهم الثقة بالثقة، والوفاء بالوفاء، هم الآن (ثوار) عليك وبمقدورك أن تجعلهم (ثواراً) معك، هم ليسوا عملاء أو خونة كما يحاول البعض إيهامك، هم أبناء هذا الوطن، هم أبناؤك وإخوانك، بناتك وأخواتك، هم أصحاب المصلحة الحقيقية في بناء هذا الوطن، وهم الأكثر حرصاً على مستقبله لأن هذا المستقبل لهم في النهاية.
هم على استعداد أن يفتدوا حبات تراب هذا الوطن بدمائهم، فلا تسمح بسفك دمائهم تحت مظلة حكمك، ولا حل لحفظ دمائهم إلا بتقديم حلول قد تكون قاسية أو مؤلمة لكنها بالتأكيد صادقة، لا تقدم مبادرات بل قدم حلولاً جاهزة للتطبيق، ولا تنظر وأنت توقع قراراتك باتجاه الأحزاب ولا تفاوضهم، بل انظر بعينك باتجاه شباب هذا الوطن الذي أزعم أنك ترى فيه أملاً لبناء يمن طالما حلمت به، فاستكمل مشوارك –سيدي الرئيس- بهؤلاء الشباب.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025